أولت وسائل الإعلام البلجيكية اهتماما كبيرا بافتتاح قناة السويس الجديدة، ووضعت صحيفة لا ليبر بلجيك" La Libre Belgique "، على صدر صفحتها الأولى صورة للرئيس السيسى برفقة الطفل الذى ارتدى أمس الزى العسكرى تحت عنوان "قناة السويس واجهة مصر السيسى" . وأكدت الصحيفة من خلال مراسلها الخاص بالقاهرة، أن افتتاح قناة السويس الجديدة يعد بمثابة مشروع فرعونى تفتخر به مصر كثيرا، مستشهدة ببعض ما جاء فى كلمة الرئيس السيسى " إن هذه الأمة العظيمة تستحق أن نبذل من أجلها جهودا حثيثة رجالا ونساء مسيحيين ومسلمين الكل سواء". وأشارت إلى مراسم الافتتاح الأسطورية، واختيار فرنسا لتكون ضيف الشرف، وجلوس الرئيس الفرنسى على يسار القائد المصرى مع مجموعة من قادة الخليج، وكذلك رئيس الوزراء الروسى، بالإضافة إلى المشاركة البلجيكية الملحوظة بنائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد كريس بيتر. واعتبرت الصحيفة، أن هذا الاحتفال، إنما يجسد فخرا كبيرا للشعب المصرى، وليس أدل على ذلك من قدرته على جمع ما يعادل 8 مليارات دولار فى ثمانى أيام فقط لتمويل هذا المشروع العملاق، فالشعب المصرى كان بحاجة إلى مشروع قومى يلتف حوله ليصنع من خلاله المعجزات وهو ما يفسر البعد الفرعونى للمشروع" وفقا لما سبق، وأكد عليه أحمد صلاح المستشار الإعلامى المصرى ببروكسل. وسعى مراسل الصحيفة لنقل نبض الشارع المصرى وسعادته بافتتاح هذا المشروع العملاق، فرغم ارتفاع درجة الحرارة التى بلغت 41 درجة فإن هذا لم يحول دون نزول المصريين للشارع للتعبير عن فرحتهم وفخرهم بهذا المشروع الذى عمل به 41 ألف مصرى وشهد رفع أكثر من 250 مليون متر مكعب من الرمل، الأمر الذى دفع الصحافة العالمية لأن تحتفى بهذا المشروع، مثلما ذهبت صحيفة ديلى نيوز لتخصص 32 صفحة فى عددها الصادر أمس الخميس تحت عنوان" القناة مشروع الرخاء". وشددت الصحيفة على أن الرئيس السيسى جعل من هذا المشروع العملاق وسيلة لرفع معنويات الشعب المصرى، وإحياء صورة بلاده الدولية بعد أربع سنوات من عدم الاستقرار. ومن جانبها، تناولت صحيفة دى مورجين " De Morgen " الناطقة بالفلمنكية الحفل الأسطورى لافتتاح قناة السويس الثانية، وقالت إنه هدية مصر للعالم أجمع، بعد أن نجح الرئيس السيسى فى تحقيق فخر أمام العالم أجمع بافتتاحه قناة السويس الثانية، مما يعد إعجازا حقيقيا على مدار عام، لتبلغ شعبية الرئيس السيسى مداها، خصوصا أن القناة الأولى تطلبت عشر سنوات عمل، فى حين أن مشروع اليوم لم يستغرق سوى عام واحد فقط، وهو ما لم يكف الرئيس السيسى عن تكراره أمس خلال الاحتفال. وأضافت الصحيفة أنه قد شهد حفل الافتتاح حضور آلاف المدعوين على رأسهم الرئيس الفرنسى ورؤساء دول وحكومات الشرق الأوسط وإفريقيا، ونقلت عن نائب رئيس الوزراء البلجيكى الذى مثل بلاده خلال حفل الافتتاح قوله "إن هذا المشروع يمثل إنجازا وتحديا للشركتين البلجيكيتين المشاركتين فى حفر القناة الجديدة، كما يعد بمثابة رخصة دولية لهما وللشركات البلجيكية التى أثبتت أنها خير سفير لبلادنا". وأوضحت أن قناة السويس تعد واحدة من أهم الطرق الملاحية فى العالم، إذ تعبر خلالها 50 سفينة يوميا، وتمثل حلقة وصل مهمة وقصيرة للغاية بين أوروبا وأمريكا من جانب وشرق أسيا من جانب آخر. وأشارت إلى أهمية وانعكاسات القناة الجديدة على حركة الملاحة، خصوصا فيما يتعلق بتقليص عدد ساعات الانتظار وزيادة عدد السفن المارة، وهو ما ينعكس إيجابا على الجانب المالى للبلاد، خصوصا فى ظل تراجع قطاع السياحة، فى وقت وجود طموح يهدف بالوصول إلى عائدات القناة إلى 11.9 مليار دولار ، بالإضافة إلى المشروعات المرتبطة بالقناة التى يسعى الرئيس السيسى لتنفيذها. ومن ناحيتها، اهتمت صحيفة دى ستاندارد " De Standaard " الناطقة بالفلمنكية تحت عنوان " المعجزة المصرية" بالحفل الأسطورى الذى أقامه الرئيس السيسى بمناسبة افتتاح قناة السويس، التى تمثل معجزة حقيقية لمصر وللمصريين، مشيرة إلى وجود يخت ملكى مبهر. كما قالت مجلة لو فيف لاكسبريس " Le Vif l'Express "تحت عنوان:" البيزنس فى مصر كالمعتاد" فى افتتاحية بقلم رئيس تحريرهاGerald Papy يمكن أن تكون للدبلوماسية ذاكرة قصيرة، لكن الرئيس المنتخب السيسى تمكن بعد أربعة أعوام ونصف فقط من سقوط نظام مبارك، على خلفية رفض الشارع له، أن ينجز مشروع قناة السويس فى وقت قياسى للغاية فى أقل من عام واحد فقط ليعزز مكانته كرجل مصر القوى". وأضافت المجلة، أن الحنكة السياسية للرئيس السيسى إنما تعد واحدة من المفاتيح الأساسية لعودة نشاط الدبلوماسية المصرية بمشروعه الأسطورى، فقد سجل السيسى مكاسب ثلاثة حيث أجج المشاعر الوطنية مثل الرئيس عبدالناصر، وفتح آفاقا جديدة أمامه، بينما يكمن المكسب الثالث فى إحداث انطلاقه اقتصادية لمشروعات عملاقة على ضفاف الممر الملاحى الجديد، بالإضافة إلى إثبات قدرته الفاعلة للقوى الأوروبية والأسيوية التى تعد المستفيد الأول من هذا الممر الذى يربط بين البحرين المتوسط والأحمر أى يمكن وصف هذا التصرف ب"ضربة معلم".