هجمات الإرهاب موجعة خاصة وأنها تتسم بالغدر والخسة والندالة، فالضربات الأخيرة التى استهدفت أفراد الجيش المصري كان لها تأثير سيئ على المصريين بشكل خاص، إلا أن الرد الساحق للجيش رفع الحالة النفسية للمصريين إلى عنان السماء مرة أخرى، كما كان له ردود أفعال على المستويات الإقليمية والدولية .. ولنبدأ من حماس التى أدانت هجمات داعش فى سيناء وقالت أيدينا ممدودة للمصريين، والغريب أن حماس هى المتهم الأساسى بتمويل هذه الجماعات الإرهابية بالسلاح عبر الأنفاق ...!! وقال موسى أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي، في الحركة في لقاء بثته فضائية «القدس» القريبة من حماس «ما يجري في سيناء يضر بقطاع غزة، لأن سيناء الممر الوحيد لغزة، دائما أيادينا ممدودة ونريد علاقة مع من يحكم في مصر لأن هذا مستقبل الشعب الفلسطيني وحركته». وأضاف أن "المزايدات التي تجري في هذا الوقت لا تخدم الشعبين الفلسطيني والمصري" وردا على سؤال حول ما يتردد عن اتهامات مصرية لغزة، قال «أبومرزوق»: «ما يدور بيننا أن هناك تقديرا لمجهودات ضبط الحدود. وأضاف: «باعتقادي العلاقات مع مصر ستمضي بشكل جيد»، وتابع: «قطعنا أشواطا مديدة ومحاولات عديدة من أجل علاقات قوية وسليمة مع مصر، مازلنا نعتقد أن هذه العلاقة لا يمليها فقط الجوار إنما التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة». ولفت «أبومرزوق» إلى أن «العلاقات مع مصر تحسنت إلى حد كبير لكن للأسف الشديد نرى أنه في كل مرة كانت هناك نوايا لفتح معبر رفح (الحدودي بين قطاع غزة ومصر) تقفز تلك العمليات داخل سيناء المستنكرة والمدانة والتي تضر بأمننا ومستقبل العلاقة. فى الوقت ذاته قال منسق عمليات الحكومة الإسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يوآف مردخاي، إن لدى إسرائيل أدلة واضحة على أن حماس تدعم تنظيم «ولاية سيناء » التابع لتنظيم «داعش »، مؤكدا أن حركة حماس ساعدت هذا التنظيم بالسلاح والدعم اللوجستي خلال الهجمات التي شهدتها الشيخ زويد والعريش. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مردخاي قوله في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، إن إسرائيل لديها أسماء شخصيات محددة من قادة حماس شاركوا بشكل فاعل في تقديم المساعدات لتنظيم "ولاية سيناء" خلال الهجوم الذي شهدته سيناء، مثل وائل فراج، وهو قائد كتيبة في الذراع العسكرية لحركة حماس، حيث قام بتهريب مصابي الإرهابيين من سيناء إلى قطاع غزة. وقال مردخاي إن من قادة حماس أيضا عبدالله قيطشي، الذي وصفه بأنه مدرب كبير في كتائب القسام وقام بتدريب عناصر تنظيم «ولاية سيناء» على الهجوم الذي تم تنفيذه في الشيخ زويد. وأكد المسئول الإسرائيلي أن كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، على علاقة بتنظيم داعش على مستوى التسليح والتنظيم، مؤكدا أن لديه أدلة وإثباتات على ذلك. وقال المحلل الإستراتيجي في صحيفة "هآرتس" العبرية، تسبي بارئيل، إن ما يحدث في سيناء تعدى كونه "عمليات جراحية لاستئصال الإرهاب"، وتحوّل إلى حرب حقيقية شاملة، من الممكن أن تتطور لتصبح نموذجاً آخر من الحرب الدائرة في العراق ضد تنظيم "الدولة"، خاصة أن التنظيم في سيناء يطمح إلى احتلال مناطق استراتيجية أخرى فيها. وبحسب بارئيل فإن الحرب في مصر متعددة الجبهات؛ إذ إن قسماً منها يدور في المدن الرئيسية مثل القاهرة والفيوم والعريش ورفح، والقسم الآخر في مناطق مفتوحة. كما أن هذه الحرب تشبه الحرب ضد عدو أجنبي، على الرغم من أن الجماعات المسلحة مكوّنة بالغالب من مواطنين مصريين. وهنا لفت بارئيل إلى أن الحالة التي وصلت إليها مصر في الأيام الأخيرة لم تشهدها منذ سنوات طويلة، فقد نفذ عدد كبير من العمليات ضد عدة أهداف في مدينة الشيخ زويد ومحيطها، إلى جانب التفجيرات والسيارات المفخخة. واعتبر أن هذه الحرب التي بدأتها "ولاية سيناء"؛ التنظيم التابع لأنصار بيت المقدس، هي نسخة عن استراتيجية القتال عند تنظيم "الدولة" في سورياوالعراق. إذ تعتمد هذه الاستراتيجية على بذل جهود للسيطرة على مدن بأكملها، وفرض وتأسيس نظام "داعشي" فيها، ومن ثم البدء بالتوسع خلال وقت قصير للسيطرة على مدن أخرى ومناطق إضافية. فبحسب ما ورد في التقارير المصرية، قام التنظيم بالسيطرة على "الشيخ زويد" والانتشار في شوارعها، وزرع الألغام في الشوارع والطرق المؤدية إليها من أجل منع القوات المصرية من الاقتراب من المنطقة، وذلك بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة مع القوات المصرية. وتحدث بارئيل عن وجود عدة فروقات بين تنظيم "الدولة" والجماعات المسلحة التابعة له في سيناء، وبين التنظيم نفسه في سوريا؛ فعلى سبيل المثال، قوة التنظيم في سيناء أقل بكثير من قوة التنظيم الأم في سوريا، كما أنه سيكون من الصعب عليه الاعتماد على التزود بالدعم المستمر من الدول المجاورة، مثل السودان وليبيا، على الرغم من أنها تمكنت من ذلك لسنوات. وبحسب بارئيل، فإن قدرة التنظيم في سيناء على تدريب قواته وتعزيزها لا يشبه إطلاقاً قدرة التنظيم في سوريا، وذلك لكون الحدود المحيطة به أقل نفعاً له. سبب آخر يراه بارئيل، هو أن الجيش المصري لا يشبه الجيش العراقي أو السوري اللذين اختفيا تقريباً من الأضواء في يونيو الماضي، إذ إن الجيش المصري له وجود منذ عدة سنوات في مناطق سيناء، ويدير معارك مكثفة ضد التنظيمات الناشطة في سيناء، كما أنهم يبدون أكثر إصراراً على القتال.