ثمن السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة الاتفاق التاريخي والشامل الذي وقع أمس "الجمعة" بين دولتي الفاتيكانوفلسطين، بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد "صبيح" في تصريح له اليوم أن هذا الاتفاق يقطع الطريق تمامًا على محاولات ضم الضفة الغربية وتهويد القدس التي يستخدمها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في شعاراته ليل ونهار. وأشار إلى أن هناك الكثير من الجرائم والاعتداءات تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الكنائس والراهبات والرهبان، لذلك كانت الرسالة واضحة من "الفاتيكان" بأن من له الولاية والحق على الشؤون المسيحية في فلسطين هو الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض، ولتؤكد على الاعتراف الدولي بحل الدولتين. وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ووزير خارجية الكرسي الرسولي المطران غالاغر،قد وقعا اتفاقاً شاملاً بين دولة فلسطين ودولة الفاتيكان، امس في حاضرة الفاتيكان بحضور وفود رسمية من الدولتين. وهذا الاتفاق هو الأول من نوعه في تاريخ الكنيسة مع دولة فلسطين التي تعترف بها رسمياً دولة الفاتيكان. وتتضمّن أحكام هذا الاتفاق الشامل والتاريخي، رؤية الطرفين المشتركة للسلام والعدالة في المنطقة، وحماية الحريات الأساسية، ووضع وحرمة الأماكن المقدسة، وسبل تعزيز تواجد الكنيسة الكاثوليكية وتعزيز أنشطتها في دولة فلسطين. ويشتمل الاتفاق على اعتراف رسمي من قبل الكرسي الرسولي بدولة فلسطين، واعترافاً بحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرّف في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة، خالية من آثار الاحتلال. كما تدعم الاتفاقية رؤية تحقيق السلام في المنطقة وفقاً للقانون الدولي وعلى أساس حلّ الدولتين اللتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن على أساس حدود العام 1967، ويُعزّز العلاقة بين الطرفين بتضمّنه أحكاماً جديدة تتعلّق بوضع فلسطين الخاص كمهد للديانة المسيحية وأرض الديانات السماوية. كما تجسد الاتفاقية القيم المشتركة للطرفين والمتمثلة في ضمان احترام الحرية والكرامة والتسامح والتعايش المشترك والمساواة للجميع. كذلك يساهم هذا الاتفاق ويطور من الوضع الحالي الذي تتمتع بموجبة الكنيسة الكاثوليكية بالحقوق والامتيازات والحصانات، ويشيد بدور بدورها المركزي في حياة العديد من الفلسطينيين.