فى مثل هذه الفترة من كل موسم يحتدم الصراع بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك ليصل ذروته مع الإعلان عن فتح باب القيد فى موسم الانتقالات الصيفية للاعبين وفتح المزاد لأعلى سعر. الصراع بين الناديين هو صراع من نوع خاص فى كل المجالات وهو صراع كلى أشبه ما يكون بصراع كارتون الأطفال الشهير "توم وجيري" الذى يحمل كل معانى الندية والمنافسة التى تصل أحيانا إلى درجة الانتقام ولكنه انتقام محصور داخل الملعب أو على الأكثر فيما يخص الكرة وفقط.. صراع فترة الانتقالات الصيفية للاعبين هذا الموسم سيكون هو الأكثر اشتعالا مقارنة بالمواسم الأخرى حيث إن الزمالك يقترب من لقب الدورى بعد غياب 11 عاما "عجاف" فى الوقت الذى تسود القلعة الحمراء حالة من الغضب الشديد بسبب تراجع مستوى وأداء الأهلى الذى أضاع بنسبة كبيرة اللقب المفضل له ولجماهيره. صراع توم وجيرى بين الأهلى والزمالك فى موسم الانتقالات الصيفية سيتركز على سرعة خطف نجوم الأندية، واستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، خاصة أن الأهلى يعانى من تراجع مستوى مهاجميه أحمد عبد الظاهر وعماد متعب والإثيوبى صلاح الدين سعيدو، فضلا عن إصابة عمرو جمال، وابتعاد محمد ناجى "جدو"عن مستواه المعروف. فى الوقت الذى يشكو فيه الزمالك من تراجع القدرات التهديفية للثنائى خالد قمر والبوركينى عبد الله سيسيه، وتذبذب أداء باسم مرسى من مباراة لأخرى. "النهار" تفتح ملف الحرب الخفية والمناوشات العلنية بين الأهلى والزمالك لخطف اللاعبين وهو سيناريو يتكرر كل عام، ولكن هذا العام سيكون أكثر شراسة وهو بالفعل ما حصل وبدأ مبكرا، من جانب النادى الأهلى الذى بادر بعملية خطف ناجحة للاعب صالح جمعة نجم فريق انبى والذى كان الزمالك يسعى بكل قوة لضمه وخطفه لكن سبق الأهلى وكما يقول المثل الشعبى "سبق وأكل النبق".. وهو ما يفسر لنا تهديدات المستشار مرتضى منصور لرئيس نادى انبي ماجد نجاتي حيث أبدى مرتضى منصور - رئيس نادى الزمالك - استياءه وغضبه الشديد من رئيس نادى إنبي، بسبب موافقته على بيع صالح جمعة للأهلى وإعلانه عن رفضه التعامل مع الزمالك وتغاضيه عن احتمالية التفاوض معه مستقبلا وذلك على خلفية مماطلة مجلس إدارة نادى انبى فى سداد المستحقات المتأخرة عليه فى صفقات اللاعبين الذين انتقلوا من انبى للزمالك المواسم الماضية مثلما حدث مع اللاعب اسلام عوض. واشتدت تهديدات رئيس الزمالك لرئيس انبى ماجد نجاتى عندما قال مخاطبا له "أنا بقولك على جثتى لو قعدت فى وزارة البترول، لأن مؤسسة البترول مؤسسة كبيرة يقودها وزير محترم ولا يجوز رفض عرض ب 7 ملايين مقابل عرض ب6 ملايين". قاصدا فى كلامه صفقة صالح جمعة الذى عرض الزمالك على مسئولى انبى شراءه بسبعة ملايين جنيه بينما عرض الأهلى 6 ملايين ورغم ذلك فاز باللاعب وهو ما اعتبره منصور كيدا من الأهلى. ونبدأ قصة صراع "توم وجيري" بين الأهلى والزمالك هذا الموسم باللاعب صالح جمعة لاعب إنبى والذى اجتمع مطلع الأسبوع الجارى فى أحد فنادق التجمع الخامس، بعضو مجلس إدارة الأهلى محمد عبدالوهاب، ومدير قطاع الكرة بالنادى علاء عبد الصادق، لإنهاء صفقة انتقاله إلى القلعة الحمراء لمدة 5 مواسم مقابل 3 ملايين جنيه فى الموسم الواحد. وتم الاتفاق بين الأهلى ورئيس نادى إنبى ماجد نجاتي، على تفاصيل الصفقة، وسيتم الإعلان الرسمى عنها خلال الأيام المقبلة. فى الوقت الذى صرح فيه اللاعب علانية فى أحد البرامج عن رغبته اللعب للقلعة الحمراء. وكان هذا الخبر بمثابة الصدمة لجماهير الزمالك ومفاجأة كبيرة لمرتضى منصور ومجلس إدارة الزمالك لاسيما وأن اللاعب كان أملا كبيرا لمجلس الادارة الأبيض وراهن كثيرا عليه مرتضى منصور لأنه لاعب يتميز بالهدوء والرزانة فى وسط الملعب التى جعلته من اللاعبين المميزين فى مركزه، وانضم للمنتخب وشارك فى مواجهة غينيا الاستوائية الودية وصنع الهدف الأول لباسم مرسى فى هذا اللقاء. وكان صالح جمعة معارا لنادى ناسيونال ماديرا البرتغالى، من ناديه الأصلى انبي ومدة إعارته بالبرتغال انتهت، وعاد للقاهرة منذ أيام. أما اللاعب الذى يحتل المرتبة الثانية فى مزاد الصراع بين "قط وفأر" الكرة المصرية هذا الموسم فهو الإثيوبى شيملس بيكيلى صانع ألعاب بتروجيت، والذى يسعى مجلس إدارة الزمالك لاقتناصه قبل الأهلى خاصة أن رمضان السيد المدير الفنى لفريق بتروجت، رحب برحيل اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، فى حال تلقيه عرضا ماديا كبيرا من الأهلى أو الزمالك، بعد تألقه منذ انضمامه للفريق البترولى قادماً من المريخ السودانى فى بداية الموسم الحالى. وكانت هناك العديد من الأنباء التى ترددت خلال الآونة الأخيرة عن رغبة قطبى الكرة المصرية، بالإضافة إلى عرض نادى إنبى لضم اللاعب واشترط مسئولو بتروجت الحصول على 5 ملايين جنيه، للموافقة على عرض شقيقه البترولى "انبي" الراغب فى الحصول على خدمات بيكيلى بعد تألقه فى مباريات الدورى الممتاز فى صناعة الفرص وتسجيل الأهداف. أما اللاعب الثالث فى مزاد الانتقالات الصيفية والمعرض للخطف من أحد القطبين فهواللاعب إبراهيم عبد الخالق لاعب وسط فريق سموحة السكندري، حيث اشتد الصراع فى الأيام الأخيرة والحرب الخفية للوصول الى اللاعب بين الأهلى والزمالك خاصة بعد أن وضع اللاعب المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك فى حرج بالغ بعدما نفى اللاعب ما ردده رئيس القلعة البيضاء عن توقيع اللاعب على عقود انضمام للفريق الأبيض بداية من الموسم القادم. وتأتى تصريحات عبد الخالق لتعيد السخونة إلى صراع الأهلى والزمالك على اللاعب الذى يسعى القطبان للظفر بخدماته، وتشير الدلائل إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد ما يشبه مزادا مرتفع الحرارة بين الأهلى والزمالك للحصول على توقيع اللاعب. يذكر أن عبد الخالق ينتهى عقده مع الفريق السكندرى بنهاية الموسم الجارى وخرج ليؤكد أنه لم يوقع على أى عقود سواء مع الزمالك أو غيره من الأندية رغم أن اللائحة تعطيه حق التوقيع لأى ناد منذ يناير الماضى وهو ما يزيد النار اشتعالا بين الأحمر والأبيض على اللاعب. وقائمة المزاد تضم أيضا الغانى نانا بوكو مهاجم اتحاد الشرطة، والذى ظهر بمستوى مميز، وأصبح المنافس الأول لمواطنه جون أنطوي، الذى رحل عن الإسماعيلى للشباب السعودي. يذكر أن نانا أصبح المهاجم الأول بالدورى المصرى حالياً، وبات مرشحاً للرحيل للأهلى أو الزمالك ومن هنا تشتد الحرب بسببه بين القطبين، حيث يحاول كل قطب منهما عرض وسائل الإغراء والجذب لنادى اتحاد الشرطة للفوز بخدمات اللاعب، من ناحية وإرضاء الجماهير وإعلان الانتصار فى حرب الانتقالات على الآخر من ناحية أخرى. أما اللاعب وائل فراج مهاجم فريق مصر للمقاصة فيبقى أحد أبرز نجوم الموسم الحالي، بعد تألقه مع فريقه وأهدافه التى ينافس بها على لقب هداف الدورى وهو ما دعا الأهلى والزمالك إلى رفع درجة الصراع عليه لأقصى درجة. ويدخل دائرة الصراع أيضا اللاعب محمد سالم، مهاجم المقاولون العرب والمنتخب الأولمبي، والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى الأهلى أو الزمالك فى الموسم المقبل. سالم لفت الأنظار إليه بشدة فى الموسم الماضى وأيضاً الحالي.. ويسعى الأهلى والزمالك للتعاقد معه لتدعيم خط الهجوم. أما اللاعب محمد حمدى زكى مهاجم الاتحاد السكندرى فهو مهاجم سريع ، وأصبح مرشحاً بقوة للرحيل لأحد ناديى الأهلى أو الزمالك، فى ظل سرعته وتسديداته القوية، لدرجة أن البعض يطلق عليه لقب جدو الصغير، نسبة إلى مهاجم الأهلى محمد ناجى جدو. والنيجيرى ستانلي، مهاجم وادى دجلة، أيضا ظهر بمستوى أكثر من رائع مع فريقه فى أول مواسمه بالدورى المصري، وأصبح فى حيز دائرة الصراع بين الأهلى والزمالك خاصة الزمالك الذى لم يخف مجلس إدارته احتياج فريق الكرة بالنادى لهذا اللاعب الإفريقى القوى وضرورة حسم الصراع عليه لصالح القلعة البيضاء قبل أن يخطفه الأهلى وبذلك أصبح ستانلى هدفا للأهلى والزمالك، خاصة أنه يتمتع بقدرات تهديفية عالية، تجعله قادراً على قيادة الهجمات فى الفريقين الكبيرين. وفى نفس الوقت يسعى مسئولو الأهلى لتوجيه ضربة قاضية لمسئولى الزمالك فبات الأحمر على مسافة قريبة من التعاقد مع المهاجم النيجيرى محمد جامبو هداف فريق «كانوبى رز»، بعد أن جرى الاتفاق على المقابل المادى لناديه ب400 ألف دولار لمدة ثلاث سنوات، حيث لم يعد متبقيا سوى خضوعه للكشف الطبى للاطمئنان على حالته البدنية والصحية. وبدأت إدارة الأحمر تفتح ذراعيها لعودة نجم الفريق السابق أحمد فتحى المحترف حاليا فى صلال القطري، وإن كان اللاعب طلب الحصول على أربعة ملايين جنيه فى الموسم الواحد. وإذا كانت قائمة الفريق ستحتشد بأسماء جديدة , فإنها ستشهد فى الوقت نفسه رحيل عدد من الأسماء مثل محمد فاروق وأحمد خيرى وشريف عبد الفضيل وهيندريك والإثيوبى صلاح الدين . و لم يكن الوضع أقل اثارة وتشويقا، فالإدارة اطلقت لنفسها العنان للاعلان صراحة عن افضل لاعبى الدورى الذين باتوا فى القائمة البيضاء على غرار الموسم الماضي, وتسربت اسماء بعينها على سبيل المثال صلاح ريكو نجم اتحاد الشرطة، وزميله المهاجم الهداف نانا بوكو بالاضافة الى احمد حسن مكى من حرس الحدود, وجرى التلميح بوجود مفاوضات مع وليد سليمان نجم الأهلى الذى ينتهى تعاقده هذا الموسم، خاصة بعد رفع المقابل المقدم له الى خمسة ملايين جنيه بزيادة مليونى جنيه على عرض الأهلي. فى الوقت نفسه فإن ملامح الراحلين عن الزمالك بدأت تتضح تدريجيا، وفى المقدمة كل من صالح موسي، معروف يوسف، عبدالله سيسيه، محمد شعبان، رضا العزب، محمد بازوكا بالاضافة إلى احتمال لحاق أى من أحمد على أو أحمد سمير بهم. ومن اللاعبين أيضا الذين اصبحوا معرضين لعمليات قرصنة وخطف من جانب القطبين الأهلى والزمالك فى موسم الانتقالات الصيفية محمود عزت مدافع المقاولون العرب والذى يسعى الزمالك بقوة لضمه وايضا عمرو السولية لاعب وسط الإسماعيلى.. الأخطر فى قصة الصراع والحرب الدائرة بين الأهلى والزمالك انها انتقلت لحرب نفسية وباردة عن طريق الترويج لشائعات حيث لم يقف الأهلى ساكتا أمام الاستفزازات البيضاء وإنما لجأ إلى سلك طريقة جديدة لزعزعة استقرار الفريق الأبيض، بعدما قرر الدخول فى مفاوضات مع البرتغالى جيسوالدو فيريرا المدير الفنى للزمالك، لتولى القيادة الفنية للفريق الأحمر فى الموسم الجديد، وهى المعلومات التى ستلقى بظلالها داخل القلعة البيضاء، وقد تؤثر بالسلب على مشوار الفريق الأبيض الذى يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق اللقب الغائب منذ 12 عاما.