كتب: أحمد مرعيفقدت مصر 1228 قطعة أثرية في ظل فراغ أمني ارتبط بالاحتجاجات الشعبية في أرجاء البلاد، والتي أدت إلى إنهاء حكم الرئيس السابق حسني مبارك يوم 11 فبراير/ شباط الماضي، في ثورة 25 يناير.وأعلن زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار في بيان أنه ناقش مع وفد من شرطة مكافحة سرقة الآثار التابعة للإنتربول برئاسة الجنرال استيفان تيفو جهود مصر في استرداد الآثار المسروقة حيث تم الإبلاغ عن فقد 1228 قطعة سرقت من متاحف ومخازن الآثار في محافظات منها الشرقية والإسماعيلية والقاهرة والجيزة لمنع الاتجار فيها.وأضاف أن قائمة حمراء للقطع الأثرية المسروقة (ستنشر) في شكل مطبوعات ووثائق رسمية إضافة إلى نشر هذه القائمة على الانترنت.وتعرضت متاحف ومخازن ومواقع أثرية منذ 28 يناير/كانون الثاني للسرقة أو النهب على يد لصوص محترفين هاجموا الحراس في ظل فراغ أمني مازالت مواقع أثرية تعاني منه.وتسود حالة من الفوضى الكبيرة في العديد من المواقع الأثرية، وكثيرا ما تتردد أنباء عن حدوث سرقة آثار، أو اقتحام مقابر، أو تعدٍّ على أراضى الأثرية، كل ذلك أعقب حالة الفوضى التى عمت البلاد بعد اشتعال ثورة 25 يناير، تسببت في حالات كثيرة من السرقات على مستوى المحروسة، بداية من المتحف المصرى بميدان التحرير، وحتى القبض على سائق أردنى ومعه مئات القطع الأثرية متجهاً بها إلى الأردن، وسرقة أكثر من 1000 قطعة أثرية، والتعدى على 25 فداناً أثرياً فى سقارة وميت رهينة، و350 فدانًا فى أسيوط، وما تردد عن العثور على صناديق آثار فى فيلا تابعة لإسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة السابق، كما شهدت الأراضى الأثرية العشرات من حالات التعدى عليها، وهو ما جعل الدكتور زاهى حواس، وزير الدولة لشئون الآثار، يصرح للصحف الأجنبية بأن مصر تحتاج لعودة مبارك حتى يعود الأمن الذى غاب منذ اندلاع الثورة، مؤكدا أنه لن يعود للعمل بالآثار مرة أخرى بسبب تعدى البلطجية على الآثار، وغياب شرطة السياحة والآثار وعدم قيامهم بوظيفتهم فى حماية المواقع الأثرية.وقد أصدرت جامعة القاهرة بياناً تؤكد فيه سرقة آثار من متحف كلية الآثار، وقالت الجامعة في البيان إنه تم إبلاغها صباح يوم الأربعاء الماضي عن وجود سرقة بمتحف كلية الآثار جامعة القاهرة، بالدور الرابع بالمبنى الرئيسى للكلية، وأضاف البيان أنه تلاحظ أن المقاول شركة الفتح للمقاولات مسند له تنفيذ أعمال دق الحجر الصناعى للواجهات الخارجية للمبنى، وشركة الباز للمقاولات مسند لها تنفيذ أعمال الصيانة الداخلية للمبنى.وأكدت الجامعة، أنه تم استغلال السقالات التى تم نصبها حتى الدور الرابع، حيث تم كسر عدد 2 شباك كريتال مقاس 6540 سم حديد يوجد به أعصاب كل 15 سم تقريباً من الحديد ومغطى من الخارج بشبك بقلاوة.وكشف الحصر المبدئى للآثار المسروقة من المتحفين المصرى والإسلامى بالكلية عن سرقة أكثر من 140 قطعة آثار فرعونية وإسلامية أهمها رأس أوزوريس ومرآة الإله حتحور، وتمثال آخر للأهلة أوزوريس.كما شهدت الآثار المسروقة المبخرة البرونز وهى من القطع النادرة الموجودة بالعالم وتماثيل الأوشبكى بالكامل، ومعظم العملات الذهبية والتمائم ورأس ملكية من الحجر مجهولة الهوية وتمثال للأهلة حعبى إلهة النيل، بالإضافة إلى دراهم، ودنانير ذهبية من المتحف الإسلامى من ضمنها دنانير نادرة.وإزدادت الأوضاع المؤدية للإهمال والسرقات للآثار المصرية، وكان أبرزها سرقة منبر قاينباى الرماح، وسرقة لوحة زهرة الخشخاش، حتى آثار الجامعة الأمريكية التى تم الإعلان عنها سرقت قبل الثورة، وهذا ما صرح به حواس نفسه، وكذلك سرقة مومياوات الفيوم التى أعلن عنها فى ديسمبر 2010، وهذه السرقة خير دليل على الإهمال الجسيم الذى تعانيه المواقع الأثرية فى مصر، كما أن حواس نفسه كثيرًا ما كان يؤكد أن هناك أكثر من ستة آلاف حالة تعدٍّ على الآثار، والأمن يعجز عن إزالتها.