“أم ياسمين” تستيقظ مبكرا كل صباح من أجل إعداد الطعام لزوجها وأولادها حتى يلحق كل منهما بعمله والبعض الآخر بمدرسته وبعد كل ذلك تقوم بترتيب منزلها وتشمر عن ساعديها وتنزل إلى أحد الجراجات القريبة من منزلها لتركب سيارتها “الميكروباص” وتتجه إلى موقف الجيزة وعند وصولها يقوم جميع السائقين بالترحاب بها “أهلا وسهلا يا أستاذة اتفضلى حملى”. هى امرأة فى العقد الرابع من عمرها حاصلة على دبلوم تجارة دفعة 1986 متزوجة من مهندس يعمل فى إحدى شركات القطاع الخاص ولديها ثلاثة أبناء، وبسبب غلاء الأسعار وظروف الحياة القاسية قررت فجأة وبدون مقدمات أن تنزل إلى الشارع لكى تعين زوجها على العمل فامتهنت مهنة يهرب منها الرجال قررت تكون “سواقة ميكروباص”. عاشت كاميرا فيديو 7 قناة اليوم السابع المصورة مع “أم ياسمين” فى إحدى مغامراتها فى الشارع بداية من موقف الميكروباص حتى نهاية رحلتها بمنطقة مشعل بالهرم. أم ياسمين والميكروباص تحدثت أم ياسمين حول تجربتها، فقالت:” فى الأول لما كنا عايشين أنا وجوزى وعيالنا صغيرين كان مرتبه مكفينا والحمد لله وبعد العيال ما كبروا ومصاريفهم زادت وهو مرتبه على قده علشان القطاع الخاص كله كده، قررنا أنا وهو نعمل مشروع يساعدنا على أكل العيش وقررنا نجيب عربية ويشتغل هو عليها فى دورات المدارس واستلفنا فلوس من أخت جوزى وجيبنا العربية قسط. وأضافت أم ياسمين: بعد ما جيبنا العربية معرفناش نشتغل فى دورات المدارس وركنا العربية بدأ القسط يتضاعف علينا شهر والتانى وإحنا مش لاقيين فلوس نصرف إزاى، وقررت أنزل أنا على العربية بالليل علشان الكسوف لاقيت الموضوع مش نافع قولت لجوزى خلاص أنا هانزل أحمل من الشارع وفعلا ولاد الحلال قالولى خلاص روحى الموقف واشتغلى ومن هنا قررت أكون ام ياسمين السواقة. أم ياسمين فى منزلها ومع أسرتها وعلى الرغم من أننا نعيش فى مجتمع شرقى لنا عاداتنا وتقاليدنا وخاصة عندما يعمل رب الأسرة شغلانة ليست على هوى لأبنائهم نرى الأبناء يتوارون من الخجل، ولكن “أم ياسمين “قررت أن تكسر هذا الحاجز، قائلة:”أهم حاجة بيتى أنا بخطف ساعة فى نص الوردية بروح أعمل أكل لجوزى وعيالى وأرجع تانى وبالنسبة لولادى كنت خايفة من رد فعلهم بس الحمد لله بنتى الكبيرة قاللتلى يا ماما أنا فخورة جدا بيك ومن ساعتها وأنا فرحانة واتحمست أكتر وأكتر بعد كلامهم ليا”. أم ياسمين فى الموقف من جانبه، قال أحد المسئولين عن موقف الميكروباص بالجيزة، يدعى “أحمد”:” لما شوفنا أم ياسمين احترمناها جدا لأن الشغلانة دى صعب أوى على الرجالى وعلشان كدا بنعتبرها أختنا الكبيرة ومحدش يقدر يتعرض لها ولازم نشجعها علشان هى عاوزة تاكلها بالحلال وتصرف على بيتها وعيالها، وإحنا بنشجع كل الستات اللى بتسعى ونفسها تاكلها بالحلال بدل السكك التانة وياريت ستات مصر كلها تبقى زى أم ياسمين”. رأى الركاب تحدثنا مع أحد الركاب قال:” التجربة جريئة جدا بس الموضوع ده مينفعش عندنا فى مصر، إحنا مجتمع شرقى والشغلانة شاقة جدا، والشارع فيه حاجات خطيرة والسواقين مبيحترموش حد وبيشتموا ويقولوا كلام مش كويس.. بس بصراحة أول ما شوفتها وأنا بركب قولت يا رب نوصل بالسلامة”. رسالتها للشباب بعد نزول أم ياسمين إلى الشارع واحتكاكها بالناس قالت:” أحب أقول لكل شاب قاعد على القهوة مش عاجبه الشغل ومستنى وظيفة حكومية أقوله لازم تنزل وتدور على شغل لإنك كده زيك زى الكرسى اللى أنت قاعد عليه”. أمنيتها فى النهاية تمنت أم ياسمين أن تزور بيت الله، وقالت :” نفسى أطلع عمرة وكمان عاوزه الحكومة تساعدنى فى قسط العربية