بحث إنشاء محطة تحلية مياه البحر بطاقة 180 ألف متر مكعب لخدمة الساحل الشمالي    السودان.. نزوح قرابة 450 شخصا من كادوقلي الجمعة بسبب انعدام الأمن    رئيس الحكومة اللبنانية: الوضع الحالي في المنطقة لا يزال بعيدا عن السلام والاستقرار    نجم الأهلى يعتذر لجماهير تونس بعد وداع كأس العرب 2025    إنطلاقةمعسكر المنتخب استعدادا لكأس الأمم الإفريقية    كأس العرب .. مدرب قطر: قدمنا أسوأ مباراة أمام تونس    الأهلي يقدم عرضًا رسميا لضم بابلو الصباغ من سوون الكوري    لرفضهم خطبة شقيقته لابنهم.. ضبط متهم بإشعال النيران في سيارة ومنزل جاره بمطروح    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة مقطعة وملقاة بالقمامة فى عين شمس    مي عمر: أهم شيء عندي هو رأي الجمهور.. وبحب اشتغل مع محمد سامي    تامر حسني يحيي حفلا بالشارقة ضمن مهرجان هلا بالمجاز يناير المقبل    الوطنية للانتخابات: بدء تصويت المصريين بنيوزيلندا على 30 دائرة انتخابية ملغاة    وزير الأوقاف يشهد احتفالية تسليم جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي    حريق يلتهم لنشًا وفلوكة جنوب الغردقة بدون إصابات    متحف ذاكرة الريف» |عالم اجتماع يرصد ملامح حياة المصرى القديم    الأوقاف: جوائز المسابقة العالمية للقرآن الكريم هذا العام الأكبر في تاريخها    الصحة: لا توجد متحورات جديدة من فيروس كورونا.. والإنفلونزا الأكثر انتشارا    وزير الصحة يحسم الجدل حول الفيروس الجديد: كل ما يثار عن وجود تحورات شائعات    نصائح لحماية طفلك من أمراض الجهاز التنفسي المنتشرة حاليا    ذاكرتى هى النسيان .. ولا أخشى المستقبل    أخبار مصر اليوم.. رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورمان    مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم ريال مدريد أمام سيلتا فيجو    الأزهر ينشر فيديوهات لتعليم أحكام التجويد والتلاوة بأسلوب يناسب الجميع    رفقة زوجته.. مصطفى قمر يطرح كليب «مش هاشوفك» | فيديو    أول ظهور لمحمد صلاح بعد أزمته مع سلوت وليفربول.. صور    الداخلية تكشف حقيقة خطف فتاة بصفط اللبن: تركت المنزل بإرادتها بسبب خلافات أسرية    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام | فيديو    حماية النيل من البلاستيك    ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى    بولتيكو: اليمين المتطرف الأوروبي يستغل الهجوم الأمريكي على بروكسيل لتعزيز أجندته    «لا للتنمر ضد ذوي الإعاقة».. ندوة لمواجهة آثار وسلبيات التنمر    الأهلي يقترب من ضم يزن النعيمات لتعزيز الهجوم    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة    وزير الصحة يعلن عن مواقع ترصد الأمراض الوبائية والمعدية في 5500 منشأة طبية    محافظ القاهرة: تبرع بقيمة 50 مليون جنيه لدعم إنشاء المجمع الطبي لجامعة العاصمة    مدبولي يتابع مشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل لبعض الأصول    مدير إدارة قفط الصحية بقنا تجري مرورا مفاجئا وتحيل متغيبين للتحقيق    ميرفت القفاص: عمار الشريعي الغائب الحاضر.. وصندوق ألحانه ما زال يحمل كنوزا    صبغ الشعر باللون الأسود: حكم شرعي ورأي الفقهاء حول الاختضاب بالسواد    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    محافظ الإسكندرية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف 8 شوارع في حي منتزه ثان    وزير الخارجية: إسرائيل عليها مسئولية بتشغيل كل المعابر الخمس التي تربطها بقطاع غزة    جامعة أسيوط تُكثّف استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    هيمنة عسكرية روسية.. الجيش الروسي يتحرك ويستهدف منشآت طاقة أوكرانية    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    نور الشربيني تتوج ببطولة هونج كونج للاسكواش بعد الفوز على لاعبة أمريكا    كرة طائرة - بعثة سيدات الزمالك تطير إلى البرازيل للمشاركة في كأس العالم للأندية    وزير الري: التحديات المائية لا يمكن التعامل معها عبر الإجراءات الأحادية    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة فى حملة مكبرة بمحافظة الفيوم    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    قطاع الملابس والغزل يبحث مع رابطة مصنّعي الآلات الألمانية التعاون المشترك    محمد صلاح يفتح النار على الجميع: أشعر بخيبة أمل وقدمت الكثير لليفربول.. أمى لم تكن تعلم أننى لن ألعب.. يريدون إلقائي تحت الحافلة ولا علاقة لي بالمدرب.. ويبدو أن النادي تخلى عنى.. ويعلق على انتقادات كاراجر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انطلاق القمة العربية تحت شعار «70عاما من العمل العربى المشترك»
نشر في النهار يوم 24 - 03 - 2015

انفراد.. مصالحة بين مصر وقطر بوساطة سعودية خلال قمة شرم الشيخ
توقع مصدر مطلع ل"النهار " أن تشهد القمة العربية في شرم الشيخ مصالحة بين مصر وقطر لإنهاء الأزمة الراهنة ورأب الصدع بين الجانبين من خلال حضور رفيع المستوى لقطر في القمة العربية المقبلة وبوساطة سعودية ربما تشهدها مدينة السلام على هامش أعمال القمة العربية .. وقال المصدر إن مصر التي ستتولى رئاسة الدورة الجديدة للقمة أكدت مرارا حرصها على إزالة الاختلافات والتباينات في وجهات النظر وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية إعلاء قيمة التضامن وتعزيز العمل العربي المشترك والحرص على وحدة الصف، والتواصل إلى توافق وتجاوز أى خلاف فى وجهات النظر خلال القمة العربية .
من جهته علق الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في رده على سؤال حول امكانية ان تكون هناك مصالحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة على هامش القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ بوساطة سعودية ، بقوله " "لا أعلم شيئا بخصوص ذلك "، مؤكدا في الوقت نفسه بأنه "من جانب جامعة الدول العربية فإن المصالحة بين كل الدول باتت مطلوبة ولكن لم يطلب منا دور في ذلك ولا أعلم عنه شيئا".
تحت شعار "سبعون عاما من العمل العربي المشترك " تنطلق في مدينة شرم الشيخ يوم السبت المقبل أعمال القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين وعلى مدى يومين برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد تسلم الدورة الجديدة من دولة الكويت رئيس القمة العربية الحالية .
وتأتي هذه القمة وسط تحديات كبيرة ومخاطر جسيمة تمر بها المنطقة يتوقع معها أن تقوم مصر كرئيس جديد للقمة بدور محوري ورائد لقيادة مسيرة الأمة العربية في مواجهة هذه التحديات خاصة في ظل مقترح الرئيس السيسي بتشكيل قوة عربية موحدة لمواجهة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وكذلك العمل على تفعيل التضامن العربي المشترك ونبذ الخلافات والانطلاق نحو ما يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقة .
ملفات مهمة أمام القمة العربية
وتناقش القمة العربية العديد من الملفات المهمة والتي سيعدها وزراء الخارجية العرب في صورتها النهائية خلال اجتماعهم المقرر غدا "الخميس" برئاسة وزير الخارجية سامح شكري خاصة ما يتعلق بصيانة الأمن القومي ومكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة وفي مقدمتها الأوضاع في فلسطين وسبل دعم التوجه مجددا إلى مجلس الأمن بمشروع قرار من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تناقش القمة سبل دعم العراق في مواجهة الإرهاب ودعم اليمن وليبيا ومواصلة الجهود لحل الأزمة السورية ومناقشة احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث ودعم السودان بالإضافة إلى عدد من قضايا العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن ملف تطوير وإصلاح الجامعة العربية وتعديل ميثاقها وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك.
اجتماعات تحضيرية
وقد انطلقت على مدى اليومين الماضيين الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية برئاسة مصر باجتماع لكبار المسئولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والذي رفع توصياته لاجتماع وزراء التجارة والاقتصاد العرب .
كما عقد المندوبون الدائمون للجامعة العربية اجتماعا لهم لتحضير الوثائق ومشروعات القرارات لرفعها لوزراء الخارجية العرب الذين يجتمعون غدا.
وأكد مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير طارق عادل أن القمة العربية هذا العام تكتسب أهمية خاصة حيث إنها تعقد في الذكرى السبعين لإنشاء جامعة الدول العربية وتحت شعار "سبعون عاما من العمل العربي المشترك"، كما تكتسب أهميتها في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.
وأشار إلى أن القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ ستكون فرصة للقادة العرب لتدارس قضايا المنطقة والتحديات التي تواجهها وكيفية مواجهة هذه التحديات وعلى رأسها تفشي ظاهرة الإرهاب.
وأوضح عادل أن مصر الدولة المضيقة أكملت استعداداتها لاستقبال القادة والوفود العرب خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس الجاري بالتعاون والتنسيق الوثيق مع جامعة الدول العربية بما يكفل توفير كافة السبل لضمان نجاح القمة وأعمالها.
ولفت إلى أن القمة العربية تأتي استمرارا لسلسلة الفعاليات الكبيرة التي احتضنتها مصر في الفترة الأخيرة وآخرها مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل" الذي عقد في شرم الشيخ خلال الفترة 13- 15 مارس الجاري والنجاح الذي حققه.
من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية بدر عبد العاطي أن وزارة الخارجية تواصل بالتنسيق الكامل مع الأجهزة المصرية المعنية وبالتشاور مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية استعداداتها الموضوعية واللوجستية لاستضافة القمة العربية المرتقبة التي تعقد في مدينة شرم الشيخ يومي 28 و29 مارس الجاري في ظل أجواء إقليمية غير مسبوقة لما تشهده المنطقة العربية من تحديات ومخاطر تمس مباشرة الأمن القومي العربي.
وذكر عبد العاطي أن هذه القمة تعد الأولي التي تستضيفها مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وهي أول قمة يحضرها ويترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فضلاً عن تزامن انعقاد القمة مع مرور 70 عاماً على تأسيس جامعة الدول العربية وبدء العمل العربي المشترك.
وأضاف أن القمة المقبلة تنعقد في ظل العديد من التحديات والمخاطر التي تهدد بتقسيم وتفتيت دول عربية وتنال من المصير العربي المشترك والأمن القومي العربي، خاصة مع استشراء ظاهرة الإرهاب وانتشار التنظيمات الإرهابية التي وإن اختلفت في المسمى إلا أنها تتبنى ذات الفكر والأيديولوجية المتطرفة، وهي كلها تحديات تفرض علي الدول العربية التلاحم والعمل على نبذ الفرقة والارتقاء إلى مستوى المسئولية لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب العربية.
وقال عبد العاطي إن القمة في هذا الإطار سوف تناقش عددا من الموضوعات الهامة في مقدمتها تحديات الأمن القومي العربي والبنود الثابتة علي جدول أعمالها، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، فضلا عن التطورات الجارية في كل من سوريا وليبيا واليمن، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، بجانب عدد من مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح أنه سوف يبدأ توافد القادة العرب يوم 27 مارس علي أن تعقد القمة يومي 28 و29 مارس، وبعد اختتام أعمالها يعقد وزير الخارجية سامح شكري مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مؤتمرا صحفيا يوم 29 مارس.
قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب
في خضم التحديات الراهنة والتهديدات التي تواجه الأمن القومي سوف يكون مقترح" تشكيل قوة عربية مشتركة" لدحر الإرهاب، في صدارة الملفات المطروحة أمام القمة العربية المرتقبة يومي 28و29 مارس.
ويؤكد خبراء إستراتيجيون أهمية تفعيل هذا المقترح في الوقت الراهن خاصة مع تنامي التنظيمات الإرهابية التي باتت تهدد كيانات دول المنطقة.
ووفقا للدراسة التي أعدتها الجامعة العربية في هذا الإطار وعرضتها أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في منتصف يناير الماضي فإن مقترح تشكيل قوة تدخل عربية مشتركة لدحر الإرهاب يأتي وفقا لميثاق الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك لعام 1950 والبروتوكولات الإضافية للاتفاقية التي تتضمن إيجاد نظام دفاع عربي مشترك مرن ومتكامل للدفاع الجماعي وحفظ السلم والأمن في المنطقة وإنشاء قيادة عامة موحدة لقوات التدخل العسكرية وفقا لمقتضيات المعاهدة أو أي صيغة أخرى يتم التوافق عليها.
وتدعو الدراسة المطروحة أمام القادة العرب إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع العربي المشترك (وزراء الخارجية العرب ووزراء الدفاع لبحث إمكانية تشكيل قوات التدخل العسكري العربي والآليات اللازمة لعملها ومرجعياتها السياسية والقانونية ووسائل تنظيم عملها وتشكيلاتها العسكرية والدول الأعضاء والمساهمة فيها) .
وتؤكد الدراسة ضرورة القيام بتحرك دبلوماسي نشط وفعال مع دول الإقليم والمجتمع الدولي لتقديم الدعم والمساندة لإنشاء قوة التدخل العسكري العربية والتنسيق مع دول الإقليم لتقديم الدعم اللوجيستي والمعلومات الاستخبارية بما يتيح لقوة التدخل العربي العمل في بيئة مواتية وصديقة .
كما تؤكد الدراسة على التزام الدول العربية بتولي مسئولية الدفاع عن الأمن القومي للمنطقة العربية والقيام بواجبها للحفاظ على أمن المنطقة وإيجاد الوسائل المناسبة التي تكفل لها دحر الإرهاب وهزيمته واستعادة السلم والاستقرار في المنطقة وإيجاد الآليات التي تتيح إنشاء نظام تعاون أمني عربي شامل يصون الأمن والسلم العربي من التهديدات الداخلية والخارجية .
وتدعو الدراسة إلى النظر في مدى فعالية سياسات إنشاء مليشيات محلية وتدريبها وتسليحها نظرا للمخاطر الأمنية واسعة النطاق التي تمثلها هذه السياسات على المديين المتوسط والبعيد والاعتماد في مقاومة الإرهاب على القوة المسلحة النظامية.
وتطالب الدراسة بالعمل على إيجاد تسوية سياسية شاملة للصراعات المحتدمة في المنطقة العربية وعلى نحو خاص في الدول الأعضاء التي تشهد نزاعات مسلحة وإطلاق عملية سياسية كبرى لتحقيق المصالحة الوطنية والوفاق الاجتماعي بما يحول دون استفحال الإرهاب وتناميه على نحو يهدد الأمن القومي العربي ويعرض السلم الاجتماعي ووحدة النسيج الاجتماعي للخطر.
كما تدعو الدراسة إلى تقييم السياسات والإستراتيجيات والاتفاقيات العربية ذات الصلة بمقاومة الإرهاب وكذلك إصلاح الآليات المؤسسية المعنية بالتعامل مع الفكر المتطرف والمنظمات الإرهابية ووضع إستراتيجية شاملة تتسم بالفعالية والقدرة من أجل إنهاء التهديدات الماثلة على الأمن القومي العربي والتعامل معها على نحو حاسم ينهي وجودها والآثار المترتبة عليها وأن تأخذ الإستراتيجية بعين الاعتبار الخطط المستقبلية طويلة الأمد التي تمنع ظهور الفكر المتطرف أو أي مظهر من مظاهر العنف المسلح الذي يهدد الأمن والاستقرار والسلم الأهلي .وتؤكد الدراسة ضرورة القيام بعملية تقييم شامل ومراجعة تجربة الدفاع العربي المشترك وعلى نحو خاص تجربة قيادة الأركان المشتركة والسلبيات التي رافقت إنشاءها والعوامل التي أدت إلى توقفها عن العمل كآلية عربية لصيانة الأمن القومي في إطار منظومة العمل العربي المشترك وكذلك مراجعة الخبرات السابقة في تشكيل القوات العربية المشتركة لحل النزاعات المسلحة في الدول العربية وتطوير آليات مرنة وفعالة لوضع اتفاقية الدفاع العربي المشترك والبروتوكولات الملحقة بها موضع التنفيذ.
وتدعو الدراسة إلى دراسة أنجع السبل لتحقيق المصالحة العربية واستعادة التضامن العربي واقتراح الآليات الخاصة بفض النزاعات العربية العربية وبحث أفضل المقاربات لتسوية النزاعات الإقليمية سلميا والتي عادة ما تستغلها المنظمات الإرهابية لنشر أيديولوجياتها المضللة وتعطي المبررات للتدخل الأجنبي في المنطقة العربية .
وتقترح الدراسة فتح حوار واسع على المستوى العربي تشارك فيه المؤسسات الحكومية المعنية والمنظمات الأهلية والمفكرين والخبراء والسياسيين لبحث أفضل السبل ولتحديد أولوياته ومجالات مكافحة الإرهاب وكيفية استشراف الآفاق لتحقيق نهضة عربية شاملة تتجاوز واقع التخلف وآلياته بما في ذلك ظاهرة الإرهاب بهدف وضع إستراتيجية شاملة .
وتؤكد الدراسة ضرورة العمل على إيجاد الركائز اللازمة لتحقيق إجماع وطني للتوافق على مبدأ التغيير السلمي والتأكيد على مبدأ الإرادة الطوعية المسئولة لتحقيق ديمقراطية حقيقية وباعتماد معايير التغيير الداخلية وآلياتها التي تتيح المشاركة الواسعة للقوى الاجتماعية من أجل المحافظة على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي الذي تحترم فيه حقوق المواطنة بغض النظر عن المعتقد أو المذهب أو العرق أو اللون وقيام مجتمع حر يقوم على أساس الحكم الرشيد الذي يضمن حرية الاعتقاد والرأي والتعبير والتنظيم والقبول بالآخر بوصفه شريكا مكافئا في عملية التغيير التي ظلت تتطلع إليها الشعوب العربية والإسراع في تحقيق الإصلاح السياسي والديمقراطي في المجتمعات العربية.
وتطالب الدراسة بتفعيل المشاركة السياسية دون إقصاء أو تهميش، وإعطاء الفرصة الحقيقية لكافة الفئات المشاركة بما يعمق الثقة في الذات المجتمعية التي تؤدي إلى تفعيل المشاركة في الحياة العامة من خلال توسيع دائرة المشاركة، وإعادة صياغة علاقة الدولة بالمجتمع وتصحيحها من خلال إرساء الديمقراطية وتوسيع دائرة المشاركة السياسية وتعميق قيم العدالة الاجتماعية.
كما تدعو الدراسة إلى ضرورة وضع البرامج التي تنهض بالتثقيف السياسي وإرساء قيم الحوار الديمقراطي وتعميق الوعي بمفهوم المواطنة واحترام حقوق الإنسان من خلال التوسع في نشر أدبيات الديمقراطية الاجتماعية والسياسية واتاحة المجالات أمام مؤسسات المجتمع المدني ودعم جمعيات حقوق الإنسان والجمعيات الخيرية وغيرها من الجمعيات، بحيث يصبح المجتمع بكامل مكوناته طرفا مهتما وفاعلا في التصدي لظاهرة الإرهاب .
وتشدد الدراسة على ضرورة إعطاء الأولوية لقضايا التنمية الاجتماعية الشاملة، وعدم الاقتصار على مستوى التنمية التقليدية الثلاثة التي تتضمن مستوى المعيشة، والصحة، والتعليم ليتعداها إلى المنهج المتكامل التي تؤدي إلى تحقيق الاستقرار والأمن والانسجام الاجتماعي القائم على المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.
وتدعو الدراسة إلى ضرورة الاستثمار الكثيف في المشروعات التنموية الإنتاجية بما يتيح فرصا أفضل لتشغيل الشباب والقضاء على البطالة، كونها تمثل أحد المؤشرات التي يمكن أن تدفع الشباب إلى تبني أفكار شديدة التطرف قد تؤدي إلى الانتماء للمنظمات الإرهابية.
وتطالب الدراسة بضرورة الاهتمام بالعملية التربوية ومنظومتها ومناهجها وتحسين نوعية التعليم الرسمي والتركيز على التعليم الذي يهدف إلى بناء عقل نقدي منتج، والعمل على تنظيم التعليم الديني بوصفه عاملا حاسما في إظهار سماحة الدين وانفتاحه على الآخر.
وتشدد الدراسة على أهمية رفع الوعي بالهوية الحضارية والثقافية من خلال مناهج التعليم بتعزيز الانتماء الوطني .
كما تطالب بضرورة الاهتمام بالجانب الثقافي وتبني تعددية الرؤى بدلا من الرأى الواحد لمقاومة الفكر المتطرف والتكفيري والاهتمام بإبراز أضرار الإرهاب وخطورته على المجتمع، موضحة أن هذا من الممكن أن يقوم به باقتدار المثقفون والمبدعون في مختلف المجالات في الثقافة والفنون والأدب.
وتطالب الدراسة بأهمية إتاحة حرية الإعلام بمختلف مجالاته على النحو المسئول الذي يسهم في نشر الثقافة والفن والأدب والفكر، ويكون منبرا لتعدد الآراء .
وتشدد على ضرورة تطوير السياسات الأمنية ذات الصلة بالتصدي بالإرهاب وطرق عملها على أن يكون ذلك في إطار احترام حقوق الإنسان والحريات السياسية .
وتطالب الدراسة بضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية من خلال إيجاد منظومة للحلول المتعددة التي يمكن الاعتماد عليها في إنهاء مظاهر الإرهاب بحيث تكون الوسائل الأمنية والثقافية والنفسية والإجراءات السياسية، في خطة متكاملة ورفع مستوى القدرات والكفاءة للمتعاملين مع ظاهرة الإرهاب وتمكينهم من الاختيار بين البدائل المتاحة لاختيار الحل الأقل تكلفة والأكثر نجاعة للتعامل مع الظاهرة بأسرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.