دعا سفير الاردن ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بشر الخصاونة الى تطوير عاجل لمقاربة عربية شاملة وعملية لحفظ وتعزيز الأمن القومي العربي ومحاربة الإرهاب والتطرف وهزيمتها على أن تكون لهذه المقاربة محاور عسكرية وأمنية وثقافية وعقائدية تتولى فيها المنارات العلمية الإسلامية والقامات الإسلامية المستنيرة الموجودة في دولنا العربية دورا تنويريا رائدا". وحذر سفير الأردن في كلمته امام الدورة ال143 لمجلس الجامعة العربية التي ترأسها اليوم ، من تعرض بعض الدول العربية لتهديدات إرهابية وتمدد جماعات إرهابية وعصابات مجرمة على مساحة كبيرة من أراضيها بما يمثل تهديدا كبيرا ليس فقط لشعوب ووجود تلك الدول بل للأمن القومي للدول العربية المجاورة لتلك الدول وللعالم العربي بأسره وأيضا للأمن والسلم الدولي. وقال الخصاونة :نأمل من خلال الجامعة العربية، وبشكل فوري وعاجل ، وعبر الآليات والاتفاقات المبرمة في إطارها مثل معاهدة الدفاع العربي المشترك أو عبر آليات مستحدثة ، مقاربة عربية شاملة وعملية لحفظ وتعزيز الأمن القومي العربي ومحاربة الإرهاب والتطرف وهزيمتها على أن تكون لهذه المقاربة محاور عسكرية وأمنية وثقافية وعقائدية تتولى فيها المنارات العلمية الإسلامية والقامات الإسلامية المستنيرة الموجودة في دولنا العربية دورا تنويريا رائدا". وأضاف الخصاونة إن بعض الدول العربية تعاني من تمدد آفة الإرهاب والتطرف فيها والعبث الخارجي في شؤونها الداخلية، داعيا إلى مد يد العون إلى هذه الدول ودعمها في قطع دابر التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ومساندتها في بناء مؤسساتها بما فيها مؤسساتها العسكرية والأمنية لتمكينها من مواجهة الإرهاب والتطرف. وتابع الخصاونة "إننا في العالم العربي والإسلامي ، الأولى حتما بمجابهة هذا الإرهاب الإجرام وهذا التطرف البغيض من منطلق الدفاع عن ديننا العظيم ومبادئه الانسانية السامية وذودا عنه وعن ثقافتنا العربية الأصيلة والنبيلة المليئة بقيم التسامح والشهامة والفروسية والمناقبية الرفيعة ". وقال إن العصابات الإرهابية الإجرامية تقوم باقتراف أبشع الجرائم وأكبر الموبقات زاعمة – زورا وتدليسا- بأنها تمارس هذه البربرية غيرة على الإسلام ، والإسلام العظيم ، الذي قدم للانسانية جمعاء أبهى واسمى منظومة قيمية وانسانية فضلى وحضارية، براء من هذه الأكاذيب والافتراءات والممارسات والعصابات الإرهابية المجرمة ومن هذا التطرف والفكر الضال والمضل وسدنته واتباعه. وقال إن تلك الحرب مع هذا الارهاب وهذا التطرف نراها في المملكة الأردنية الهاشمية وهي حربنا بالدرجة الأولى نصرة لديننا وغيرة على ثقافتنا وحماية لأمن شعوبنا ودولنا". وأضاف الخصاونة "أن المملكة الأردنية الهاشمية وهي تتولى رئاسة الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية في دورته العادية رقم 143 على المستوى الوزاري بعد غد الاثنين تعي أنها تتولى هذه الرئاسة الدورية في وقت تدلهم فيه الخطوب وتنوء فيه أمتنا العربية العزيزة تحت وطأة تهديدات وتحديات كبيرة بعضها قديم ومستمر وبعضها جديد وملح . وقال الخصاونة "اننا نساند وندعم مستقر الشرعية في ليبيا الذي يعبر عنه البرلمان المنتخب والحكومة المنبثقة عنه وندعم مسيرة الحوار الوطني الجامع في ليبيا إلا لعصابات الإرهاب ، كما نساند اليمن الشقيق ونرفض التدخل الخارجي في شؤونه ونحث على استكمال مسيرة الحوار الوطني فيه تحت رعاية الرئيس عبد ربه منصور هادي وفي سياق المبادرة الخليجية ومضامين قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق باليمن". وأضاف الخصاونة أننا نأمل بأن الحل الوحيد للمأساة في سوريا هو الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق ويوقف نزيف الدم فيها ويحقق الانتقال الفوري إلى واقع سياسي جديد على أساس مخرجات "جنيف 1" وتصوغه وتشارك فيه كل مكونات سوريا بما يعيد لسوريا الاستقرار ويحافظ على وحدتها الترابية ويسمح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين الذين تستضيف الأردن نحو مليون ونصف المليون منهم وبما يفوق بكثير قدراتنا الاقتصادية ومواردنا المحدودة أصلا. وأكد الخصاونة أن استمرار استعصاء القضية الفلسطينية على الحل العادل يشكل عنصرا أساسيا جاذبا وميسرا لعصابات الإرهاب وقوى التطرف لاستدراج الكثير من المغرر بهم والمحبطين بسبب غياب انجاز العدالة للقضية الفلسطينية لتحقيق الأهداف الاجرامية لهذه العصابات الظلامية وخدمة اجنداتها البربرية التي لاصلة لعدالة وطهارة القضية الفلسطينية بها لا من قرب ولا من بعيد . وطالب الخصاونة بالدفع باتجاه استئناف المفاوضات الجادة والمنضبطة والمحددة بسقف زمني معقول لتجسيد حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وفقا للشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام المعتمدة ومبادرة السلام العربية بعناصرها كافة وأن يواكب هذه المفاوضات وقف كامل كل الاجراءات الأحادية الجانب وخصوصا الاستيطان وكل الانتهاكات والاجراءات التي تستهدف القدسالشرقيةالمحتلة والمقدسات فيها والتي لم ولن نتردد في الأردن ومن منطلق أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين هو الوصي عليها وفي إطار الرعاية الهاشمية التاريخية في التصدي لها ومنعها بكل السبل والوسائل الدبلوماسية والقانونية.