اعتاد المسلمون فى العالم وعقب كل هجوم إرهابى على الغرب مواجهة موجة غاضبة وساخطة من الاتهامات والتهديدات والعنصرية , ولكن خلال الفترة الماضية تغيرت طرق تعامل الغرب مع تلك النوعية من الحوادث خصوصا التى يتورط فيها ارهابيون ذوو أصول عربية او اسلامية, فردود الافعال اصبحت عاقلة وغير متعصبة والتصريحات السياسية نبرتها هادئة ومتفهمة فنجد الاستراليون ينظمون عقب حادث الرهائن الاخير حركات شعبية تهدف لعدم تحميل مسئولية الحادث لكل المسلمين فى استراليا , بل وايضا اعرب الكثير منهم حمايتهم للمسلمين هناك عن طريق حركة هشتاج والتى انطلقت تحت اسم انا ساركب معك. وفى سويسرا والمانيا خرجت تظاهرات ضد حركة بيغيدا المعادية للمسلمين والاجانب , حيث اطفئت الكنائس انورها , ورفع المواطنين لافتات تحمل عبارات مثل أطفئوا النور للعنصريين. واخيرا فرنسا التى شهدت سلسلة من العمليات الارهابية . ويعتقد بعض المحللين ان تغير موقف الغرب من المسلمين ما هو الا دليلا كبير على استشعارهم لخطر ما يقر فى النفوس فعلًا، خاصة بعد ردود الأفعال العنيفة التى اتخذها الغرب على حوادث سابقة. ومن هذه الحوادث، فى 2004 شهدت العاصمة الاسبانية مدريد سلسلة تفجيرات استهدفت محطة قطارات أتوشا فى الحادى عشر من مارس واسفر هذا الهجوم عن 191 قتيلا و1755 مصابا , وقد اثبتت التحقيقات الإسبانية ان هذه الهجمات تمت عبر خلية استوحت أفكار تنظيم القاعدة وان لا يوجد علاقة مباشرة بين تنظيم القاعدة وهذه الهجمات , وقد أثرت هذه الهجمات بشكل كبير ولفترة طويلة على الجاليات المسلمة فى إسبانيا التى يصل عددها إلى حوالى مليون ونصف مسلم، حيث لاحقتهم نظرات الاتهام فى عيون المواطنين الإسبان , اما المهاجرون غير الشرعيين فقد تم تضييق الخناق عليهم , كما أصبح المجتمع الإسبانى منغلقا أكثر بعدما كان منفتحا على الثقافات الأخرى. وفى 2005 شهدت العاصمة البريطانية لندن سلسلة عمليات متزامنة استهدفت قطارات الأنفاق فى العاصمة البريطانية لندن , حيث قام 4 من المتشددين بتفجير أنفسهم، ثلاثة منهم تمت فى محطات قطارات الأنفاق والانفجار الرابع تم فى حافلة نقل عام مكونة من طابقى فى السابع من يوليو وقد اسفرت تلك التفجيرات عن مقتل 50 شخصا، وإصابة 700 آخرين , وقد تعرض المسملين هناك عقب هذا الحادث الى أكبر مستوى من للضغط النفسى , كما تم اقرار قوانين جديدة لمكافحة ما يوصف بالإرهاب، وقد أثبتت الأيام بوضوح أنها وضعت من أجل مكافحة الإرهاب الإسلامى وأدت بالفعل لتقييد الحريات فى بريطانيا. وفى عام 2010 انفجرت قنبلتان فى وسط العاصمة السويدية ستوكهولم؛ مما أدى لمقتل الانتحارى وإصابة شخصين وذلك فى الحادى عشر من سبتمبر , وكان منفذ الهجوم الانتحارى هو تيمور العبدلي، وهو سويدى من أصول عراقية، والذى كان قد عبر عن استيائه من السكوت السويدى عن الإساءة للرسول , وقد عبرت ردود الفعل على هذا الهجوم الحدود السويدية لبعض الدول المجاورة، ومنها النرويج التى أعلنت أهمية وجود القانون الذى تم إقراره بالفعل هناك، والمتعلق بمراقبة حركة المعلومات والهواتف النقالة، والقيام بتخزين المعلومات لمدة 24 شهرًا. وفى الثانى من مارس 2011 اطلق احد الأشخاص النار داخل مطار فرانكفورت بألمانيا , تزامنا مع وصول حافلة تابعة للقوات الجوية الأمريكية خارج صالة الوصول فى المطار، والتى كان من المفترض أن تقل 50 طيارا أمريكيا إلى قاعدة رامشتاين العسكرية, مما اسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين و, وقد تسبب هذا الحادث الاول من نوعه فى تخوفات من انتقال الهجمات الإرهابية إلى داخل الأراضى الألمانية. وقد شهد الشهر ذاته سلسلة من الهجمات المسلحة الى استهدفت جنودًا فرنسيين ومواطنين يهود فى مدينتى مونتوبان وتولوز الفرنسيتين , وقد اسفر الحادث عن مقتل 8 أشخاص واصابة خمسة آخرين , وكان من ضمن القتلى منفذ الهجوم وهو محمد ميراه ذو الأصول الجزائرية , وقد تسببت هذه الحادثة التى وصفها الرئيس الفرنسى آنذاك ساركوزى بأنها حادثة فردية، فى زيادة مخاوف المسلمين فى فرنسا من الإساءة لهم وللإسلام ووصم المجتمع المسلم فى فرنسا ككل. وفى الثامن عشر من يوليو 2012 قام انتحارى بتفجير نفسه على حافلة كانت تقل سياحا إسرائيليين فى مطار بورجاس ببلغاريا مما تسبب فى مصرع 5 إسرائيليين وسائق الحافلة واصابة 32 آخرين , وصرحت السلطلت البلغارية ان الأدلة تشير إلى وقوف حزب الله وراء هذا التفجير، لكن حزب الله وإيران أنكرا هذه الاتهامات و ولكن هذا لم يمنع تصويت الاتحاد الأوروبى بالإجماع على إدراج الجناح العسكرى لحزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية. اما العام الماضى فقد قام مسلح فى 24 من مايو بإطلاق النار على المتحف اليهودى بالعاصمة البلجيكية بروكسل مما اسفر عن مقتل 4 أشخاص , وقد تم إلقاء القبض على أحد الفرنسيين من أصل جزائرى للاشتباه بعلاقته بالحادث. المشتبه به يُعتقد أنه قضى عامًا فى سوريا، وأنه على علاقة بجماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.