المفاجأة التي فجرها البرتغالي جيمي باتشيكو المدير الفني للفريق الأول للكرة بالزمالك بهروبه مع مواطنه ومساعده مدرب الأحمال، كانت بمثابة الصدمة وحديث الساعة في الوسط الرياضي ..هروب باتشيكو من الزمالك قبل 48 ساعة من مواجهة فريق بتروجت فى الأسبوع السادس عشر ببطولة الدورى، فتح الملف الشائك حول هروب المدربين الأجانب على مدار تاريخ الكرة المصرية. «النهار» تفتح ملف كواليس وأسرار وأسباب هروب المدربين الأجانب الذين تولوا مهام تدريب الأندية في مصر ثم تركوا فرقهم في «حيص بيص» لاسيما أن هروبهم جاء في أوقات حرجة من الدوري أو قبل المباريات الهامة مع المنتخبات الوطنية». يعتبر نادي الزمالك أكثر الأندية المصرية التي عانت من ظاهرة هروب المدربين الأجانب وعدم التزامهم بالعقود المبرمة بينهم وبين أنديتهم التي تعاقدوا معها . وجاء خبر هروب البرتغالي باتشيكو المدير الفني الحالي للقلعة البيضاء لتدريب فريق الشباب السعودي ليجعل مسلسل هروب مدربي الزمالك عرضا مستمرا على الرغم من الاستقرار الإداري الذي ينعم به النادي في الوقت الحالي بعد تعاقب أكثر من مجلس عليه وحل البعض الآخر من جانب وزارة الشباب والرياضة أو لنزاع قضائي بين مرشحي الرئاسة بالنادي الأبيض. وبدأ مسلسل هروب المدربين الأجانب فى عام 2004 وبعد 4 مواسم ناجحة للغاية حصد الزمالك خلالها 10 بطولات تحت القيادة الفنية للألمانى أوتوفيستر، ثم البرازيلى كارلوس كابرال فالبرتغالى فينجادا، دخل الزمالك فى نفق مظلم 10 سنوات كاملة لم يحقق الزمالك خلالها سوى 3 ألقاب فقط لكأس مصر، وتناوب على القيادة الفنية للفريق 18 مدرباً استمر معظمهم شهورا قليلة حتى تحولت القلعة البيضاء إلى مقبرة للمدربين. وبدأ الزمالك دوامة تغيير المدربين بالتعاقد مع الألمانى دراجوسلاف شتيبى فى بداية موسم 2004- 2005، ولم يستمر شتيبى أكثر من 10 أشهر بسبب تواضع نتائج الفريق. وفى أغسطس 2005 أعاد الزمالك البرازيلى كارلوس كابرال لتولى منصب المدير الفني. ونص التعاقد مع كابرال على حصوله خلال الستة أشهر الأولى على مقدم عقد قيمته 50 ألف دولار وراتب شهرى 16 ألف دولار، على أن يحصل فى الموسم 2005- 2006 على 100 ألف دولار كمقدم عقد، وعلى راتب شهرى 20 ألف دولار ولكنه فشل في تحقيق البطولات للقلعة البيضاء وأنهى الموسم فى المركز السادس، لتنتهى حقبة كابرال نهائيا مع القلعة البيضاء بشكل سيئ. وجاء موسم 2005- 2006 ليحمل الرقم القياسى فى عدد المدربين الذين تولوا قيادة الزمالك فنيا، وكانت البداية مع الألمانى ثيو بوكير فى مايو 2005، وبالرغم من البداية الجيدة لبوكير لم يستمر مع الفريق سوى 3 أشهر وتمت إقالة كير بعد التعادل مع الاتحاد السكندرى فى أول جولة فى الدوري. وفى يناير 2006 تولي البرتغالى مانويل كاجودا القيادة الفنية للفريق الأبيض فى ذلك الموسم بعد الألمانى بوكير وأنهى الموسم الصعب للأبيض فى المركز الثانى، ليبدأ الموسم الجديد، بخسارة 12 نقطة، لتتم إقالته بعد 11 شهراً. فى ديسمبر 2006 بدأت حقبة الفرنسى هنرى ميشيل الأولى. وحقق الفريق نتائج طيبة حيث فاز فى جميع مباريات الدور الثانى عدا مبارتين وتغلب على الأهلى بهدفين فى الدوري، وكاد يحرز كأس مصر فى 2007 ولكنه خسر من الأهلى فى الوقت الإضافى بأربعة أهداف مقابل ثلاثة بعد أن كان متقدما حتى آخر دقيقتين من الوقت الأصلى بثلاثة أهداف لهدفين عام 2007 وفى مفاجأة من العيار الثقيل رفض الفرنسى هنرى ميشيل المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بنادى الزمالك الاستمرار في تدريب الفريق، رغم عدم قيادة الفريق فى أى مباراة رسمية، وذلك أثناء تواجدهم فى معسكر الإعداد بفرنسا وقبل العودة إلى القاهرة بساعات. وجاء هروب ميشيل بسبب رفضه تدخل رئيس الزمالك حينذاك ممدوح عباس، بقيد كل من حازم إمام وعبد الحليم على وتامر عبد الحميد وطارق السيد فى قائمة الفريق بالرغم من تشديده على الاستغناء عنهم لأنهم غير قادرين على العطاء من جديد. بعد هروب هنرى تعاقد الزمالك مع الهولندى رود كرول فى أغسطس 2007، وحقق الزمالك على يديه أولى بطولاته منذ عام 2004، عندما توج بالكأس على حساب إنبي، ولم يستمر كرول سوى 6 أشهر لتتم إقالته بسبب النتائج السيئة، لتستمر حالة عدم الاستقرار فى ملاحقة القلعة البيضاء. وفى يونيو 2008 تعاقد الزمالك مع الألمانى راينر هولمان مديرا فنيا خلفا لرود كرول ولكنه لم يختلف كثيراً عن السابقين، ولعل أسوأ ما في فترة قيادة هولمان للزمالك الخسارة أمام بنى عبيد فى كأس مصر بعد 5 أشهر فقط من تدريب القلعة البيضاء. وفى يناير 2009 تعاقد مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة ممدوح عباس مع السويسرى ميشيل دى كاستال وفى أغسطس 2009 فاجأ ممدوح عباس رئيس الزمالك فى ذلك الوقت الجميع بالتعاقد مع الفرنسى الهارب هنرى ميشيل من جديد مقابل 35 ألف يورو شهريا، برغم اعتراض البعض على شخصيته بعد تخليه عن قيادة الفريق دون سابق إنذار فى 2007 ولكنه لم يستمر هذه المرة سوى 4 أشهر فقط، وتمت إقالته بعد تراجع الفريق للمركز 14 فى الدوري. ولم يكن النادي الأهلي هو الآخر بمنأى عن ظاهرة هروب المدربين الأجانب فقد ذاق الأهلي وشرب من نفس الكأس برغم السمعة الطيبة المعروفة لدى كل مدربي العالم عن استقرار النادي الأهلي ماديا وإداريا بالمقارنة بنادي الزمالك حيث شهد هروب الألماني راينر هولمان بحجة خوفه على حياته بسبب العمليات الإرهابية التى كانت تتم فى مصر فى تلك الفترة ضد السائحين الأجانب في منتصف التسعينيات. فقد قاد الألمانى راينر هولمان، فريق الأهلى، لمدة موسمين ونصف، تمكن من الفوز بالدورى موسمى 95-96 و96-97، و كأس مصر موسم 95-96 بينما خسر البطولة موسم 96-97 بالهزيمة فى النهائى أمام الإسماعيلى بهدف نظيف. في الوقت الذي شهد موسم 97-98 هروب هولمان من تدريب الأهلى كانت الحالة الثانية لهروب المدربين الأجانب في النادي الأهلي وتتمثل في البرتغالي فينجادا، فبالرغم من إعلانه فى مؤتمر صحفى عن تولى قيادة النادى الأهلى، خلفا لمواطنه مانويل جوزيه، فاجأ فينجادا مجلس إدارة النادى الأهلي برئاسة حسن حمدى، بعدم قدرته قيادة الفريق بسبب ارتباطات أسرية رغم الاتفاق على معسكر ألمانى للفريق وبعض الأمور الخاصة بالأهلي، وأعلن النادى الأهلى اعتذار فينجادا عن عدم تدريب الفريق بعد أيام من إعلانه رسميا خليفة لمواطنه جوزيه فى بيان رسمى. وفي نفس السياق شرب المنتخب الوطني لكرة القدم من نفس الكأس الذي شربت منه أندية الدوري الممتاز حيث كانت أشهر ظاهرة هروب مدرب أجنبي من تدريب المنتخب الوطني على يد الهولندي نول دى راوتر وهو أول مدرب هولندى فى تاريخ الكرة المصرية حيث تولى مسئولية تدريب المنتخب الوطنى، فى فترة قصيرة عام 1995، ولم يقدم النتائج المطلوبة منه «ثم طفش « عندما علم أنه أصبح وجوده غير مرغوب فيه من ملايين الجماهير المصرية والنقاد الرياضيين الذين هاجموه بشدة في وسائل الإعلام . ولم يكمل راوتر مهمته مع المنتخب الوطنى بل هرب فى الواقعة الشهيرة قبل مباراة مصر مع منتخب الجزائر، في العاصمة الجزائرية حيث غادر المدرب الهولندى الشهير وترك المهمة لمساعده وقتها محسن صالح اعتراضًا على أساليب إدارة الكرة المصرية. وأخيرا جاء هروب باتشيكو ومساعده نتالى الذي قام بدوره بإرسال رسالة على هاتف إسماعيل يوسف مدير الكرة أخطره فيها بهروبهما وتوجهما إلى البرتغال على إحدى طائرات مصر للطيران المتجهة للشبونة العاصمة البرتغالية مبديا استياءه من تدخلات رئيس نادي الزمالك في اختصاص الجهاز الفني، لتكون فاجعة لجماهير وإدارة ولاعبي نادي الزمالك مع بداية العام الجديد .