امتحان رسب فيه التليفزيون المغربي بموقفه المتناقض من انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر. المسألة لا تتعلق بمصر وشعبها فحسب، بل تتصل بمستقبل القيم والمبادئ الإنسانية، وإن قلة من البشر تهتم بالمبادئ والمثل على حساب مصالحها وأهوائها. أذاعت القناة الرسمية المغربية الأولى، تقريرا وصفت الرئيس عبد الفتاح السيسي ب"الانقلابي" الذي وصل إلى السلطة يوم 3 يوليو 2013 بعد انقلاب عسكري قام به الجيش بقيادته. في حين أن نفس القناة نقلت حفل تنصيب الرئيس السيسي، الذي شارك فيه وزير الشئون الخاجية والتعاون، صلاح الدين مزوار نائباً عن ملك المغرب محمد السادس. بوادر أزمة سياسية بين المغرب ومصر، بسبب تناقض في تصريحات التليفزيون المغربى ضد الرئيس السيسى، وهناك أسباب وافتراضات جعلت غموضا يشوب موقف المغرب من ثورة 30 يونيو أهمها الآتي: أول الافتراضات: "هل كانت زيارة الملك للإمارات العربية التي تدعم السيسي فاشلة؟، الأمر الذي دفع بمحمد السادس لمغادرة الإمارات صوب تركيا المُناهضة للسيسي، كرد فعل على سوء تعامل الإمارات"، ويرجح هذه الفرضية هو أن المغرب أعاد علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بعد انقطاع دام أكثر من 9 سنوات (منذ 2005)". الفرضية الثانية: "هل يتعلق الأمر بموقف مصر من (الصحراء)؟، في ظل تقاربها مع الجزائر، لاسيما وأن مصر عادت إلى الاتحاد الإفريقي، إضافة إلى حملة تغطية إعلامية كبيرة لمخيمات تندوف، التي خصصتها الجزائر للاجئي البوليساريو، وتسليط الضوء على قضية الصحراء من خلال بعثات صحفية وروبورتجات ومقابلات مع شخصيات سياسية من جبهة البوليساريو". ستكشف لنا الأيام ما ستنتهى به هذه السحابة السوداء.