تبنت جماعة الإخوان الإرهابية، مخططًا لاستهداف رجال الدولة، والشخصيات البارزة التي تعيق مسيرتهم نحو السلطة، كان أشهرها محمود فهمي النقراشي، رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد، وأحمد ماهر رئيس الوزراء في عهد الملك فاروق، وغيرهم. اغتيال النقراشي ولم يكن "النقراشي" يعلم عندما تولى رئاسة وزراء مصر، أنه سيلقى مصيرًا مؤلمًا على يد جماعة لا تعرف الرحمة أبدًا، وتاريخها الأسود يشهد على أعمال العنف والإرهاب التي ارتكبتها، واغتيالاتها المنظمة لقادة الدولة وشخصيات بارزة، ولم يكن محمود فهمي النقراشي سوى حلقة من مسلسل الاغتيالات الممنهج الذي قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية، وفى ذكرى اغتياله نفتح الملف الأسود لاغتيالات الجماعة الإرهابية. حل الجماعة وأقدم "النقراشي" على حل جماعة الإخوان الإرهابية في 8 ديسمبر 1948، فكان مصيره الاغتيال في نفس الشهر، وذلك عندما قام أحد المنتمين للجماعة بالتنكر في زي أحد ضباط الشرطة، وأفرغ ثلاث رصاصات في ظهر النقراشي ليلقى حتفه. وتبين أن وراء الجريمة جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بعد اعتقال القاتل الرئيسي وهو "عبد المجيد أحمد حسن" الذي اعترف بقتل النقراشي لإصداره قرارًا بحل الجماعة. وتبين من التحقيقات وجود شركاء له في الجريمة من الجماعة، وقد أصدر حسن البنا عقب هذا الحدث، بيانًا استنكر فيه الحادث وتبرأ من فاعليه تحت عنوان "ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين"، وحكم على المتهم الرئيسي بالإعدام شنقًا وعلى شركائه بالسجن مدى الحياة. أحمد ماهر ومن النقراشي إلى رئيس الوزراء أحمد ماهر، فلم يختلف الأمر كثيرًا، فالعقلية الإجرامية واحدة، ووقعت حادثة اغتيال ماهر في 24 من فبراير 1945 عندما كان متوجهًا لمجلس النواب لإلقاء بيان، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام «محمود العيسوي» بإطلاق الرصاص عليه وقتله في الحال، وبعد الحادث تم إلقاء القبض على كل من «حسن البنا، وأحمد السكري، وعبد الحكيم عابدين». ولكن بعد أيام تم الإفراج عنهم نتيجة اعتراف «العيسوي» بأنه ينتمي للحزب الوطني، وتأتي شهادة «أحمد حسن الباقوري» التي خطها بيده في كتابه «بقايا ذكريات» لتثبت انتماء «العيسوي» للإخوان، التي أقر فيها بأن أعضاء «النظام الخاص» داخل الإخوان لم يكونوا معروفين إلا لفئة قليلة، وقد قرروا الانتقام من أحمد ماهر بعد إسقاط «البنا» في انتخابات الدائرة بالإسماعيلية، وكان العيسوي من أكثر المتحمسين لذلك. الخازندار ويعتبر القاضي أحمد الخازندار من أهم القضاة الذين نظروا قضايا مرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابي، ودفع حياته ثمنًا لذلك، وتعود تفاصيل الاغتيال عندما كان ينظر الخازندار قضية تخص تورط جماعة الإخوان في تفجير دار سينما مترو، وفي صباح 22 مارس 1948 اغتيل أمام منزله في حلوان أثناء توجهه إلى عمله، على أيدى شابين من الإخوان هما محمود زينهم وحسن عبد الحافظ سكرتير حسن البنا، على خلفية مواقف الخازندار في قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة في 22 نوفمبر 1947، وعلى إثر اغتيال الخازندار استدعى حسن البنا المرشد العام للإخوان، للتحقيق معه بشأن الحادث ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. سيد فايز وكان المهندس سيد فايز من كبار المسئولين في النظام الخاص للإخوان، ومن الناقمين على تصرفات النظام الخاص، وفي ظروف مريبة قتل المهندس السيد فايز عبد المطلب عصر الثالثة يوم الخميس 20 من نوفمبر 1953م بواسطة صندوق من الديناميت وصل إلى منزله على أنه هدية من الحلوى بمناسبة المولد النبوي، وقد قتل معه بسبب الحادث شقيقه الصغير البالغ من العمر تسع سنوات، وطفلة صغيرة كانت تسير تحت الشرفة التي انهارت نتيجة الانفجار وشيعت جنازته في اليوم التالي، ونشرت الصحف نبأ استشهاد السيد فايز صباح يوم الجمعة 21 نوفمبر عام 1953. ويقول الدكتور محمود عساف، مستشار النظام الخاص في كتابه (حسن البنا) في «ص154» عن انحراف النظام الخاص ومقتل سيد فايز: «التقيت بالأخ المهندس سيد فايز، في شارع العباسية أمام مكتبة المطيعي، وجدته غاضبًا على النظام الخاص، وأفكاره حوله تكاد تتطابق مع أفكاري»، وفي اليوم التالي تم اغتياله، و«سألت الشيخ السيد سابق عن هذه الواقعة، فقال إن رئيس النظام هو الذي خططها، ونفذها أحد معاونيه».