مع تصاعد أعمال القمع من قبل الشرطة التركية للمحتجين ضد استبداد أردوغان وأعمال القمع التي يقوم بها توقع مراقبون أن تتوسع دائرة الانقلاب ضد أردوغان إنذارا بسقوطه قريبا خاصة مع انتهاكاته لحرية الإعلام وحقوق الإنسان. ومن جهته اعتبر الاتحاد الأوروبي في بيان شديد اللهجة أن حملة المداهمات التي شنتها الشرطة في تركيا ضد مؤسستين إعلاميتين لا تتوافق مع حرية الإعلام وتعد انتهاكا للقيم الأوروبية. وجاء في البيان المشترك الذي أصدره مفوض توسيع الاتحاد يوهانس هان ومسئولة العلاقات الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغريني أن المداهمات والاعتقالات التي جرت في تركيا لا تتوافق مع حرية الإعلام التي تعتبر مبدأ أساسيا من مبادئ الديمقراطية. إن هذه العملية تعد انتهاكا للمعايير والقيم الأوروبية التي تطمح تركيا لأن تصبح جزءا منها وكانت الشرطة التركية قد داهمت محطة تلفزيون سامانيولو وصحيفة زمان المرتبطتين برجل الدين المعارض فتح الله غولين المقيم في الولاياتالمتحدة . وأدت المداهمات التي جرت في اسطنبول و12 مدينة تركية أخرى إلى إلقاء القبض على 14 شخصا على الأقل منهم مدراء ومخرجون ومسئولو إنتاج. ولكن الشرطة أجبرت على الخروج من مبنى صحيفة زمان الموالية لغولين الواقع في إحدى ضواحي اسطنبول بعد أن تجمع حشد كبير خارجه للاحتجاج على المداهمة، ولم تتمكن من اعتقال أي من العاملين في الصحيفة. إلا أن الشرطة عادت وداهمت مكاتب زمان وألقت القبض على رئيس تحرير الصحيفة اكرم دومانلي. كما كانت الشرطة قد ألقت القبض على المدير العام لتلفزيون سامانيولو هدايت كاراتشا. يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وغولين خصمان سياسيان ويقول المراقبون إن مداهمات الأحد عبارة عن محاولة جديدة من أردوغان لاسكات مؤيدي غولين. وتشير المداهمات الى تصعيد في الصراع بين اردوغان وحليفه السابق غولين رئيس حركة تدعى حزمت (الخدمة) التي لها الملايين من الاتباع ويرى مراقبون ان هذه الاعمال تأتي بعد مضي عام واحد تقريبا على ادعاءات تتهم اردوغان والمقربين منه بالفساد، والتي قال الرئيس التركي وقتها إنها محاولة للاطاحة به مدبرة من قبل مؤيدي غولين. وقد اجبر جراء تلك الفضيحة، التي تعتبر من أكبر الفضائح في تاريخ تركيا المعاصر، اربعة وزراء على الاستقالة. وساد اعتقاد بأن حكومة اردوغان لن تنجو. ولكن اردوغان تمكن من قلب الطاولة، فاعلن الحرب على ما اطلق عليها «الدولة الموازية» اشارة الى اتباع غولين الذي قال إنهم كانوا يعدون لانقلاب. واستخدم اردوغان كل الادوات المتاحة له، وطرد الآلاف من رجال الشرطة والمحققين كما شن حملة اعلامية مركزة وابعد المعارضين في حزبه. وما نراه اليوم هي المرحلة الثانية من تلك الحملة وعنوانها اعتقال المنتقدين.وكان اردوغان قد هدد يوم الجمعة الماضي «بمطاردة انصار غولين في جحورهم». ووصف الرئيس التركي هؤلاء في السابق بأنهم «ارهابيون وخونة»