يخضع عشرات من مشجعي كرة القدم للمحاكمة في تركيا لمحاولتهم عمل ''انقلاب'' على السلطة بسبب مشاركتهم في احتجاجات ميدان تقسيم العام الماضي، في خطوة يراها مراقبون أنها احدث مثال على حملة الملاحقة التي شنها الرئيس رجب طيب أردوغان على معارضيه، وذلك بعد يومين من القبض على عشرات الإعلاميين والشرطيين في حملة مداهمات طالت رئيس تحرير جريدة معارضة. ويواجه 35 من مشجعي كرة القدم، بينهم أعضاء في ''كارسي'' - وهي رابطة ألتراس نادي بشكتاش - أحكاما بالسجن في حال أدينوا في تهمة محاولة ''الإطاحة بالحكومة'' من خلال ''العنف والقوة''. وتبدأ المحاكمة اليوم الثلاثاء. وتجمع مئات من مشجعي كرة القدم، من بينهم مشجعي فرق من اشد منافسي نادي بشكتاش، خارج مقر المحكمة في اسطنبول تضامنا مع المدعى عليهم. وكانت احتجاجات حاشدة مناوئة للحكومة قد اندلعت في أنحاء تركيا في يونيو 2013، في معارضة لخطط حكومية بتطوير متنزه غيزي المتاخم لأكبر ساحات اسطنبول، ساحة تقسيم. مداهمات وكانت الشرطة التركية قد داهمت في وقت مبكر من يوم الأحد محطة تلفزيون سامانيولو وصحيفة زمان المرتبطتين برجل الدين المعارض فتح الله جولين المقيم في الولاياتالمتحدة. وادت المداهمات التي جرت فجر الأحد في اسطنبول و12 مدينة تركية أخرى الى إلقاء القبض على 14 شخص على الأقل منهم مدراء ومخرجون ومسؤولو انتاج. ولكن الشرطة اجبرت على الخروج من مبنى صحيفة ''زمان'' الموالية لغولين الواقع في احدى ضواحي اسطنبول بعد ان تجمع حشد كبير خارجه للاحتجاج على المداهمة، ولم تمكن من اعتقال اي من العاملين في الصحيفة. إلا أن الشرطة عادت وداهمت مكاتب ''زمان'' عصر الأحد، والقت القبض على رئيس تحرير الصحيفة اكرم دومانلي. كما كانت الشرطة قد ألقت القبض على المدير العام لتلفزيون سامانيولو هدايت كاراتشا. يذكر ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجولين خصمان سياسيان ويقول المراقبون إن مداهمات الاحد عبارة عن محاولة جديدة من اردوغان لاسكات مؤيدي غولين. وتشير المداهمات الى تصعيد في الصراع بين اردوغان وحليفه السابق جولين رئيس حركة تدعى ''حزمت'' (الخدمة) التي لها الملايين من الاتباع. من جهته، قال الاتحاد الأوروبي في بيان شديد اللهجة مساء الأحد إن حملة المداهمات التي شنتها الشرطة في تركيا ضد مؤسستين إعلاميتين ''لا توافق مع حرية الإعلام وتعد انتهاكا للقيم الأوروبية''. وجاء في البيان المشترك الذي اصدره مفوض توسيع الاتحاد يوهانس هان ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغريني ''ان المداهمات والاعتقالات التي جرت في تركيا اليوم لا توافق مع حرية الاعلام التي تعتبر مبدأ اساسيا من مبادئ الديموقراطية. ان هذه العملية تعد انتهاكا للمعايير والقيم الأوروبية التي تطمح تركيا لأن تصبح جزءا منها''. ولم يلبث أدوغان أن رد على الاتحاد الأوروبي، وأعرب عن رفضه لانتقادات الاتحاد. ونفى أن تكون عمليات التفتيش تضييقا على حرية الصحافة، ووجه كلاما للاتحاد الأوروبي قائلا: ''على الاتحاد الأوروبي أن يهتم بمشاكله ويحتفظ برأيه لنفسه''.