صنفت عددا من الدول جماعة الإخوان على أنها تنظيم إرهابي، في أعقاب أحداث 30 يونيو وما بعدها التي أطاحت بالجامعاة من سدة الحكم في مصر، على رأسهم السعودية والإمارات، فيما يدرس الكونجرس الأمريكي مقترحا لإصدار قانون يصنف جماعة الإخوان كإرهابية، لكن إدارة أوباما رفضت هذا القرار، مبررة ذلك بأنها لم تر دليلا على انخراطها في أعمال عنف، فما الدليل الذي تريده واشنطن لتصنف عناصر الإخوان ضمن قوائم الإرهاب؟ في هذا الصدد، يرى مساعد وزير الخارجية السابق، السفير عادل الصفتي، أن ما جاء في تقرير الإدارة الأمريكية لم يبنَ على مدى وجود أدلة مادية لإدانة جماعة الإخوان، إنما جاء لخدمة المصالح الأمريكية كغيره من التقارير التي تصدر عنها والهيئات التابعة لها. أضاف " أن موقف الإدارة الأمريكية لا يمكن أن يفسر بدعمها للرئيس الأسبق، محمد مرسي، مؤكدا أنه لا يعني لها شيئا على الإطلاق، إنما جاء لأن مشروع وجود الإخوان في مصر يخدم مصلحتها ويتفق مع وجهة النظر الخاصة بحل المشكلة الفلسطينية بالتنازل عن جزء من سيناء، وهو ما عرضه الإخوان خلال حكمهم مصر، بحسب تصريحاته. من جانبه، قال المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان في أوروبا، كمال الهلباوي، إن تصريحات الإدارة الأمريكية تنم عن وجود استراتيجية تهتم باستمرار الإسلاميين في الأحداث على الساحة العربية، مشيرا في تصريح ل"دوت مصر" إلى أن واشنطن أدرجت تنظيم "القاعدة" تحت مسمى جماعات إرهابية لتخوفها أن يكون لها دور في مجريات الأمور في المستقبل، أما الإخوان فما زال التأييد الأمريكي لهم مستمرا حتى الآن لتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في الدول العربية. مساعد وزير الخارجية السابق، سيد أبوزيد، اقترح تدشين "كتابا أسود" يجمع جميع العمليات الإرهابية التي تورط فيها عناصر جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 1928، حتى تجد واشنطن ما يبرر إدراجها ضمن التنظيمات الإرهابية. وأشار أبوزيد في تصريح خاص ل"دوت مصر" إلى أن الولاياتالمتحدة كان لديها القناعة بأن تتولي جماعة الإخوان زمام الأمور في المنطقة العربية وإخضاعهم للخطط والتعليمات الأمريكية، في الوقت الذي كان للإخوان ثقل سياسي في تونس وليبيا وسوريا فضلا عن تركيا.