علامات استفهام كبيرة أثارتها قرارات كل من سفارتي كندا وأستراليا الإغلاق حتى إشعار آخر لأسباب أمنية، وذلك بعد أن أعلنت بريطانيا أيضا في وقت سابق إغلاق سفارتها للأسباب نفسها، حيث ذكر بيان منشور على موقع السفارة البريطانية الإلكتروني أن تقديم الخدمات القنصلية قد يتم في حدود ضيقة لفترات قصيرة بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة. وكانت السفارة البريطانية في القاهرة قد أغلقت أيضا أمام الجمهور يوم الأحد الماضي وأعلنت تعليق خدماتها العامة "لأسباب أمنية"، لكنها لم توضح طبيعة هذه الأسباب. وقال الناطق باسم السفارة البريطانية ديفيد كينا: "أغلقنا السفارة لأسباب أمنية واتُخذ القرار من أجل المصلحة الأفضل للموظفين والسفارة". ولم يعط مزيدا من الإيضاحات حول "طبيعة الأسباب الأمنية" أو موعد استئناف عمل السفارة، لكنه أضاف "نعمل على الأمر بأقصى سرعة ممكنة". وتابع "لا صلة للقرار بنصائح السفر الأوسع نطاقا المتعلقة بمصر". ونصحت وزارة الخارجية البريطانية منذ فترة بعدم السفر نهائيا إلى شمال سيناء، كما تنصح بعدم السفر إلى جنوبسيناء وإلى منطقة الصحراء الغربية المتاخمة لليبيا إلا للضرورة القصوى. في المقابل أعلنت السفارة في بيان أن خدماتها القنصلية تعمل بشكل طبيعي في القنصلية البريطانية في مدينة الإسكندرية، وأضافت في البيان "رجاء لا تأتوا إلى مبنى السفارة في القاهرة". ولم تغلق السفارة الأمريكية أبوابها بل وصفت الوضع في مصر بأنه هادئ وإزاء هذه التصريحات وصف الناطق باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي هذا القرار بأنه إجراء أمني احترازي. وأشار عبد العاطي إلى أن "لكل دولة الحق في اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين مقار بعثاتها والأفراد العاملين بها". ولم تتعرض أي مصالح أجنبية في مصر للهجوم، لكن هناك مخاوف من أن تتعرض لهجمات محتملة، خصوصا بعد إعلان جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء مبايعتها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق . وكشفت مصادر ل"النهار" أن هناك قلقا متصاعدا لدى العديد من الجهات الأجنبية في مصر خاصة بعدما تردد عن مبايعة أنصار بيت المقدس مصر لتنظيم داعش الإرهابي، ووقوع جريمة شبح الريم في الإمارات والتي استهدفت جاليات ورعايا أجانب وربما يتكرر نفس السيناريو في مصر. واعتبرت مصادر أن قرار عدد من السفارات الأجنبية ومنها سفارات بريطانياوكندا وأستراليا إغلاق أبوابها وتعطيل العمل بها أمر يثير الريبة والشك خصوصا مع عدم وجود معلومات دقيقية حول أسباب هذا القرار الذي جاء دون وجود مخاطر معلنة تهدد تلك السفارات والتي لم تشهد طوال العقود الثلاثة الماضية أي تظاهرات في محيطها بعكس السفارتين الأمريكية والبريطانية. وحذرت المصادر من مخطط إسقاط الدولة الذي تقوده جماعة الإخوان الإرهابية في الذكري الرابعة للثورة في 25 يناير المقبل. ومن جهته اعتبر اللواء فؤاد علام الخبير الأمني أن ما أثير من جهة السفارات جاء لتدابير إجرائية وقنصلية خاصة بها بينما استغل الإخوان هذه الإجراءات التي أعلنتها السفارات لإرسال تهديدات للسفارات الأجنبية بأنه ستكون هناك عمليات إرهابية وبالتالي استغلت جماعة الإخوان الإرهابية هذا الظرف ليبثوا رسائلهم وبث سمومهم وتوسيع استخدامها عبر وسائل الإعلام المختلفة لإثارة أن الوضع في مصر غير آمن ولا يوجد استقرار وبالتالي ضرب السياحة في مقتل وإثارة المزيد من التوتر الذي تسهم أيضا وسائل الإعلام في تضخيمه. وحذر اللواء علام من تداعيات الانسياق وراء هذه الرسائل المسمومة على الوضع في مصر خاصة في هذه المرحلة، موضحا أن من حق مصر أن تخبرها هذه السفارات بما لديها من معلومات ومخاطر حول أي أعمال إرهابية وإجرامية وفق الاتفاقات والأعراف الدبلوماسية..