كتبت: نورهان عبداللهاعرب الروائي علاء الاسواني خلال اللقاء الذي عقدته نقابة الصحفيين مساء الخميس 10 مارس 2011 بعنوان خريطة مستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير , بحضور كلاً من جمال فهمي رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية , وعلاء الاسواني و عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير ,والسفير رفاعة الطهطاوي المتحدث الرسمي بإسم شيخ الأزهر , وادار اللقاء أحمد طه النقر بعد أن تغيب البرادعي عن اللقاء ,قائلاً فور تدخله للإلمام بزمام الامور أثناء المعركة التي نشبت بين مؤيدي البرادعي ومعارضيه مؤكداً أنه لن يقف احد أمام إفساد اللقاء من رجال أمن الدولة المندسين بالقاعة , مشيراً أن الثورة ثورة شعبية شبابية مصرية والذين لولاهم مانجحت وانضمت إليها كل طوائف مصر , وللبرادعي دور فيها لكنها في الاصل ستظل ثورة شعبية .جاء هذا الكلام رداً على ماقاله أحمد النقر عندما صرح أن زعيم الثورة الحقيقي هو البرادعي مشيراً أنه اكثر من ساهم في تحقيق الثورة مضيفاً أن لولا البرادعي ماكان الشباب سيقوم بهذه الثورة ثورة 25 يناير ,مما اثار جو الغضب داخل القاعة معتلين المنصة .وتداخل عبد الجليل مصطفى مشيراً الى ماقامت به الجمعية الوطنية من تغيير , فتبنت الجمعية في بدايتها مطالب منها إلغاء قانون الطوارئ والرقابة من قبل منظمات المجتمع المدني والمحلي ,كفالة حق الترشيح في الإنتخابات ,تعديل مواد 76و77و78 في اقرب وقت ممكن , توفير فرص في جميع وسائل الإعلام كافية للمرشحين ,تمكين المصريين في الخارج من التصويت داخل الإنتخابات ,ولم يتحقق حتى الآن عدة مطالب منها وخاصة الأخيرة .أما باقي المطالب فقد تم الموافقة عليها كعمل دستور جديد , وأكد عبد الجليل أننا الآن بصدى مرحلة انتقالية يعتقد أن الهدف منها أن تنقى الأجواء السياسية والإجتماعية من أثار الجرائم التي ارتكبها عهد الإستبداد والفساد .وتابع عبد الجليل مصطفى والمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير أن هناك الكثير من الآمال المعلقة لم تتحقق حتى الآن كإلغاء قانون الطوارئ والمعتقلين داخل السجون فلازالت أزيال النظام البائد يعيشون داخل البلاد .وأكد عبد الجليل أن تجليات الثورة المضادة في كل مكان الآن ,أمام النقابة وأمس في حرق بعض الكنائس وقتل الضحايا من الاقباط والمسلمين وغير ذلك من هذه التجليات البائسة ربما كان احدثها جرائم أمن الدولة ,ونحن لازلنا ننتظر ايضاً حسم قضية الدستور لعقد جديد وخاصة مواد معينة كالمادة 71 في الدستور .وطالب من جديد كما يطالب بعض المصريون بعمل دستور جديد عنوانه الأول هو الشعب ولامجال لتعديلات جزئية ,لتحقيق دولة مدنية عادلة وديمقراطية .واستكمل الللقاء السفير رفاعة الطهطاوي قائلاً : لقد علمني الاسواني من خلال موقفه مع أحمد شفيق رئيس الوزراءالسابق أن الشجاعة مطلوبة لتحقيق ماهو مطلوب كما فعل الاسواني.وأكد أن الثورة حققت نجاحات طيبة شعارها الحرية وهدفها إنشاء مجتمع حر ديمقراطي , كما كان للقواتالمسلحة دور طيب في رفض الإعتداءات على الثوار ,لكننا الآن مواجهين بمشكلة سياسية واقعية وهى الثورة المضادة الموجودة الآن والتي يقوم بها فلول النظام السابق سواء من الحزب الوطني واصحاب المصالح .ومن العوامل المساعدة للثورة المضادة هى العامل الإقتصادي الذي على اثره تغيب عقول الشعب وتجعلهم غير قادرين على التفكير الصحيح , مما يعطي مساحة كبيرة لثورة مضادة ,ونفى الطهطاوي أن يكون حرق كنيسة في اطفيح ثم المطالبة بعودة كاميليا في اليوم الثاني من قبيل الصدفة .وحذر الطهطاوي من تباطؤ من المجلس العسكري ,فنحن كثورة لانستطيع الضغط في اتجاهين , ولايصح الإنشغال الفعلي الذي تقوم به القوات المسلحة فور اصدار الاوامر بنزول قوات لحل هذه الازمة ثم التخاذل عما يجري من طلبات للثورة .فلو استطاع النظام السابق أن يفعل مايريد من فتن طائفية وغيرها ,فسيكون مبرر كامل لحكم سلطوي تندفع إليه السلطات العسكرية بحسن نية أو بدون , مؤكداً أن مبارك وابنه داخل القاهرة الآن .واقترح طهطاوي بعدة تكتيكات للثورة والتي منها , ضرورة الإلتزام بقدر من الهدوء وإتاحة الفرصة للقوات المسلحة بإعادة الأمن على أن يكون هذا البناء مشروطاً بمايلي , محاسبة الذين اراقوا دماء الشهداء حتى يعطي مؤشراً بأن عهد الشرطة القديم لم يعد ثم تعود الشرطة إلى مهامها ,مؤكداً أن ذلك الأمر لن يستغرق سوى 15 يوماً أو شهر على الاكثر.واضاف أنه لوتم التراجع عن هذا الأمر فسوف نتأهب بمظاهرات مليونية للتحرير حتى تحقيق المطالب كاملة ومن غير تنازل أو شروط .وعن الدستور قال طهطاوي ,يجب أن تظل معاهدة القوى محترمة طالما هناك معاملات دولية تستطيع أن تفرض احترامها , فالدستور يظل دستوراً محترماً مستنداً على قوى اجتماعية .وأكد السفير أنه يجب أن يسبق الدستور الحالي المرفوض انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وهذا هو الشئ الاساسي والأهم .وعلينا أن نقبل بالتعديلات الدستورية لحين الوصول لمجلس رئاسي حتى لاتكون الفترة القادمة فترة مرعبة خشية الوقوع في براثن حكم عسكري , وخشية أن يطول المدى ويضعف الزخم الثوري كما حدث مع الضباط الاحرار في ثورة 53 وقوبل الدستور بالرفض .وجاء رد الاسواني مضاداً لما قاله الطهطاوي عن الدستور ,حيث صرح الاسواني أن سقوط الدستور من سقوط النظام الفاسد ,فالدستور هو الصياغة القانونية للنظام السياسي, واذا سقط النظام السياسي سقط الدستور , ونفى الاسواني أن تكون مصر اولى الدول التي تنتقل لمرحلة ديمقراطية .وأكد الاسواني أنه الآن تم الغعلان عن مبادئ دستورية وهى ماقام بها د . ثروت بدوي , ثم تأتي بعدها أنتخابات الجمعية التأسيسية للدستور الجديد .وأوضح الاسواني مؤكداً أن د. ثروت بدوي أعلن في لقاؤه بالاون تي في ان كلية الحقوق جامعة القاهرة انتهت من وضع مبادئ الدستور وبالتالي لايوجد شئ اسمه وقت لعمل دستور كما قال الطهطاوي .ورفض الاسواني التعديلات الدستورية الحالية مؤكداً انها لاتصلح لما بها من عيوب كثيرة ,فعمل دستور جديد ليس إجبارياً على رئيس الدولة , ثانياً أن الرئيس القادم له صلاحية مطلقة في تعيين نائب له , ثالثاُ والاخطر أن التعديلات تبعث من القبو دستور حسني مبارك الدستور القديم والذي سيعطي صلاحية جديدة للرئيس المخلوع الذي اسقطته الثورة .والثورة هى أن نأخذ مانريد ,ورفض الاسواني القبول بما قبل به من قبل الثورة , فالثورة لابد أن تتم ببناء جديد .وطالب الاسواني في كلمته بالرفض على الاستفتاءات التي تتعارض مع مطالب الشعب ,مشيراً أن الثورة المضادة الآن تعمل على كسب تعاطف الكتلة الغير فعالة والتي كانت منذ البداية متعاطفة مع الثورة واهدافها والوصول لمقولة حسني مبارك كان أفضل ,وتحاول الإيقاع بين الجيش والشعب ,وإشعال الفتن الطائفية ومن المؤكد أن تقوم الثورة بإغتيالات سياسية .وأضاف أن جهاز أمن الدولة لابد أن يحاسب بأكمله وأن يتم القبض على كل رجل من أمن الدولة لما يمتلكوه من أسلحة وأموال من النظام المخلوع وملفات مهمة تدين الإخوان المسلمين والسلفيين ولديه عملاء حقيقين بكل مكان في مصر .