إذا كانت الدراما التليفزيونية عالجت في مسلسل احضرة المتهم أبيب سطوة الأغنياء وتحكمهم وتجبرهم على المجتمع ومخالفة القانون والاعتداء عليه وعلى القائمين على تنفيذه مستغلين نفوذهم وسلطانهم في هذا المجتمع فإن لاعبي الكرة نهجوا نفس الطريق فاستغلوا شهرتهم ونجوميتهم وعلاقاتهم الوطيدة بكبار المسئولين العاشقين للعبة كرة القدم في مخالفة القانون والتعدى على كافة أفراد المجتمع.. حتى القائمين على تنفيذ القانون أنفسهم لم يسلموا من تجاوزات نجوم الكرة، وعند تحرير محضر ضد المخالف منهم يعيش في الدور وتأخذه العزة بالإثم ليصبح سجينا، وفي النهاية يكون التصالح مع المعتدى عليه مهما كان منصبه هو آخر المطاف بسبب الضغوط التي يمارسها الكبار الذين يقفون خلف اللاعب فيضطر المعتدى عليه للتنازل، والمثير أن أكثر الأزمات بين لاعبي الكرة يكون طرفها الآخر رجال الشرطة الذين يحاولون تأدية واجبهم وتنفيذ القانون فقط. ويأتي على رأس لاعبي الكرة ورؤساء الأندية المشاهير الكابتن حسن حمدي لاعب الأهلي ورئيس النادي الأهلي السابق والمدير العام المشرف على قطاعات الإعلانات ببوكالة الأهرام للإعلانب التابعة لمؤسسة الأهرام سابقا، والذي خضع للتحقيق أياما وأسابيع طويلة في نيابة الأموال العامة وما زالت قضيته متداولة في المحاكم حيث أمرت هيئة التحقيق القضائية المختصة بنظر قضايا الفساد المالى بمؤسسة الأهرام برئاسة المستشار ثروت حماد في 28 سبتمبر الماضي، باستدعاء حسن حمدي، رئيس وكالة الأهرام للإعلان سابقًا، ورئيس النادي الأهلي ولاعب كرة القدم السابق لسماع أقواله بشأن الاتهامات الموجهة إليه وآخرين بالتربح واستغلال نفوذه بإهدار ملايين الجنيهات، وشراء شقق وفيلات وأراضي بأبخس الأثمان لتسقيعها ثم بيعها بملايين الجنيهات، أو تحايلا على القانون وإنشاء شركات للأبناء والأحفاد تتخذ من المؤسسات الصحفية والإعلامية مصدرا لتوريد احتياجاتها بأعلى الأثمان، فضلا عن المستندات التى حصلت عليها هيئة التحقيق والمتعلقة بالفساد المالى وإهدار المال العام بمؤسسة الأهرام الصحفية. وكانت هيئة التحقيق قد قررت حبس احمديب 15 يومًا على ذمة التحقيقات بالقضية، في شهر مارس 2014 ولكنه أفرج عنه بعد تقديمه طعنا لمحكمة الاستئناف على قرار حبسه في هذه القضية ومن ضمن الاتهامات التي تم توجيهها للكابتن حسن حمدي وأحالتها الشئون القانونية بالأهرام إلى نيابة الأموال العامة واقعة صرف مبلغ مليون وثمانمائة ألف جنيه للنادى الأهلى قيمة غرامات تم فرضها من قبل وكالة الأهرام للإعلان على النادى الأهلى عن المخالفة الخاصة بعقد الرعاية للنادى فى الفترة من 2008 وحتى 2011. ومن بين وقائع الفساد التي يشملها التحقيق قيام مؤسسة الأهرام بتقديم هدايا بملايين الجنيهات إلي الرئيس الأسبق حسني مبارك ومسئولين آخرين في عهده. وفي 17 نوفمبر الماضي استأنفت هيئة التحقيق في القضية إجراءات التحقيق مع حسن حمدي حيث استمرت جلسة التحقيق التي انعقدت بدار القضاء العالي، ما يقرب من ساعتين. وتضم قائمة اللاعبين الذين تعرضوا للحبس اللاعب إبراهيم سعيد مدافع الأهلي والزمالك والمنتخب الوطني السابق ودمنهور حاليا حيث تمكنت أجهزة الأمن في 17 نوفمبر الماضي من القبض على اللاعب بمنطقة المعادي، تنفيذًا للحكم الصادر لصالح طليقته بحبسه 30 يومًا وإلزامه بنفقة 161 ألف جنيه، وتحرر محضر بالواقعة، وتم إحالته للنيابة التي تولت التحقيق. أما اللاعب جمال حمزة مهاجم الزمالك والأهلي السابق فكان على موعد لمواجهة حكم بالحبس شهرًا و10 آلاف جنيه غرامة، لصالح مطلقته التي اختصمته في المحكمة الاقتصادية فقضت الدائرة الثالثة، جنح بالمحكمة الاقتصادية في 30 ديسمبر 2013 بهذا الحكم متهمة اللاعب بالسب والقذف والطعن في الأعراض والازعاج عبر وسائل الاتصالات بإرساله رسائل لمطلقته بطريقة االفرانكو آرابب وهي طريقة متعارف عليها بين كثير من الشباب والمستخدمين لها حيث يعتمد كاتبها على الأرقام التي يدل كل منها على حروف الهجاء العربية وكان يرسلها اللاعب عن طريق الهاتف المحمول الذى تبين أنه بالفعل مملوك للاعب، فقامت المحكمة باستدعائه للسؤال، إلا أن اللاعب أصر على عدم الحضور، وعلى إثر ذلك قامت نيابة العجوزة بتفريغ الرسائل، وأرسلت الدعوى إلى نيابة الشئون المالية والتجارية، والتى انتهت من التحقيقات وقيدت الجنحة ضد اللاعب. وفي هذا الإطار شهد شهر أكتوبر الماضي حبس اللاعب أحمد حسن ادروجباب مهاجم المحلة والأهلي السابق بعد أن أمرت نيابة العمرانية، باحتجاز اللاعب وزوجته، داخل ديوان عام قسم العمرانية لمدة 24 ساعة بتهمة التعدي بالضرب إثر مشاجرة نشبت بين الطرفين وتبادل الطرفان الاتهامات لحين ورود تحريات رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة للتأكد من صحة البلاغات أو كيديتها، أمرت النيابة باحتجاز لاعب الكرة وزوجته لمدة 24 ساعة لينضم إلى قائمة اللاعبين الذي تعرضوا للحبس ولو لفترة زمنية قصيرة . ويعتبر اللاعب عماد متعب مهاجم الأهلي والمنتخب الوطني أكثر لاعبى الكرة المصرية ترددًا على أقسام الشرطة والتعرض للحبس والغرامة وعلى طريقة ارايح جايب بسبب مشاكله الدائمة مع ضباط الشرطة وتعددت الأسباب وراء ذلك، فمرة لرفضه إظهار أوراق إثبات الشخصية وتراخيص القيادة فى أحد الكمائن وتارة أخرى لاعتراضه على اكلبشةب سيارته الخاصة أمام أحد المولات التجارية، ومرة ثالثة للاعتداء على أحد أفراد الشرطة بدون وجه حق، ورابعة للمشاجرة مع أحد سائقي التاكسي الذي عاكس زوجته الفنانة وعارضة الأزياء يارا نعوم ملكة جمال مصر السابقة. ففي شهر سبتمبر الماضي أصدرت محكمة جنح القاهرة الجديدة، حكماً بحبس متعب لمدة ستة أشهر وتغريمه 20 ألف جنيه لاتهامه بالاعتداء على ضابط شرطة أمام أحد المولات التجارية بمنطقة التجمع الخامس محل سكنه. وكان قد سبق أن تعرض اللاعب للقبض عليه من قبل أجهزة الأمن بالقاهرة بتهمة إشهار سلاح مرخص في وجه قوة نقطة مرور بالتجمع الخامس، أثناء عودته لمنزله عقب ضبطه متلبسًا بالسير عكس الاتجاه. وتبين أن أولى أزمات متعب مع رجال الشرطة كانت عام 2005، فى كمين الأباجية بطريق الأتوستراد، بسبب رفض إشهار أوراق إثبات الشخصية ورخصة القيادة بعد توقفه فى الكمين فجراً ليدخل فى مشادة كلامية مع ضابط الكمين واحتجازه لمدة ساعتين في الكمين . وتأتي قضية سجن اللاعب أحمد السيد مدافع الأهلي والمنتخب الوطني أكثر قضايا لاعبي الكرة إثارة حيث اتهم فيها اللاعب بتقديم رشوة مالية لأحد موظفي الشهر العقاري بالإسكندرية لتسهيل الاستيلاء على 400 فدان بالساحل الشمالي بجوار مارينا. حيث كشفت تحقيقات النيابة، التي أجرتها نيابة المنشية، عن وجود تسجيلات تمت بمعرفة هيئة الرقابة الإدارية للمتهمين حال اتفاقهم علي الواقعة، التي أوضحت أن رئيس مكتب الحفظ والتوثيق بالشهر العقاري بالإسكندرية، أبلغ عن وجود محاولة من اللاعب لدفعه لقبول رشوة من والدة خطيبته أميرة صبري رزق، ورجل أعمال يدعى محمد إسماعيل مبروك، بمبلغ قدره نصف مليون جنيه، مقابل إصدار عقد يفيد ملكيتهما قطعة أرض بالساحل الشمالي بجوار قرية مارينا مساحتها 400 فدان، علي أن يقوم بتحرير عقد يرجع تاريخه إلي عام 1992 بشرائهما الأرض من مالكها الأصلي ورفض صاحب البلاغ عرض الرشوة، وطلبت منه الرقابة الإدارية مسايرة اللاعب وبحماتهب لتسجيل الواقعة اصوت وصورةب ولذلك استأذنت الرقابة الإدارية النيابة، لإجراء التسجيلات لجميع المتهمين، التي تمت بالفعل، وظهر بها اللاعب أثناء توسطه لدي موظف الشهر العقاري لقبول مبلغ الرشوة من المتهمة أميرة صبري رزق والدة خطيبته وشريكها محمد إسماعيل مبروك. وبعد إجراء التحقيقات في نيابة المنشية قرر القاضي طارق غنيم قاضى المعارضات بمحكمة المنشية الجزئية بالإسكندرية حبس لاعب النادى 15 يوما على ذمة التحقيق وإحالته إلى سجن الحضرة. وبعد مرور أكثر من شهرين قضاها اللاعب في سجن الحضرة قررت نيابة المنشية بالإسكندرية الإفراج عنه بكفالة مالية قدرها عشرة آلاف جنيه. أما اللاعب محمد زيدان مهاجم المنتخب الوطني فنال قسطه من العقاب والسجن غيابيا 6 سنوات حيث قضت محكمة جنح الدقى برئاسة المستشار محمد الصاوى، وبسكرتارية ياسر حمدى على اللاعب زيدان بالسجن غيابيًا 6 سنوات لاتهامه فى تحرير 3 قضايا تحرير شيكات بدون رصيد مقامة من الشركة العربية للمشروعات والتطوير العمرانى والمملوكة لرجل الأعمال طارق طلعت مصطفى، أقامت 3 جنح مباشرة، فأصدرت المحكمة قرارها فى الجنحة رقم 16521 لسنة 2013 بحبس امحمد زيدانب سنتين وكفالة 2000 جنيه و50 جنيهًا تعويضًا مدنيًا مؤقتًا وإلزامه بالمصاريف، كما قضت المحكمة فى الجنحة الثانية رقم 16522 لسنة 2013 بالحبس سنتين وكفالة 2000 جنيه وإلزامه بالمصاريف وأتعاب المحاماة وقضت المحكمة فى الجنحة الثالثة بالحبس سنتين وكفالة 2000 جنيه وإلزامه بالمصاريف وأتعاب المحاماة وتعويض مدنى مؤقت وذلك لاتهامه بإصدار شيكات بدون رصيد فى تعاملات مالية. كما ينضم اللاعب محمود عبد الرازق اشيكابالاب لاعب المنتخب الوطني والمحترف حاليا في نادي سبورتنج لشبونة البرتغالي لقائمة نجوم الكرة الذين تعرضوا للاتهام في قضايا توجب الحبس أو الغرامة حيث أمرت النيابة العسكرية في سبتمبر 2013بإلقاء القبض عليه على خلفية اتهامه بالاعتداء على ضابط طيار في مطار الغردقة ودخوله في مشادة كلامية مع الطيار وتطورت إلى التشابك بالأيدي. أما عصام الحضري حارس مرمى المنتخب الوطني والإسماعيلي حاليا فقضت عليه محكمة سودانية بالجلد 25 جلدة وغرامة مالية كبيرة لاتهامه في قضية سب جماهير نادي عطبرة أثناء وجود الحضري لاعبا في صفوف فريق المريخ السوداني قبل عدة أشهر وتعرض اللاعب للإصابة بكسر في أنفه بعدما قذفته جماهير نادي عطبرة بزجاجات المياه والحجارة في المباراة التي انتهت بفوز المريخ، وقام الحضري عقب انتهاء المباراة بسب الجماهير والإشارة لهم بحركات وإيماءات خارجة وخادشة للحياء، ثم عاد الحضري إلى مصر وانتقل لصفوف الإسماعيلي. المثير أن الحكم بجلد الحضري مازال ساريا ولم يسقط وقد يتعرض اللاعب للحبس وتوقيع العقوبة عليه في حال سفره إلى السودان في أي وقت مستقبلا حتى لو كان مع المنتخب الوطني في رحلة كروية. وكانت جماهير نادي عطبرة السوداني قد تقدمت ببلاغ ضد اللاعب، اتهمته فيه بإشعال الفتنة، من خلال سبهم بألفاظ وإشارات خارجة. جدير بالذكر أن القانون في السودان يعتمد عقوبة الجلد كعقاب لتهم السب والقذف. في نفس السياق نال العميد حسام حسن المدير الفني الحالي لنادي الاتحاد السكندري نصيبه من التهم والإحالة إلى النيابة حيث قررت نيابة قصر النيل في شهر مارس 2011 برئاسة محمد عبد الشافي بضبط وإحضار حسام حسن المدير الفنى لفريق الكرة الأول بنادي الزمالك وقتها لعدم مثوله أمام النيابة للتحقيق معه فى التهمة المنسوبة إليه بتهديد الزميل علي السيسي رئيس القسم الرياضى بجريدة االمصرى اليومب بالقتل. وتضمنت التحقيقات سجل المكالمة الهاتفية التى تلقى فيها المجني عليه تهديدات القتل. وفي نفس الإطار ومنذ عدة أشهر تحفظت نيابة مرور بين السرايات على لاعب الزمالك حازم إمام، ظهير أيمن الفريق الأول للكرة بنادي الزمالك بعدما نشبت مشاجرة كلامية بينه وبين أحد الضباط أثناء وقوفه بسيارته أمام أحد البنوك وبصحبته أحد أصدقائه مع عسكري المرور الذي يقف أمام البنك بسبب قيام اللاعب ابركن سيارته ا في الممنوع وعندما طلب منه العسكري التحرك بالسيارة نزل منها وقام بتوجيه وابل من الشتائم والسباب للعسكري مما دفع المارة في الشارع إلى التدخل لفض المشاجرة وحضرت قوة من قسم شرطة العجوزة وتم اصطحاب اللاعب وعسكري المرور إلى نيابة بين السريات وتحرر محضر وبات اللاعب ليلتها في النيابة لحين العرض على النيابة الصباحية ولكن تدخلات الكبار في النادي وإدارة المرور أنهت الأزمة وتم التصالح . ولم تقتصر المشاكل والأزمات بين لاعبي الكرة المشاهير في الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي ولكنها امتدت أيضا إلى لاعبي الأقاليم فمثلا في شهر يونيو الماضي تعرض أحمد الشناوي حارس مرمى المصري سابقا والزمالك والمنتخب الوطني حاليا وأحمد ياسر وإسلام صلاح بعد أداء إحدى المباريات للحبس بسبب مشادة ومشاجرة مع أفراد الكمين بسبب طلب ضابط الكمين الاطلاع على رخص قيادة السيارة وأوراق إثبات الشخصية لهم، ولكن كالعادة ولأنهم نجوم كورة رفضوا فاضطر الضابط إلى إصدار أوامره لجنود الكمين بالقبض عليهم وانزالهم من السيارة واحتجازهم وترحيلهم لقسم الشرطة وكالعادة أيضا لم تتم إجراءات حبسهم بسبب الوساطة والمجاملات التى تربط بين رجال الأمن من ناحية ولاعبي الكرة ورؤساء أنديتهم.