لم تكد يمر على جريمة كرم القواديس أيام قليلة حتى وقعت عملية أخرى لا تقل عنها فداحة وإن كانت تحمل تغيرا نوعيا فى تلك العمليات الإرهابية الخسيسة، هجوم إرهابى على لنش صواريخ تابع للقوات البحرية المصرية بعد خروجه من قاعدة بور سعيد البحرية فجر الأربعاء الماضى من قبل عناصر إرهابية مسلحة فى عرض البحر المتوسط على بعد 40 ميلا بحرى شمال مدينة دمياط , حيث فوجئ الطاقم المكون من 13 من أبناء القوات البحرية بحصار رباعى من بلنصات صيد كبيرة من جميع الجهات وبدأت العناصر الإرهابية فى إطلاق النيران المكثفة على اللنش بالإضافة إلى استخدام الصواريخ المحمولة وبعد تعامل القوات البحرية مع الأمر بكل بسالة وطلب النجدة تحركت طائرات مقاتلة على الفور وقامت بتوجيه ضربات إلى العناصر الإرهابية وأسفرت العملية عن تدمير القوارب الأربعة بمن فيها من عناصر إرهابية إلى جانب القبض على عدد 32 من الإرهابيين , كما أسفرت عن إصابة 5 من عناصر القوات.. مثل تلك العملية يجب ألا يستهان بها فهى كما يرى الخبراء العملية الأكثر تنظيما والتى لا تتم على مستوى تنظيمات إرهابية بل على مستوى مخابرات ودول ستكشف التحقيقات عن تورطها والسؤال الآن ماذا بعد هذه النوعية من العمليات وهل من الممكن أن نصل إلى ما هو أبعد من هذا كحرب بيولوجية مثلا ؟ اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكرى ورئيس مركز الجمهورية للدراسات الإستراتيجية يرى أن مثل هذه العمليات قد يكون لها جوانب إيجابية متمثلة فى إدراك العديد من الدول أن مصر بالفعل تتعرض إلى إرهاب وحرب شرسة بدليل أن كثيرا من الدول الأوروبية وروسيا أعلنت أنها مستعدة للتعاون مع مصر لمواجهة الإرهاب وأشار اليزل إلى أن حادثة دمياط لم تحدث منذ سنوات طويلة وهى تعد تطورا كبيرا فى العمليات الإرهابية ونقلة جديدة فى تعامل الإرهاب مع مصر ومن الصعب تكرارها مرة أخرى. وأضاف اليزل أن التحقيقات ستكشف الكثير من المعلومات عن الإعداد لهذه العملية والجهات المتورطة فيها مشيرا إلى أن عدد المقبوض عليهم كبير ومنهم جنسيات غير مصرية. وأضاف أن مثل هذه العمليات لن تحيد الدولة المصرية عن أهدافها واستكمال خارطة الطريق خاصة وأن البوادر طيبة للغاية خاصة على المستوى الاقتصادى وموقف البنك الدولى من الاقتصاد المصرى . وعلى الجانب الآخر مصر تواجه الإرهاب بكل قوة ويكفى ما يحدث فى سيناء ويجب أن نعترف أن سيناء قبل 24 أكتوبر غير بعدها فهناك أسلوب مختلف وإجراءات أكثر قوة فى مواجهة الإرهاب . أما اللواء عبد الرافع درويش الخبير الاستراتيجي ورئيس حزب فرسان مصر فيرى أن عملية دمياط هى نقلة نوعية بكل المقاييس فى التسليح وطريقة التعامل والتخطيط والتدريب على أعلى مستوى, مشيرا إلى أن هذا ليس تخطيط منظمات أو ميليشيات بل مؤامرة دولية أمريكية, إسرائيلية, قطرية, إيرانية, تركية بهدف توجيه ضربة للنظام فى مصر. وأشار درويش إلى أن المؤامرة على مصر من كافة الجهات من جانب الحوثيين فى اليمن لمحاولة غلق باب المندب وتهديد قناة السويس, ومن جانب السودان رغم زيارة البشير الأخيرة لمصر فما زالت الأسلحة تدخل إلينا من الجنوب, ومن الغرب حيث تمركز الإخوان فى مصراتة وما يسمى بالجيش الحر, ومن الشرق حماس, فمصر تتعرض لمخطط دولى تكلفته تصل إلى 45 مليون دولار من أجل خفض الروح المعنوية للجيش والشعب المصرى، مؤكدا أنه لا يستبعد أن تتطور هذه العمليات الخسيسة لتصل إلى حرب بيولوجية .