يموج المشهد السياسي في مصر بعد ثورة 30 يونيو باضطرابات سياسية واختلافات حزبية وتحالفات وهمية، مع اقتراب اخطر استحقاق في خارطة الشعب المصري وهي الانتخابات البرلمانية التي ستغير الكثير من المعايير داخليا وخارجيا ، وتكون رسالة قوية للامريكان والاخوان ان الدولة المصرية قائمة وقوية بفضل الارادة الشعبية وتدعم النظام السياسي الذي يعتبر الشعب هو السيد وصاحب القرار. يموج المشهد السياسي في مصر بعد ثورة 30 يونيو باضطرابات سياسية واختلافات حزبية وتحالفات وهمية، مع اقتراب أخطر استحقاق في خارطة الشعب المصري وهي الانتخابات البرلمانية التي ستغير الكثير من المعايير داخليا وخارجيا، والتي تكون رسالة قوية للأمريكان والإخوان أن الدولة المصرية قائمة وقوية بفضل الإرادة الشعبية وتدعم النظام السياسي الذي يعتبر الشعب هو السيد وصاحب القرار. وما حدث في الأيام الأخيرة شيء متوقع ونبهنا عليه كثيرا، فالوجه الآخر للإخوان - كما حذرنا- هم السلفيون، لأنهم من عباءة أيديولوجية وفكرية ومذهبية واحدة حتى لو تعددت الأسباب والمسميات، فالهدف واضح وهو الشرعية والخلافة الإسلامية، باستخدام ورقة الدين كوسيلة ضغط على أبناء الشعب المصري، لتحقيق مآرب سياسية ومصالح بعيدة كل البعد عن الإسلام والدين، فهم - كما قلنا - يلهثون وراء السلطة والنفوذ والمال، ولذلك حذرنا مرارا وتكرارا من أن السلفيين قادمون بعد أن شعروا أن الأقنعة سقطت من على وجوههم وأن الشعب اكتشف في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنهم كانوا ظاهريا مع السيسي من خلال قياداتهم وظهورهم على الفضائيات وعلى صفحات الجرائد المصرية، كداعمين للرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن الحقيقة أن القوعد السلفية بكل تنوعها وانتماءاتها ومشاربها ومذاهبها كانت ضد السيسي، بل شارك أغلبها في التصويت ضده، والكارثة أن القواعد السلفية كانت في رابعة العدوية وميدان النهضة وتدعي أن ما حدث في مصر انقلاب عسكري، وليس ثورة شعبية، ولأن جهاز أمن الدولة السابق كان يعرفهم ويحركهم ويدينون له بالولاء والطاعة حتي لو اختلفت المسميات، فإنهم كانوا ضد الثورة على الحاكم "مبارك" حسب مذهبهم .. وجاء البيان الذي أطلقته الجبهة السلفية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان معركة الهوية وانتفاضة الشباب المسلم يوم 28 نوفمبر الجاري، والدعوة لإطلاق "ثورة إسلامية لإسقاط حكم العسكر ومحاكمة جنرالات الجيش"، بمثابة مؤشر خطير يكشف الوجه القبيح للتيار السلفي وأنهم ضد الدولة المصرية وضد النظام ويحاولون إحداث نوع من الارتباك في المشهد الداخلي، متحالفين مع الإخوان في محاولة إحداث فوضى جديدة في الشارع المصري ضد الشعب. وأخطر ما تنادي به هذه الجماعات السلفية المتأسلمة هو رفض الهوية وإسقاط حكم العسكر والمتاجرة بحقوق الفقراء والمطحونين، والأدهى أنهم قاموا بنشر هاشتاج يحمل دلالة خطيرة "انتفاضة الشباب المسلم"، وهو ما يعيد للذاكرة، مع اختلاف الأيديولوجيات، ثورة الخميني في إيران التي دعمتها أمريكا والغرب لإسقاط ما يسمى بالعلمانيين وفرض ولاية الفقيه ومرجعيته الدينية التي تجب كل المؤسسات ولا تعترف بالديمقراطية أو حرية الإبداع أو الرأي وأن الفقيه هو الحاكم بأمره وأكبر مثال على ذلك منذ أيام هو إعدام "ريحانة" التي دفعت حياتها ثمنا للشرف والكرامة. نحذر للمرة الثانية بأنه يجب على الحكومة أن تتخذ إجراءات حاسمة ورادعة بإلغاء كل الأحزاب ذات المرجعيات الدينية وعلى رأسها حزب النور ومصر القوية ومحاولة تطبيق القانون وبنود الدستور واحترام إرادة الشعب لأنه لن يسمح على الإطلاق باستخدام ورقة الدين مرة أخرى لتخدير الشعوب وتغييب العقول، فهذه الدعوات الطفولية من الجبهة السلفية لإحداث ثورة إسلامية ما هي إلا الوجه الآخر للإخوان المسلمين، ولذلك يجب أن تتعامل الحكومة مع هذه الجماعات التكفيرية والموالية للإخوان والتي تدعي أنها ستحكم بالشريعة الإسلامية وتعتبر نفسها ومنتسبيها فقط هم أصحاب هذا الوطن، ولا يعترفون بالأقباط والعلمانيين ولا أي صاحب فكر مخالف، فهم أقرب إلى فكر داعش وجبهة النصرة لأنهم يسبحون معهم في الاتجاه المعاكس وتقسيم الأمة وإلغاء الهوية وخلق نوع من الصراع مع مؤسسات الدولة واستخدام ورقة الشباب السلفي كورقة ضغط لتحقيق مآرب سياسية. وما يقال عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أن حزب النور بريء من هذه الدعوة وليس له علاقة بالجبهة السلفية هو تزييف للحقائق ومحاولة للقفز على الواقع . فالقضية ليست في دعوة الجبهة السلفية للتظاهر، حتي ولو وصفها البعض بأنها فرقعة إعلامية، ولكن فيما تحمله هذه الدعوة في مضمونها من خطورة طريقة تفكير السلفيين بالنسبة للدولة والوطن والشعب، فهم لا يعترفون بكل ما يجري من إنجازات على أرض الواقع ولا يؤمنون ببناء مؤسسات الدولة وخاصة "المؤسسة التشريعية ومجلس الشعب". والشيء الغريب أن قيادات حزب النور تدعي أن انتفاضة الشباب المسلم هدفها إثارة البلبلة والفوضى وإدخال البلاد في نفق عدم الاستقرار، بل الأكثر من ذلك قالوا إن الجبهة السلفية هي الوجه الآخر لتحالف دعم الشرعية الذي هو المستنقع لجماعة الإخوان المسلمين والغريب أن هناك انقسامات بين قيادات السلفيين بين مؤيد ومعارض فأحد قيادات الجبهة السلفية يدعي أن ثورة 28 نوفمبر هي الحل لعودة الشرعية الإسلامية باعتبارها المخرج الوحيد للأزمات التي تعيش فيها البلاد. والذي لا يعرفه الكثيرون أن حزب النور في الانتخابات البرلمانية السابقة كان الذراع السياسية للإخوان المسلمين كونهما ذا توجه إسلامي واحد وينتميان إلى حظيرة الإخوان. والشيء المثير للسخرية أنهم يدعون كذبا أن ثورتهم المقبلة ليست لإسقاط الرئيس السيسي ذي الخلفية العسكرية، إنما هي ثورة على القيم الفاسدة وعلى الوعي الخاطئ لدى الناس حول الهوية الإسلامية، وأنهم سيقومون بإقصاء العلمانيين واليسار والقوى المخالفة للتيار الإسلامي وهذا هو الهدف الإستراتيجي في المرحلة القادمة ورغم أن الجماعات السلفية تنقسم إلى 8 مجموعات كل منها لها خصائصها ولكنها تتفق في النهاية مع سيد قطب أحد رموز الإخوان الفكرية ورؤيته حول "الحاكمية "، وهو ما يعيدنا بالأساس إلي قضية أن السلفيين خرجوا من رحم جماعة الإخوان المسلمين، فلذلك نقولها بأعلى صوت ومن أعلى مئذنة في قاهرة المعز: إن السلفيين قادمون، بأعدادهم التي يتوهمون أنها كبيرة وأنها قد تخيف أو ترعب الشعب المصري ونسوا أو تناسوا أن الملايين الذين خرجوا من كل ميادين المحافظات في مصر كان هدفها إسقاط حكم المرشد والمدعين السلفيين الذين يتاجرون بالدين على حساب الوطن والمواطن المصري، وأنهم يستخدمون هذه العناصر المضللة والمغيبة من خلال بث أفكارهم المسمومة بأن ما يجري حولهم في بيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم وعملهم ما هو إلا الكفر بعينه ويجب نشر الشريعة الإسلامية، فأي شريعة يتكلمون عنها وأي إسلام وهم أصلا مضللون. فلذلك يجب على الأزهر الشريف أن يتجرد من رسائله الناعمة وبياناته الشاجبة لأنه القوة الإسلامية المستنيرة الوحيدة القادرة على مواجهة هذه الأفكار الضالة وتصحيح مفاهيم الشباب من خلال المواجهة الفكرية واللقاءات المباشرة مع الشباب وكشف الحقائق والمستور حول القيادات السلفية المدعمة بالأموال والتي تحاول حرق الوطن.. فاليوم ليس يوم المهادنة ولكنه يوم المواجهة باستخدام العلم والقانون لكشف عورات هذه التيارات الظلامية التي تصب في مصلحة الخارج على حساب الداخل. وعلى وزارة الأوقاف أن تتحرك من خلال الدعاة المؤهلين في كل الزوايا والجوامع كي يوضحوا للناس مدى خطورة هؤلاء ويجب ألا يعتلي أي منبر في مساجد الله في أرض المحروسة أي سلفي لأنها الوسيلة الوحيدة لهم لنشر سمومهم. ويجب أن تتنبه الدولة وتستخدم مؤسساتها وتتحرك وزارة الثقافة من خلال قصور الثقافة المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية لنشر روح التسامح والمحبة بين الناس وعدم الدخول الآن في معركة جانبية مع الأزهر الشريف وأن يتوقف وزير الثقافة عن تصريحاته ضد جبهة علماء المسلمين لأن الهدف هو إشعال الصراع بين مؤسسات الدولة والرابح الوحيد هم الإخوان والسلفيون وقوى الظلام، ناهيك عن دور وزارة الشباب ومراكز الشباب المنتشرة في جميع ربوع مصر، فيجب أن تستقطب كل الشباب وليس جزءا منهم وأن تكون هناك حوارات لكبار المفكرين والمبدعين لنشر وتوعية الناس بخطورة هذه التيارات الظلامية التي تلعب على وتر الدين . فآن الأوان أن تتوحد كل القوى الشعبية والسياسية والدينية والثقافية والفكرية في مواجهة هذا الطوفان القادم باسم الدين من خلال ما يسمى الجبهات السلفية التي هي الوجه الآخر للجبهات الإخوانية . أعتقد أن الوقت قد آن لمواجهة العناصر التي لا وطن ولا دين لهم ولا عقيدة لديهم إلا الوصول إلى السلطة على دماء المصريين، فهم سيستخدمون كل الأعمال الإرهابية لتحقيق أهدافهم وهي الوصول إلى الحكم، وهم لا يمارسون السياسة ولا يعترفون بالديمقراطية ولا حقوق الإنسان أو الحيوان لكنهم يعترفون بشيء واحد أن يكونوا حكاما لهذا الوطن لبيعه للأمريكان والإسرائيليين، فهم يدعون أنهم حماة الدين والدين منهم براء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب. ونقول لهم في النهاية إن مصر ستظل بأجنادها الذين هم خير أجناد الأرض في رباط إلى يوم الدين حتى لو كره السلفيون و الإخوان الفاشلون ...ونسألكم الفاتحة وشكر الله سعيكم.... وموعدنا يوم 28 القادم فما أنتم إلا أقزام وأدوات لا تستحقون التركيز عليكم لأنكم أنتم خنتم الشعب والأرض والوطن .