«أقسم بالله العظيم.. أن أحافظ على النظام الجمهوري وأن أحترم الدستور والقانون وأرعى سلامة الوطن، وأؤدي واجبي بالذمة والصدق».. يمين أداه حلمي هاشم، ضابط الشرطة السابق، الذي أقسم حين تخرجه على حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة، لكنه باع الوطن، ونكث عهده وحنث بيمينه، فصار من «حافظ للأمن» إلى «مرجعية شرعية وفقهية لما يمكن اعتباره أخطر تنظيم إرهابي في العالم»، والرجل المقرب من خليفته المزعوم أبوبكر البغدادي. ففي تقرير، نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، الأحد، حول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، وهيكله التنظيمي وقياداته، برز اسم «حلمي هاشم»، كمرجعية استقى منها التنظيم فكره الشرعي أو التنظير الفقهي التكفيري، والتبرير الشرعي لعمليات الأسر والذبح وبيع النساء وأسرهن كغنائم حرب. حلمي هاشم.. المكنى في التنظيم ب«شاكر نعم الله»، هو من مواليد القاهرة في 17 نوفمبر 1952، والتحق بكلية الشرطة في عام 1970، وتخرج منها عام 1974 ليلتحق بالإدارة العامة للأمن المركزي ضابطا برتبة ملازم. تعود أصوله إلى صعيد مصر وهو من سكان حي المطرية بشمال القاهرة، وهو أيضا ممن رسخوا فكر «أدبيات الذبح». وكشف خبراء في الحركات الاصولية في العاصمة البريطانية لندن أن قادة التنظيم متأثرون بفكر حلمي هاشم، المكنى عبدالرحمن شاكر نعم الله، وهو خطيب مفوه له أتباع اختفى من مصر، ويعد من أعتى غلاة التكفير والخوارج، فهو لا يكتفي بتكفير عموم الشعوب بل إنه يكفر كل من لم يكفرهم ويكفر جميع المقاتلين في العراق وأفغانستان والصومال. ومن أشهر مؤلفات حلمي هاشم «أهل التوقف بين الشك واليقين»، ويرد فيه على الذين يتوقفون في تكفير الشعوب ولا يحكمون عليهم أيضا بالإسلام، ويجعل تكفير من لم يكفرهم من أصل الدين، ومن توقف في تكفيرهم فهو كافر، لأنه حسب زعمهم أن كل الديار الآن دار كفر والأصل في أهلها الكفر، ومن ثم يعتبر من لم يكفر الكافر أو توقف في تكفيره فقد خالف أصل الدين فهو يكفر، وكذلك من لم يكفره أو توقف في تكفيره فهو كافر.