حذرت الأجهزة الأمنية الإسبانية من تجنيد عدد من الفتيات الإسبان للعمل مع الحركات التكفيرية فى الشرق الأوسط، وتحديدا فى العراقوسوريا. وقالت صحيفة إيه بى سى الإسبانية، إن خدمات المعلومات والاستخبارات الإسبانية فى حالة تأهب حاليا بعد زيادة استخدام النساء ضمن صفوف المتشددين والتكفيريين فى سورياوالعراق. وأشارت الصحيفة إلى أنه لأول مرة فى إسبانيا قامت الشرطة بإلقاء القبض على فتيات كن يتأهبن للسفر إلى العراق أو سوريا، لافتة إلى أنه خلال الأسبوع الماضى قامت الشرطة الإسبانية بتوقيف فتاتين 19 و14 عاما قبل عبورهما الحدود بين مليلة الخاضعة للسيطرة الإسبانية والأراضى المغربية، وحسب تصريحات الشرطة الإسبانية، كان من المنتظر أن تقوم الفتاتان بالانضمام إلى مجموعة من الفتيات فى المغرب، ومن هناك يتم السفر إلى سوريا أو العراق عبر تركيا. وأوضحت الصحيفة أن والد الفتاة الصغيرة أبلغ الشرطة عن اختفاء ابنته قبل عدة أيام فى مدينة مليلة، وبناء على هذا البلاغ قامت السلطات الإسبانية بتشديد الرقابة على المعابر الحدودية، بالإضافة إلى عمليات البحث المعتادة فى تلك الحالات، وجاء تشديد الرقابة على المعابر الحدودية لوقوع حالات شبيهة بين الكثير من الذكور الشباب، إذ يقومون بالاختفاء وبعد ذلك يتم اكتشاف سفرهم إلى سوريا أو يتم توقيفهم قبل مغادرة الأراضى الإسبانية. وقالت مصادر للصحيفة الإسبانية إنه "من غير المحتمل أن هاتين الفتاتان كانتا تذهبان إلى سوريا لحمل السلاح فى جبهة المعركة، لأن هذا الأمر كان سيتطلب عدة أشهر من التدريب، ولكن أعتقد أن استخدام النساء فى هذه الحالة لتلبية "الحاجات الجنسية" للتكفيريين فى أى منطقة نزاع حتى يتفرغ تفكيرهم فى القتال فقط". وأشارت الصحيفة إلى رجل الدين السعودى محمد العريفى، وقالت إنه أعطى مؤخرا الغطاء الأيديولوجى للاستخدام الوحشى للمرأة وهو يقول "هناك عقيدة تسمى "جهاد النكاح" أو "الجنس حرب مقدسة للمرأة"، موضحا أنه يسمح للزوجة لممارسة الجنس خارج إطار الزواج أى مع العديد من المقاتلين الإسلاميين العاملين فى سورياوالعراق، موضحا أن المرأة هى التى ترغب فى المشاركة فى الجهاد، والمعروف أن القادة الدينيين من سورياوالعراق. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لتقارير استخباراتية فإن هناك مركزا صحيا فى الأردن مسئول عن استقبال الفتيات، موضحة أن كثيرا منهن أقدمن على الانتحار بعد تجربة مثيرة من كونها أصلية "عبيد جنس" فى الخدمة من التعصب الدينى الوحشى. وتعتبر الصحيفة أن عملية غسيل المخ التى يخضع لها صغار السن والمراهقين على شبكات التواصل الاجتماعى تحديا جديدا، خاصا وأن المستهدفين الجدد لا يعانوا عادة من مشاكل اقتصادية أو اجتماعية، كما هو حال الفتاتين اللتين تم منعهما من السفر، حيث إن كلتيهما تقومان بالدراسة وتعتبران طالبتين عاديتين. ووفقًا لما نشرته صحيفة الباييس الإسبانية، تنتمى الفتاة الصغيرة ذات 14 عاما إلى عائلة كبيرة العدد، وبعد أن تغير سلوكها خلال الأسابيع الأخيرة، من رفض للكلام مع أفراد العائلة واتخاذ مواقف عدوانية، قام والدها بحملها للعيش مع شقيقتها الكبرى فى أحد أفقر أحياء مدينة مليلة، لكنها اختفت بعد عدة أيام، ولحظة إلقاء القبض على الفتاتين كانتا ترتديان النقاب. وتم نقلهما فى طائرة شرطية إلى مدريد حيث خضعت الصغرى للاستجواب أمام محكمة القاصرين. بينما تم إطلاق سراح الفتاة ذات ال19 عاما بعد يومين. ولم تصرح الشرطة الإسبانية بطبيعة الاستجوابات التى خضعت لها كلتا الفتاتين، لكن بناء على معلومات سابقة وعمليات بحث مستمرة، بالإضافة إلى اعتراف الفتاة القاصر، تم الكشف عن نيتهما السفر للانضمام إلى قوات الدولة الإسلامية فى العراق أو سوريا "داعش". وحسب معهد إلكانو الإسبانى المتخصص فى دراسات الجماعات الإسلامية، كان من المتوقع أن تذهب الفتاتان إلى سورياوالعراق للزواج من أحد التكفيريين والعمل فى مهام مساعدة مثل الطهى والتمريض، ولم تعرف حتى الآن حالات لنساء يقمن بحمل السلاح والاشتراك فى العمليات العسكرية مباشرة.