قال مصدر مصرى رسمى ان التعاون الاستراتيجى بين مصر والسعودية سيتم تفعيله «على الارض» فى الفترة القادمة بالنظر للتهديدات التى تواجه البلدين، لافتا أن ذلك «سيتم فى اطار الاتفاقات الموقعة بين البلدين»، وكذلك فى اطار ما وصفه المصدر «بالتزام مصر بأمن الخليج بوصفه جزءا رئيسيا من الامن القومى المصرى». وأشار المصدر نفسه إلى أن هناك مناقشات وصفها ب«المهمة» مرتبطة ستجرى خلال اللقاء الذى من المقرر أن ينعقد اليوم بين العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال زيارة الأخير للمملكة العربية السعودية. وبحسب ذات المصدر فإن هناك «افكارا محددة سيطرحها السيسى على ملك السعودية فيما يتعلق بالوضع» فى المشرق العربى خاصة ما يتعلق بالعراقوسوريا وايضا فى منطقة الخليج العربى. وقال المصدر ان هناك «قلقا كبيرا» فى مصر من تطورات الوضاع فى العراق، رافضا التصنيف السلبى او الايجابى للعمليات التى قامت بها الولاياتالمتحدةالامريكية ضد اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية فى العراقوسوريا، الذى قام بتهجير اكثر من نصف مليون شخص من العراق وحدها، فضلا عن قتل الكثيرين على خلفية عدم انتمائهم للديانة الاسلامية. وقال المصدر إن «ترك الارهابيين يستولون على مساحات اوسع من العراق وتركهم وقد سيطروا على مناطق الاتصال بين سورياوالعراق امرا كارثيا، ليس فقط بالنسبة للسعودية ولكن لمصر ايضا؛ لأن هذا التوسع الارهابى له اثر على تطورات الوضع فى مصر خاصة فى سيناء». وقال المصدر نفسه ان هناك «تعاونا بين مصر والسعودية» فى مواجهة احتمالات تمدد داعش، واصفا هذا التعاون بأنه «استراتيجى» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وبحسب مصدر أمنى فإن التنسيق المصرى السعودى لا يقتصر على حدود المشرق والخليج العربى ولكنه يشمل ايضا العلاقات مع ايران شرقا، خاصة ما يشمل علاقة ايران مع حماس وحزب الله، والاوضاع فى ليبيا غربا، لافتا لى ان السعودية «لا ترغب فى ان تترك تطورات الاوضاع فى ليبيا للخيارات القطرية وحدها»، ومضيفا ان كلا من مصر والسعودية «يتابعان باهتمام كبير تطورات الانتخابات الجارية فى تركيا وما سينجم عنها بوصف ان ذلك سيكون له تأثيرات اقليمية». وبحسب مصادر عسكرية غربية فى القاهرة فان هناك استعدادا متزايدا لدى العواصمالغربية المعنية مباشرة بالشرق الاوسط للإسهام فى التصدى لتمددات الجماعات الاسلامية المسلحة «فى المنطقة» شريطة ان يتم ذلك بجهد «رئيسى» و«اساسى» من العواصم العربية الكبرى. ويعد هذا ثانى لقاء يجمع السيسى والعاهل السعودى عبدالله الذى كان قد قام بتوقف خاطف فى طار القاهرة بعيد تولى السيسى منصبه الرئاسى للإعراب عن دعمه للرئيس المصرى الجديد ومن المنتظر ان تشمل محادثات السيسى عبدالله ايضا مشاورات حول سبل تواصل الدعم السعودى لمصر خلال الشهور القادمة.