شرم الشيخ - أسامة شرشر وهالة شيحةأكد القادة العرب المشاركون فى قمة شرم الشيخ الاقتصادية ادانتهم الكاملة لأعمال الإرهاب التي شهدتها مختلف مناطق العالم مؤخرا، بما في ذلك المنطقة العربية، والتي اتخذت لنفسها ذرائع طائفية أو مذهبية أو عرقية.وأوضح القادة العرب فى بيان أصدروه فى ختام قمتهم الاقتصادية مساء اليوم بشرم الشيخ حول مكافحة الارهاب والتدخل الخارجى فى الشؤون الداخلية العربية ان حدوث بعض هذه الأعمال في منطقتنا يتناقض مع التراث الأصيل للمنطقة العربية التي كانت مهدا للحضارات ومهبطا لجميع الرسالات السماوية كما كانت رائدة في ارساء ثقافة التعايش بين اتباع الديانات السماوية لقرون طويلة.وأعرب القادة العرب عن ادانتهم الشديدة لما حدث في كنيسة القديسين في الاسكندرية وكنيسة سيدة النجاة في بغداد ، مؤكدين ان استهداف الارهاب لهذه الفئة من المواطنين، يرمي الى زرع الفتنة والتحريض والتمييز بين مكونات شعوبنا العربية بهدف اضعافها وتفكيك نسيجها الاجتماعي لتقويض استقرار هذه الأمة التي عاش فيها اتباع الديانات السماوية عيشا مشتركا، في بيئة سادها السلام والوئام وكذلك التماسك والتضامن في مواجهة الأزمات والتحديات، وفي تآلف وطمأنينة وصلات وطيدة، وتمازج روحي كمؤمنين بدياناتهم وقيمهم السامية التي تمثل في جوهرها قيما انسانية واحدة.وذكر البيان إن ادراك القادة لأبعاد ومرامي هذه المحاولات المريبة، قد عزز اصرارهم على بذل الجهود وطرح مبادرات لترسيخ روح التسامح الديني والحوار بين مختلف المذاهب والديانات والحضارات، والتي كان من بينها مبادرة كلمة سواء لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الأديان، واللتين لاقتا ترحيبا دوليا واسعا.وأضاف البيان انه في الوقت الذي يجدد فيه القادة ادانتهم للارهاب بكل صوره وأشكاله وذرائعه، والتزامهم بالقضاء على أي بؤر ارهابية في أي موقع من الوطن العربي، وتجريم دفع الفدية إلى اشخاص أو مجموعات أو تنظيمات إرهابية، فإنهم يعربون عن رفضهم الكامل لمحاولات بعض الدول والاطراف الخارجية، وبشكل خاص بعض الأوساط الغربية، التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، تحت ذرائع شتى بما في ذلك الادعاء بحماية الأقليات، الأمر الذي يعكس تجاهلا لطبيعة الأعمال الإرهابية التي لم تستثن أي منطقة في العالم ولدوافعها وأهدافها.وأوضح البيان أن القادة يدركون أبعاد ومرامي هذه التحركات المريبة، ويرفضون اتخاذ الأحداث التي تجري كذريعة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، أو لإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، الذين يمثلون نسيجا واحدا صهرته تجربة تعايش لقرون طويلة في المنطقة العربية.وأكد القادة العرب ان الدول العربية هي المسؤولة عن حماية مواطنيها جميعا، وأنها قادرة على ذلك وجددوا مطالبتهم المجتمع الدولي تجديد التزامه بمحاربة الإرهاب وقوى التطرف بمختلف انتماءاتها وخلفياتها، ونبهوا إلى خطورة بث الفرقة بين مواطني الدولة الواحدة على أساس ديني أو عرقي، وأهابوا بدول العالم أن تنضم إليهم في الاستجابة للنداء المصري بالدعوة لمؤتمر دولي لمكافحة الارهاب الذي طال الأبرياء في كافة انحاء العالم دون أن يفرق بين لون أو جنس او دين.وعبر القادة عن عزمهم العمل على مواجهة الفتن التي تهدد المنطقة وتوفير البيئة الكفيلة بالتعايش السلمي بين المواطنين في جو من الحرية والمساواة والالتزام بالحقوق والواجبات وبالضوابط السلوكية والأخلاقية والتعامل على أساس مبدأ المواطنة المتساوية دون تمييز بين المواطنين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم، مؤكدين ان التنوع الديني والثافي هو مصدر ثراء للمجتمعات العربية واحد عناصر قوتها وتقدمها.مطالب بتنفيذ قرارات قمة سرت لدعم السودان والصومالكما أكدت قمة شرم الشيخ الاقتصادية ضرورة تنفيذ قرارات قمة سرت بشأن السودان والتي تقضي بتقديم دعم فوري قيمته مليار دولار أمريكي لدعم الاستقرار والتنمية والسلام فيه.وشدد القادة العرب على ضرورة قيام الدول الأعضاء بتقديم دعم مالي واقتصادي للسودان وتشجيع جهوده لدعم الاستقرار وتثبيت السلام في المرحلة القادمة ودعم جهود التنمية في اطار تكاملي يضمن الاستقرار والسلام في ربوع السودان كافة.كما قرروا المشاركة بفاعلية في جهود دعم التنمية والاستقرار في السودان وخاصة في مجالات البنية الأساسية التي تمكن من ربط السودان شمالا وجنوبا وفي اطار محيطه العربي .وشددت القمة على ضرورة قيام الدول الأعضاء ومؤسسات العمل العربي المشترك التمويلية والفنية بتقديم الدعم المالي والفني للسودان والعمل على توجيهه لدعم المشروعات التي تستهدف التكامل بين الجنوب والشمال وبخاصة في ولايات التعايش الحدودية.وحثوا الدول الأعضاء ومؤسسات التمويل العربية على معالجة الديون المترتبة على السودان لديها والسعي في اطار المبادرات الدولية لمعالجة ديون السودان الخارجية التي أصبحت تلقي اعباء كبيرة على الاقتصاد السوداني وتؤثر سلبا على مجهودات التنميةوعلى صعيد الوضع في الصومال أكد القادة والزعماء العرب في قرار أصدروه في هذا الاطار على ضرورة المشاركة الفعلية في جهود دعم التنمية والاستقرار في الصومال وخاصة في مجالات دعم وبناء مؤسسات الدولة وتعزيز المصالحة الصومالية.وطلب القادة الأمانة العامة للجامعة العربية بتمويل خطة الحكومة الصومالية على المدى القصير في مجالات تفعيل وبناء مؤسسات الدولة وجهود المصالحة الوطنية في ضوء ما تسدده الدول الأعضاء من اموال تنفيذا لقرارات قمة سرت في هذا الخصوص.وقرروا قيام الدول الأعضاء بتقديم الدعم المالي الى الحكومة الصومالية وفقا لقرارات قمة سرت الاستثنائية بشأن دعم الصومال.