نشاط مكثف تقوم به القاهرة من اجل حقن الدماء فى قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلى المتصاعد فى القطاع والذى راح ضحيته المئات من الفلسطينيين فضلا عن مئات الجرحى وسط تعنت من قبل حركة حماس للقبول بمبادرة مصر للتهدئة ورفضها رسميا والارتكان على ما تقوم به الدوحة وتركيا وهو ما اعتبره محللون تحديا ورغبة فى تهميش الدور المصري، ما ينذر بمزيد من العنف وافدح الخسائر التى لا يدفع ثمنها غير الشعب الفلسطينى . وفى هذا الاطار اجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى مباحثات مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس اتفقا خلالها على ضرورة العمل على الوقف الفورى لإطلاق النار حقنا لدماء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وصوناً للأرواح والمقدرات وذلك استناداً إلى المبادرة المصرية وعلى أساس ما تضمنته من اجراءات وما تناولته بشأن تفاهمات عام 2012 . واتفق الرئيسان ايضا على ضرورة بذل كل جهد ممكن لتخفيف المعاناة عن ابناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وذلك من خلال العمل على فتح المعابر الإسرائيلية وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع وعدم استهداف المدنيين، لاسيما فى المناطق الحدودية، إضافة الى بحث باقى القضايا فور تثبيت وقف اطلاق النار، وذلك فى محادثات تجرى فى القاهرة مع كل طرف على حدة للعمل على تحقيق التهدئة. وقد طرح الرئيس محمود عباس خلال اللقاء مبادرته بشأن وجوب العمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تمهيداً لتحقيق السلام القائم على أساس دولتين على حدود الرابع من يونيو 1967 حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى دعمه لهذه المبادرة اتساقاً مع ما تم الاتفاق عليه على مستوى جامعة الدول العربية. وعلى الرغم من المباحثات التى أجراها الرئيس أبو مازن مع نائب رئيس المكتب السياسى لحماس موسى أبو مرزوق بالقاهرة إلا أنها لم تؤد الى توافق لقبول المبادرة المصرية والتى رفضتها حماس على الرغم من قبولها من قبل العديد من الفصائل الفلسطينية الأخرى حقنا للدماء. من جانبه اكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح فى تصريحات ل"النهار" اهمية الدور المصرى الداعم للقضية الفلسطينية باعتبار ان أمن مصر من امن فلسطين والعكس موضحا أنه لا صحة لوجود أية مبادرات أخرى غير المبادرة المصرية من اجل وقف اطلاق النار فى قطع غزة ، وما يتم تداوله عبر وسائل الاعلام من تسريبات واهمة، يعد تشويشاً مقصوداً عليها من أجل عرقلة تنفيذها. و حول ما اذا كانت حماس ترغب فى ان تقوم قطر وتركيا بدور الوساطة قال الاحمد من المعروف ان هناك اتصالات تقوم بها قطر وتركيا ومازالت التحركات متواصلة ونأمل ان يتصرف الجميع بمسئولية بعيدا عن أى تنافس فى تحقيق هدف يكون ثمنه الدماء الفلسطينية. و فى غضون ذلك دعا مجلس الأمن الدولى إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة واحترام القوانين الدولية، خصوصا المتعلقة بحماية المدنيين، معربا عن "قلقه الشديد" من العدد المتزايد للضحايا فى قطاع غزة، الذى يتعرض لعدوان إسرائيلى منذ نحو أسبوعين راح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى. وقال سفير رواندا بالأممالمتحدة أوجين ريتشارد غاسانا للصحفيين انه -بعد مداولات فى جلسة مغلقة استمرت ساعتين باجتماع طارئ لمجلس الأمن- إن أعضاءه ال15 "أبدوا قلقهم البالغ من تزايد عدد الضحايا" وإنهم "دعوا لوقف فورى للعمليات القتالية، واحترام القانون الدولى الإنساني، بما فى ذلك حماية المدنيين". وأضاف غاسانا -الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس- أن أعضاء المجلس شددوا، فى اجتماعهم الذى عقد بطلب من الأردن، على "ضرورة تحسين الوضع الإنساني، بما فى ذلك الدعوة لفترات توقف للقتال لدواع إنسانية". وأعرب بيان للمجلس عن "قلقه الشديد من تصعيد العنف" وأشاد "بجهود مصر والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار". وقد كشف تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة (أوتشا)، ارتفاع عدد النازحين داخليا ليتخطى 100 ألف فلسطينى بقطاع غزة، من بينهم 84 ألفا يعيشون فى 61 مدرسة تابعة لوكالة الأونروا، مشيرًا إلى ارتفاع عدد النازحين فى حى الشجاعية خلال ال24 ساعة الماضية. وأكد التقرير أن أعدادا أخرى من النازحين داخليا - غير معروفة - لجأت إلى 12 مدرسة حكومية، بينما سعى عدد آخر من النازحين إلى مجمع مستشفى الشفا، وهو المنشأة الطبية الرئيسية، ما يضيف العبء على الأطباء والممرضين، فضلا عن 13 ألفا من النازحين الذين دمرت منازلهم ويعيشون مع أقاربهم أو جيرانهم. وأشار إلى أن الاستنفاد السريع للمخزون الغذائى بجانب الغارات والقيود المفروضة على دخول المناطق العمرانية تشكل تحديًا متزايدًا لجهود الوكالات الإنسانية لتوفير الغذاء والمياه والبطاطين والأدوات الصحية للنازحين. وأفاد التقرير، أن 375 فلسطينيا قتلوا من بينهم على الأقل 270 مدنيًا، وإصابة 3008 آخرين، بينما قتل 20 إسرائيليًا من بينهم 13 قتلوا فى حى الشجاعية ، مضيفا أنه لم يتم إحراز تقدم فى إصلاح خطوط تغذية الكهرباء، التى دمرت فى الأيام الأخيرة بسبب كثافة الغارات والهجمات. ولفت التقرير إلى أنه تم إصلاح عدد محدود من خطوط المياه والصرف الصحي، ومازال 80 فى المائة من سكان غزة يحصلون على الكهرباء لمدة 24 ساعة يوميا، بينما يعانى 1.2مليون فلسطينى من قطع خدمات المياه والصرف الصحي.