يعقد مجلس الأمن الدولي بعد قليل جلسة طارئة لبحث الأوضاع والمستجدات في فطاغ غزة بعد ليلة شهدت مقتل نحو 100 فلسطيني، من بينهم 74 في حي الشجاعية خلال الهجوم الإسرائيلي البري على القطاع. قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة طارئة فجر اليوم الاثنين لبحث القتال المستمر منذ أسبوعين بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة والذي راح ضحيته أكثر من 400 شخص. وجاء عقد الاجتماع بطلب من الأردن، الذي يتولى رئاسة المجلس، بناء على دعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ودعا عباس مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة الليلة من أجل "تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة. وقال عباس في خطاب بثه تلفزيون فلسطين: "فشل مجلس الأمن في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي، لذلك فإنني أدعو لجلسة طارئة أخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الأمن". وشجب الأمين العام للأمم المتحدة الموجود في الدوحة أمس الأحد أعمال القتل في الشجاعية واصفا إياها بأنها "أعمال وحشية" ودعا إلى وقف فوري للقتال. وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنه تم ليل" الاحد-الإثنين" انتشال 10 جثث جديدة لفلسطينيين قتلوا في القصف المدفعي الإسرائيلي الذي استهدف فجر الأحد حي الشجاعية شرق مدينة غزة، لترتفع بذلك حصيلة هذا القصف إلى 72 قتيلًا. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن "الطواقم الطبية عثرت على 10 جثث لفلسطينيين استشهدوا فجر أمس "الاحد" في القصف الاسرائيلي لحي الشجاعية مما يرفع عدد الشهداء إلى 72 شهيدًا من الحي". وأضاف القدرة أن عدد جرحى القصف على الشجاعية ارتفع بدوره إلى 400 جريح. وكانت حصيلة سابقة أوردها المصدر نفسه أشار إلى سقوط 62 قتيلًا و380 جريحًا في هذا القصف الذي وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "جريمة في حق الإنسانية ومجزرة بشعة"، وكثفت إسرائيل منذ فجر الأحد قصفها بقطاع غزة واستهدفت حي الشجاعية شرق مدينة غزة بقصف مركز في اليوم ال13 لعمليتها العسكرية على القطاع والتي خلفت أكثر من 440 قتيلًا حتى الآن، أكثر من ربعهم سقطوا يوم الأحد لوحده. وقد أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، عن قلقه لارتفاع عدد القتلى في غزة وذلك في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إن وزير الخارجية جون كيري سيتوجه إلى القاهرة في مسعى لإنهاء القتال. من جانبه، ألقى كيري اللوم على حركة حماس في استمرار النزاع في قطاع غزة، مؤكدا أنها ترفض جميع الجهود لوقف إطلاق النار. وقال البيت الأبيض إن أوباما دان الهجمات التي تشنها حركة حماس على إسرائيل كما أعرب عن «قلقه البالغ بشأن ارتفاع عدد القتلى بما في ذلك ارتفاع عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين في غزة وسقوط جنود إسرائيليين»، مضيفا أن كيري سيتوجه إلى العاصمة المصرية «قريبا». من جانبه، أكد نتنياهو، في تصريحات منفصلة، أنه يحظى بدعم عالمي «كبير للغاية» في العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة التي قتل فيها 437 فلسطينيا في 13 يوما. وقال: «نحن نقوم بعملية معقدة ومكثفة وعميقة داخل قطاع غزة، وهي تحظى بدعم دولي. وهذا الدعم من قبل المجتمع الدولي للعملية التي يقوم بها الجيش كبير للغاية». وبحسب نتنياهو فإن إسرائيل كسبت «الشرعية الدولية» لعمليتها العسكرية ضد قطاع غزة بعد قبولها لمقترح هدنة تقدمت به مصر في 15 يوليو والذي رفضته حركة حماس. وتأتي تصريحات نتنياهو بعد وقت قصير من إلقاء كيري اللوم على حركة حماس في استمرار النزاع في قطاع غزة. وقال لتلفزيون «إي بي سي»: «عرض عليهم وقف إطلاق النار إلا أنهم رفضوه»، مشيرا إلى أن حماس رفضت «بتعنت» جهود وقف النزاع «رغم أن مصر وآخرين دعوا إلى وقف إطلاق النار». وأضاف أن حماس تسببت بذلك في «مزيد من التحركات» من قبل الإسرائيليين لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل. وتابع: «إن الحرب بشعة بالتأكيد. وأمور سيئة ستحدث. ولكن عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم»، في إشارة إلى حماس. ودعا الحركة إلى «التحلي بالمسؤولية والقبول.. بوقف إطلاق نار متعدد الأطراف دون شروط». وفي مؤشر على الإحباط الذي يشعر به كيري تجاه إسرائيل، قال لمساعده ساخرا أثناء استراحة في مقابلة تلفزيونية دون أن يعلم أن الميكروفون لا يزال مفتوحا «يا لها من عملية دقيقة». ورد عليه مساعده قائلا إن «الأمور تتصاعد بشكل كبير، وتؤكد الحاجة إلى وقف لإطلاق النار». فقال كيري «أعتقد يا جون أن علينا أن نذهب (إلى الشرق الأوسط) الليلة. من الجنون الجلوس دون حراك». وعندما أعيدت تلك التعليقات على كيري خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، رد وزير الخارجية الأميركي قائلا إن «ذلك رد فعل الكثير من الناس على قتل المدنيين». ومع ذلك، أوضح كيري أن إسرائيل لها الحق في هدم الأنفاق التي تستخدم في الهجمات المسلحة والرد على إطلاق الصواريخ. وخلص قائلا: «لكن الحرب صعبة». وقال كيري في تصريحاته أمس إنه يعتزم لقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي توجه بدوره إلى الشرق الأوسط للمشاركة في جهود التوصل إلى هدنة بين حماس وإسرائيل. وصرح لشبكة «سي إن إن» «نحن نعمل على تحقيق فكرة وقف إطلاق النار». وأوضح كيري: «إسرائيل محاصرة من قبل منظمة إرهابية ارتأت حفر أنفاق وعبورها مزودة بأصفاد وأدوية تخدير ومستعدة لمحاولة القبض على مواطنين إسرائيليين واقتيادهم رهائن». وأضاف: «لا يمكن لأي بلد أن يقف مكتوف الأيدي وألا يتخذ خطوات لمحاولة التعامل مع أشخاص يطلقون آلاف الصواريخ عليه». ورغم أن الولاياتالمتحدة لا تتحدث مباشرة مع حماس التي تصنفها كمنظمة إرهابية، إلا أن كيري دعا دول من بينها تركيا وقطر لاستخدام نفوذها للضغط على حماس للتفاوض على هدنة. وفي سياق متصل، انتقد رئيس الحكومة الفرنسية السابق آلان جوبيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مشيرا إلى أن «أكثر ما نراه هو عائلات مرعوبة عالقة تحت قصف الجيش الإسرائيلي». وبعدما أكد على أن «أمن إسرائيل شرط ضروري لفرنسا»، كتب جوبيه على مدونته الإلكترونية «لا أفهم استراتيجية الحكومة الإسرائيلية»، وتساءل عما تهدف إليه إسرائيل من هجومها الحالي ضد قطاع غزة «حيث تسعى إلى تدمير قواعد حماس ولكن أكثر ما نراه هو عائلات مرعوبة عالقة تحت قصف الجيش الإسرائيلي». وتابع «ماذا ننتظر من هذه العملية أكثر من تلك التي سبقتها؟ إلا تراكم القتلى وزيادة الكراهية وتطرف الإرهابيين الذين لا يحلمون إلا بالحرب». وأضاف المسؤول الفرنسي «يجب التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري يفتح الطريق أمام الحوار». بدوره، قال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام في خطاب متلفز ان القسام «تمكنت من أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون صاحب الرقم (العسكري) 6092065»، مؤكدا ان الجندي المختطف في «قبضة كتائب القسام». وأضاف ان «العملية الأخيرة التي نفذها مجاهدونا شرق حي التفاح (شرق غزة) فجر الأحد، ستظل كابوسا يلاحق جيش العدو وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 14 جنديا صهيونيا، قتلهم مجاهدونا من مسافة صفر، وقد تردد العدو في الاعتراف بالعدد الحقيقي لقتلاه في هذه العملية، لكن حجم الصدمة الكبير الذي أوقعته هذه العملية أجبرت العدو على الاعتراف ببعض خسائره فيها». وتابع «لكن الذي لم يعترف به العدو هو فقده لأحد جنوده في هذه العملية، فإذا استطاعت قيادة العدو أن تكذب في أعداد القتلى والجرحى، فعليها أن تجيب جمهورها عن مصير هذا الجندي الآن». وفور اعلان القسام اسر الجندي الاسرائيلي خرج الاف الفلسطينيون في شوارع غزة للاحتفال بالخبر فيما اطلق عناصر مسلحون النار في الهواء وعلا التكبير من مآذن المساجد. ولاحقا قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في بيان مقتضب ان «اعلان القسام اسر احد الجنود الصهاينة هو انتصار كبير للمقاومة وانتقام لدماء الشهداء». وردا على سؤال عن الواقعة اكد الجيش الاسرائيلي انه «يتحقق» من صحة ما اعلنته القسام. وكانت كتائب القسام قالت في الساعات الاولى من فجر الاحد انها «تمكنت من استدراج قوة صهيونية مؤللة، حاولت التقدم شرق حي التفاح الى كمين محكم معد مسبقا، فبعد أن تقدمت هذه القوة ترك مجاهدونا الدبابات لتدخل حقل ألغام مكون من عدة عبوات برميلية». واوضحت انه «بعد أن تبعتها ناقلتا جند إلى داخل الكمين فجر مجاهدونا حقل الألغام بالقوة ما أدى إلى تدميرها بالكامل، ثم تقدم المجاهدون صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيهما وعددهم 14 جنديا صهيونيا». واعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي مساء الاحد ان 13 جنديا اسرائيليا قتلوا ليل السبت الاحد في قطاع غزة. وارتفع العدد الاجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي في الثامن من يوليو الى 438 قتيلا واكثر من ثلاثة الاف جريح. وسقط غالبية القتلى الاحد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والقريب من الحدود مع اسرائيل، حيث قتل 62 شخصا على الاقل في القصف الكثيف الذي بدأ منتصف ليل السبت الاحد والذي يعد الاكثر دموية منذ عملية الرصاص المصبوب في اواخر عام 2008. واصيب ايضا 250 شخصا على الاقل في الشجاعية. واتهم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد اسرائيل ب»ارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين» في حي الشجاعية بغزة داعيا الى «الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين» مؤكدا ان «اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الرهيبة». ودانت حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية في بيان ما حصل في الشجاعية ووصفته بأنه «جريمة حرب» تستدعي التدخل الدولي العاجل. وكانت اسرائيل وافقت على هدنة انسانية لساعتين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بطلب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر ،ثم عادت ومددتها لساعتين اخريين بحسب الجيش الاسرائيلي. وبعد الاعلان عن الهدنة، توجهت اجهزة الطوارىء لاخلاء القتلى والجرحى والاشخاص المذعورين الذين بقوا داخل الحي بعد ليلة من قصف الدبابات الاسرائيلية الذي لم يتوقف .. وقال سامي مشعشع الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن الوضع في قطاع غزة أصبح كارثيًا بكل المقاييس بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأكد "مشعشع" في حوار له على قناة "سكاي نيوز عربية"، مساء اليوم، أن أكثر من 82 ألف نازح فلسطيني من أهل غزة تم إجلاؤهم بالقوة من جانب قوات الاحتلال إلى مراكز "الأونروا"، مشيرا إلى أنه تم فتح 62 مركزا حتى الآن وجار فتح مراكز أخري لاستيعاب الأعداد الغفيرة . وأوضح أنه في البداية كان النزوح من المناطق الحدودية إلى داخل قطاع غزة، والآن أصبح التحرك من كل مكان في القطاع إلى أي مركز تابع للأونروا.