سرت - أسامة شرشر وهالة شيحةشدد القائد معمر القذافي قائد الثورة الليبية في خطابه اليوم أمام القمة العربية في دورتها الثانية و العشرين التي انطلقت في سرت بحضور 14 من الملوك والرؤساء والقادة العرب - بعد ان تسلم رئاستها من دولة قطر -على ضرورة ان يتجاوز العمل العربي مرحلة الاقوال وينتقل الى الافعال مخاطبا القادة العرب بأن الشارع العربي والمواطنين ينتظرون من القمة الافعال وليس الخطب .واضاف ان الفترة الماضية كان القادة يخططون فيها للمواطنين لكن المواطن العربي الآن تخطانا والنظام الرسمي العربي اصبح يواجه تحديات شعبية متزايدة ، فالشعب العربي اصبح متربصا ومتمردا لو لم يقدم القادة العرب ما يتماشى مع متطلباته فالجماهير هي الاخرى لديها متطلباتها ولابد ان نناقشها خلال الجلسات المغلقة للقمة .ولفت القذافي الى ان الصولجانات اصبحت لا تتناسب مع الجماهير ولا الحدود يمكن ان نحتمي عليها لانها اصبحت غير محترمة ويداس عليها من الثائرين والمتمردين والايديولوجيات المختلفة، والوضع الذي نحن عليه غير مسبوق فمن سيرضي الجماهير سيكتب له النجاح ومن يخالف ذلك سيسير في تحد للنظام الرسمي .واضاف القذافي اننا لم نعد من الآن ملتزمون بالاجماع فالدول العربية التي لن تقبل ما يقبله الاخرون عليها ان تبقى تراوح مكانها وقد تلحق بنا في المستقبل فنحن نريد ان نتقدم ومن يريد ان يتراجع فهو حر !وحيا القذافي القادة العرب في ورئيس وزراء ايطاليا برلسكوني وجان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي واحسان اوغول الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي وبان كي مون امين عام الاممالمتحدة ود.علي التريكي رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة وعمرو موسى الامين العام للجامعة العربية مشيرا الى انه الوحيد الذي يعمل في الميدان من قمة لأخرى ويحمل اعباء الجامعة، مضيفا: اما الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر فليس لدينا شيء نحاسبه عليه لأن ليس من صلاحيتنا ان نحاسبه على السنة التي رأس فيها القمة العربية وسأكون مثله تماما وربما احسن منه في ملء الفراغ .وقد بدأ القائد القذافي خطابه للقادة مذكرهم بتاريخ مدينة سرت التي يجتمعون فيها اليوم والتي تشكل مركز الوطن العربي والمسافة بينها وبين اي نقطة متساوية شوق العالم العربي وغربه .وذكر العرب بالمعارك التي جرت على ارض سرت والتي هي مسقط رأسه وشهدت معارك فققد فيها جده وابيه كما شهدت مرحلة انهاء الاستعمار الايطالي واصفا اياه بانه مشروع طاغ وفاشل حلت محله الآن الصداقة مع ايطاليا.أزمة عربية مستعصيةومن جانبه قال الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر في كلمته أمام القمة ان مسئولية رئاسة القمة العربية في دورتها الماضية اكدت ما كنا نستشعره ونراه فقد توافرت الشواهد والادلة على ازمة عربية مستعصية لم يكن ممكنا تجاهلها او الالتفاف حولها لافتا الى ان العرب امامهم خيارين اما ترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاتها تذهب به الى حيث تشاء ،او الوقوف الى ان هناك ضرورة للمراجعة واعادة النظر .وأضاف أمير قطر نحن لا نستطيع ان نخدع انفسنا ااو شعوبنا او نقف عاجزين امام مسئولية التاريخ ولسنا نقبل او نرضى ان نتقدم اليكم اليوم أو الى الأمة من خلفكم بتقرير عن انجازات دورة رئاسية لمجلس الجامعة العربية شرفنا بمسئوليتها ،ذلك لأن هذه الانجازات لم تتحقق وأية نتائج توصلنا اليها لم تكن مرضية .واشار الشيخ حمد الى انه لا هذه الدورة ولا غيرها سابقة عليها أو لاحقة لها يمكن ان تكون ناجحة لو مجدية في ظل هذه الاوضاع ، ولا نريد القاء المسئوليات على الآخرين لانها اثقل من مسئولية أي طرف ولا نريد القائها على الظروف لان واجب الناس دائما ان يرتفعوا فوق الظروف وهذا لم يتيسر لنا حتى الآن .واعترف أمير قطر بوجود ازمة تقتضي التبصر والمواجهة مقترحا تشكيل لجنة اتصال عليا تعمل تحت اشراف رئيس القمة العربية ويكون عليها التقدم اليه بمقترحاتها لحل ازمة العمل العربي المشترك بحيث يستطيع ان يتشاور مع اخوانه الملوك والرؤساء والقادة لبلورتها ولتكون موضع نقاش خاص على مستوى القمة وعلى مستوى كل التجمعات السياسية والشعبية لكي ترى الأمة رأيها وتتخذ قرارها وتواجه امور مستقبلها عار فة بالحقائق ،مقدرة للمسؤوليات.وشدد امير قطر على انه لافائدة من اتخاذ قرارات او توصيات او تبني مشروعات في ظل ازمة عامة مستحكمة تعطل الفعل وتغلق الطرق ..متسائلا :هل تكفي القدس والأقصى قرارات الادانة ؟وهل نقتنع نحن وتقتنع شعوبنا أن كل ما بوسعنا فعله هو الادانة والشجب؟ هل يصدق أحد اننا غير قادرين على رفع الحصار عن غزة؟..موسى يعتزل الجامعةمن جانبه استعرض عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية تقريرا مفصلا عن مسيرة العمل العربي المشترك محذرا فيها من المخاطر الجسيمة التي تواجه المنطقة لافتا الى الفترة التي قاد فيها مسيرة العمل العربي المشترك والذي اصبح التقدم فيه بطيئا وهشا مما يتطلب اعادة النظر في النظام العربي بما يتواكب مع المتغيرات الاقليمية .وفند موسى السياسات الخارجية والاطماع في المنطقة والممارسات الاسرائيلية لافتا الى ان اسرائيل لامحل لها وقطارها معاكس لقطار السلام .واعتبر موسى ان فترتي ولايته للجامعة العربية والتي تصل الى 10 سنوات أصبحت كافية مطالبا القادة العرب بمضاعفة ميزانية الجامعة العربية من اجل الوفاء بالتزاماتها مشددا على ان دور الجامعة يتوقف على مدى توافر الارادة السياسية العربية والالتزام هو المحرك الاساسي لعمل الجامعة .واقترح موسى تشكيل رابطة جوار عربي تضم كلا من تشاد وايران واثيوبيا واريتريا واريتريا وتوجه اليها مبادرة تطلق من القمة لتشكل في اطار الجامعة العربية واقرارها حال الموافقة عليها من اجتماع لوزراء الخارجية العرب ،كما دعا الى تفعيل الحوار العربي الايراني ومواجهة بؤر الارهاب في الوطن العربي واقتلاع جذور الفتنة .