تصدرت حماية مدينة القدس مباحثات الزعماء والقادة العرب المجتمعين في القمة العربيية الثانية والعشرين بمدينة سرت الليبية التي انطلقت فعالياتها السبت واتفق على تسميتها بقمة "صمود القدس، بحضور 14 قائدا عربيا وغياب 8 قادة- بينهم العاهل السعودي ورؤساء مصر ولبنان والعراق. وبدأت أعمال القمة بخطاب ألقاه أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني- قبل أن يسلم الرئاسة إلى ليبيا، طالب خلاله القمة العربية باتخاذ قرارات فعلية تتعدى الإدانة والشجب فيما يتعلق بالقدس؛ من أجل التصدي لأفعال الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة. وأضاف أمير دولة قطر أن "العمل العربي يواجه أزمة حقيقة ، وهذا ما كنا ندركه من متابعة التطورات الراهنة ، وما أكدته الشواهد خلال رئاسة قطر الدورة الماضية للقمة العربية". من جانبه دعم الرئيس الليبي معمر القذافي مطالب أمير دولة قطر، مؤكداً ضرورة العمل المشترك من أجل مواجهة الواقع الصعب الذي تعيشه الشعوب العربية.كما دعا القذافي إلى تشكيل لجنة عليا للاتصال بين القادة العرب. الامين العام للجامعة عمرو موسى دعا القمة العربية إلى ضرورة التعامل مع كل التحديات التي تواجه الشأن العربي- وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تشهد استمرارا في الأعمال الإسرائيلية المناهضة للسلام مثل مواصلة الانشطة الاستيطانية؛ مؤكداً أن إسرائيل تحاول فرض واقع سئ على أجواء السلام، لكن وقف الاستيطان سيكون شرطاً لاستئناف المفاوضات. موسى اكد أيضاً ضرورة خلو المنطقة من الاسلحة النووية، وضرورة أن تنضم إسرائيل لمعاهدة منع انتشار النووي. واقترح موسى إنشاء تجمع لدول الجوار العربي, يضم الدول غير العربية ذات القواسم المشتركة , وبينها اثيوبيا واريتريا وتشاد وإيران وتركيا, مستبعدا اسرائيل من هذا التجمع. واستبعد الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" التوصل إلى أي اتفاق سلام مع إسرائيل دون إنهاء الاحتلال للأراض الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشريف؛ حيث قال إن "القدس هي درة التاج, وبوابة ومفتاح السلام , ونؤكد تمسكنا بكل ذرة تراب, وكل حجر من القدس, ونحن مصممون على الدفاع عن عاصمة فلسطين, ولن يكون هناك أي اتفاق للسلام لايتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمتها القدس". ودعا الرئيس عباس- فى خطابه للقادة العرب المشاركين بالقمة العربية (قمة دعم صمود القدس) في مدينة سرت الليبية اليوم "السبت"- المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس.. وطالب بإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض ومنع حدوثها, وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى. وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أن إنقاذ حل الدولتين ومايتعرض له من خطر. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعا إلى تحالف عربي تركي إسلامي "يرد على محاولات المساس بمقدسات الأمة الإسلامية ويبني مستقبلا مزهرا للمسلمين". وقال أردوغان: "نحن نريد في هذه المرحلة رؤية نهاية الطريق وليس خريطة الطريق، فالقدس هي قرة عين العالم الإسلامي وهي القبلة الأولى ولا يمكن قبول إعتداءات إسرائيل على المقدسات إطلاقا". وأكد أردوغان أن نشاط المستوطنات في القدسالشرقية ليس مقبولا أو له مبرر و"لا يتلائم مع القانون الدولي ولا ضمير الإنسانية". ومن جانبه أكد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عدم شرعية الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، ودعا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لضرورة العودة لطاولة المفاوضات. وتناقش القمة العربية مشروع قرار حول التضامن العربي مع لبنان؛ وآخر يطالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار النووي. وكان وزراء الخارجية العرب قد توصلوا إلى قرار يدعم جهود المقدسيين والعرب لمواجهة الاستيطان بمبلغ يصل إلى نصف مليار دولار لرفعه إلى القمة للمصادقة عليه. كما اتخذ الوزراء عدة قرارات لتفعيل التحرك العربي- بحسب تصريحات موسى.