تواصلت الأحد فعاليات القمة العربية ال 22 لليوم الثاني والأخير في مدينة سرت الليبية لمناقشة خطة الدفاع عن القدس وإقرار مختلف البنود وإعلان البيان الختامي. وأشارت مصادر بالجامعة العربية إلى أن ليبيا اقترحت تمديد القمة العربية لمدة ثلاثة أيام، موضحة أن "استمرارها لليوم الثالث مقترن بعدم انتهاء أعمال المؤتمر، وإلا فستقتصر على يومين فقط".
وتناقش القمة اليوم مسألة تولي العراق رئاسة الدورة المقبلة على أن تعقد القمة في دولة المقر بمصر، وتقول مصادر دبلوماسية عربية أن القرار بهذا الشأن سيتحدد وفقا لقرار العراق وتوافق القادة العرب.
وكانت القمة العربية التي تمت تسميتها بقمة "دعم صمود القدس" قد انطلقت السبت (27-2)، بمشاركة 14 زعيما عربيا ، وشهدت جلستها الافتتاحية عدة اقتراحات من قبل القادة والزعماء لتجاوز أزمة العمل العربي المشترك.
وكان أول الاقتراحات من قبل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأن يتم تشكيل لجنة اتصال عليا تعمل تحت إشراف رئيس القمة ويكون عليها التقدم إليه بمقترحات لحل أزمة العمل العربي المشترك.
وشدد حمد في كلمته على أن القادة العرب أمام خيارين لمواجهة أزمة العمل العربي "إما أن نترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاتها تذهب به أينما تشاء، أو نقف وننبه إلى ضرورة المراجعة وإعادة النظر، ونحن لا نستطيع أن نخدع أنفسنا وشعوبنا".
ومن جانبه، دعا الرئيس الليبي معمر القذافي إلى تحاشي القرارات التي لا ترضى عنها "الجماهير العربية"، مضيفا أنه "يجب أن نحاول أن نقرر ما تنتظره منا الجماهير. إذا قررنا أي شيء لا ترضى عنه الجماهير لن يكتب له النجاح، والجماهير ماضية في تحدي النظام الرسمي". واعتبر الزعيم الليبي أن الحكام العرب "في وضع لا يحسدون عليه.. لأنهم يواجهون تحديات غير مسبوقة".
واقترح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إنشاء تجمع لدول الجوار العربي، يضم الدول غير العربية ذات القواسم المشتركة، وبينها إثيوبيا وإريتريا وتشاد وإيران وتركيا، مستبعدا "إسرائيل" من هذا التجمع.
قمة استثنائية واتفق الحكام العرب المجتمعون في مدينة سرت الليبية على عقد قمة استثنائية في سبتمبر المقبل لمتابعة نتائج القمة العربية الحالية.
وقالت مصادر ليبية الأحد، إن القادة العرب الذين استأنفوا اجتماعاتهم الأحد في اليوم الثاني من أعمال القمة العربية في دورتها الثانية والعشرين أقروا عقد اجتماع استثنائي حدد له سبتمبر القادم.
ومن المتوقع أن تتعلق القمة الاستثنائية بمتابعة قرارات دعم القدس ومصير المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيونى.
وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية أكدت في بيان أصدرته عقب اجتماع عقدته مساء الجمعة أنه "في حالة عدم وقف الإجراءات (الإسرائيلية) وضمان تنفيذها أو تكرار مثل هذه الإجراءات الاستفزازية (الإسرائيلية)، يصبح الحديث عن المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة غير ذي موضوع، مع تأكيد الربط بين هذين الأمرين".
وفي وقت سابق، صرح أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري أن القادة العرب اتفقوا خلال جلسة لقمة مساء السبت على عقد قمة استثنائية عربية في العام الجاري لمناقشة الأفكار الخاصة بتطوير الجامعة العربية.
وقال إن الرئيس الليبي معمر القذافي، رئيس القمة طرح فكرة إعادة هيكلة الجامعة العربية، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة من قادة ثلاث دول هي قطر واليمن وليبيا، تساعدها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على أن تعرض التقارير التي تعدها الأمانة على اجتماعات وزراء الخارجية العرب الذين يدرسون الأمر.
وأضاف أنه في أعقاب مناقشته من قبل الوزراء سيتم إحالته إلى اللجنة الثلاثية من القادة ثم تعرض الأفكار على قمة استثنائية تعقد في وقت لاحق هذا العام، موضحا أن هناك كثيرًا من الأفكار المطروحة من الدول العربية في هذا الشأن.