انطلقت اليوم السبت في مدينة "سرت" الليبية القمة العربية الدورية في نسختها الثانية والعشرين، بحضور لفيف من القادة العرب، أو من يُمثّلهم. بدأت القمة بكلمة مقتضبة لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس القمة 21، أكد فيها على وجود أزمة في العمل العربي المشترك، مطالباً العرب بالتحرّك من أجل إنقاذ القدس، حيث قال: "لا ينبغي أن نكتفي بقرارات الشجب والإدانة". وأضاف: "هل تكفي القدس والأقصى قرارات الشجب والإدانة؟ وهل نقتنع نحن وتقتنع شعوبنا بأن كل ما في وسعنا فعله هو الإدانة والشجب؟ هل علينا فعلاً أن ننتظر الرباعية بشأن القدس والأقصى؟". وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها 22 (دعم صمود القدس): "نحن نريد في هذه المرحلة رؤية نهاية الطريق وليس خارطة الطريق، فالقدس هي قرة عين العالم الإسلامي وهي القبلة الأولى، ولا يمكن قبول اعتداءات إسرائيل على المقدسات إطلاقاً". وقال أردوغان: "لا يختلف مصير إسطنبول عن مصير القاهرة عن مصير القدس، وعقيدتنا لا تجعلنا أصدقاءً فقط، بل أخوة وأشقاء معاً، ويجب أن لا يشك أحد في أننا سندون معاً المستقبل المشرق". وشدد أردوغان على أن العرب والأتراك يتواجدون معاً في جغرافيا "شهدت دماءً ودموعاً واحتلالات، لكن هذا الوضع لن يدفعنا لليأس.. التحالف هو رد على كل داء، وبإذن الله نبني المستقبل فوق السلام والأمن والاستقرار". وأيّد أردوغان بشدة اقتراح عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية لتأسيس رابطة الجوار العربي، وقال: "نحن مستعدون لذلك في تركيا فليس واقعياً تناول أي حدث بشكل منفصل في المنطقة". وأكد أن نشاط المستوطنات في القدسالشرقية ليس مقبولاً أو له مبرر و"لا يتلاءم مع القانون الدولي ولا ضمير الإنسانية"، مشيراً إلى أن إسرائيل في نشاطها الاستيطاني "تنتزع الأحاسيس الإسلامية والتاريخ ولا تخالف الشرعية الدولية فقط، فالقدس أصبحت عبر القرون مدنية إنسانية ورمزاً للتعايش". وحذّر أردوغان من أن "احتراق القدس يعني احتراق فلسطين، وبالتالي الشرق الأوسط برمته ولا يمكن تسوية المشكلة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية". وختم أردوغان كلمته بالقول: "اليوم ليس يوم العزاء وسكب الدموع، اليوم تحالف وتحرك معاً لتأسيس السلام بشكل عادل، وفي تركيا نرى أن تسوية القضية الفلسطينية مفتاح الأمن والسلام في المنطقة، فنحن شعوب أسسنا معاً حضارات وثقافات السلام، ونحن أنصار دين اسمه (السلام)". يشارك في القمة 13 رئيس دولة، ورئيس الوزراء (أحمد نظيف)، وثلاثة وزراء خارجية (الأمير سعود الفيصل السعودية، وهوشيار زيباري العراق، وعلي أحمد جامع الصومال)، ونائب رئيس وزراء ( فهد بن محمود آل سعيد سلطنة عمان)، وحاكم إمارة القيوين (الشيخ سعود بن راشد المعلا الإمارات)، والأمير رشيد بن الحسن (المغرب). ويمثل المندوب الدائم للبنان لدى جامعة الدول العربية بلاده في قمة سرت. يغيب عن القمة الرئيس المصري حسنى مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس العراقي جلال طالباني، والسلطان قابوس سلطان عمان، والرئيس اللبناني ميشال سليمان. فرضت قضية القدس نفسها بقوة على الأعمال التحضيرية للقمة التي اقترحت مصر تسميتها "قمة صمود القدس" في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على التوسع الاستيطاني في القدسالشرقية ورفضها ضمنا أي تفاوض بشأنها، إذ إنها تؤكد على أن المدينة بشطريها ستبقى عاصمة لإسرائيل. عن مصادر متعددة