قرّر الرّئيس زين العابدين بن علي مضاعفة طاقة التشغيل وتوفير موارد الرزق خلال عامي 2011 و2012 لتشغيل أكبر عدد من العاطلين عن العمل وذلك بمجهود إضافي هام من قبل الدولة والقطاع العمومي وبتضافر جهود القطاع الخاص والقطاع البنكي والتعاون الدولي. وتعهّد بأن يستوعب هذا المجهود كلّ حاملي الشهادات العليا الذين تجاوزت مدّة بطالتهم عامين قبل موفى سنة 2012 مما يرفع طاقة التشغيل إلى 300 ألف موطن شغل جديد. وقرر أيضا إعفاء كل مشروع جديد مشغّل يبعث في جهات التنمية الداخلية من الضريبة عن الأرباح ومن المساهمة في التغطية الاجتماعية لمدة عشر سنوات.ودعا الرّئيس بن علي في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي إثر ما شهدته بعض المدن والقرى بعدد من الجهات الداخليّة لتونس من أحداث شغب وتشويش وأضرار بالأملاك العموميّة والخاصّة إلى عقد ندوة وطنيّة يشارك فيها ممثلون عن المجالس الدستوريّة والأحزاب السياسيّة والمنظمات ومكوّنات المجتمع المدني وعدد من الجامعيّين وممثلين عن الجهات لطرح آرائهم واقتراح التصوّرات لمزيد دفع التشغيل على أن تنتظم هذه الندوة خلال هذا الشهر.وأعرب عن بالغ أسفه للوفيات والأضرار وعن تعاطفه مع أسر المتوفين مؤكدا أن العدالة أخذت مجراها للتحقيق في ظروف وملابسات هذه الأحداث وتحديد المسؤوليات فيها.كما دعا الرّئيس بن علي نواب البرلمان والهياكل المركزية في الأحزاب السياسيّة إلى تكثيف حضورهم في جهاتهم وإلى الاتصال الدوري بالمواطنين للإصغاء إليهم والإحاطة بالحالات التي تعرض عليهم وإبلاغها إلى الجهات المعنية لإيجاد الحلول لها. وجدد الدعوة إلى المسؤولين الإداريين إلى تطوير قنوات الإحاطة بالمواطنين، والإصغاء إلى مشاغلهم، وتيسير طرق معالجة المسائل المطروحة.ولاحظ الرّئيس بن علي أن الأحداث الأخيرة هي أعمال قلة من المناوئين الذين يغيظهم نجاح تونس بل يسيئهم ويحيّر نفوسهم ما تحقق لها من تقدم ونماء تشهد به كل المؤسسات والهيئات الدولية والأممية مضيفا أنهم مناوؤون مأجورون، ضمائرهم على كف أطراف التطرف والإرهاب التي تسيرها من الخارج أطراف لا تكن الخير لتونس.وأشار إلى أن تلك الأحداث التي أدّت إلى وفاة مدنيين وإصابة عدد من رجال الأمن، قامت بها عصابات ملثّمة أقدمت على الاعتداء ليلا على مؤسسات عموميّة وحتى على مواطنين في منازلهم في عمل إرهابي لا يمكن السكوت عنه مؤكدا أن هذه الأحداث وراءها أياد لم تتورّع عن توريط التلاميذ والشباب العاطل والحثّ على الشغب والخروج إلى الشارع بنشر شعارات اليأس الكاذبة وافتعال الأخبار الزائفة مبرزا أن المغالطين ركبوا موضوع البطالة بتوظيف حالة يأس فرديّة مثلها يتكرّر في جميع المجتمعات.كما أوضح أن برنامجه للفترة الجارية ومخطط التنمية الثاني عشر الحالي والبرنامج الخاص بتنمية الجهات الداخليّة والحدوديّة والصحراويّة وكذلك ما تمّ اعتماده من برامج إضافيّة تصبّ جميعها في حلّ مشكلة البطالة وتحقيق تنمية متوازنة بين الفئات والجهات.وشدّد بن علي على أنّ كلّ هذه البرامج تعتبر في مستوى السياسات المعتمدة في بلدان العالم التي تعاني كلّها من البطالة، فالبطالة ليست حكرا على تونس ولا تونس هي الأسوأ حالا بالنسبة إلى غيرها في هذا المجال ولم يبق للمغالطين غير ركوب الحالات اليائسة وخدمة أهداف الأطراف الحاقدة والالتجاء للفضائيات المعادية.وأضاف : إننا نقول لكل من يعمد إلى النيل من مصالح البلاد أو يغرّر بشبابنا ويدفع بهم إلى الشغب والفوضى، نقول بكلّ وضوح : إنّ القانون سيكون هو الفيصل.وأكد بن علي إنه سيواصل الإصغاء إلى مشاغل الجميع والسعي إلى معالجة الوضعيّات الجماعيّة والفرديّة ودعم برامج التشغيل والتصدّي للبطالة دون المساس بالجهود من أجل الرّفع من مستوى العيش وجودة الحياة ومواصلة الزيادة في الأجور دون انقطاع وإن هذه الأحداث لا يمكن أن تنال من مكاسب تونس بل يجب أن تستخلص جميع الأطراف العبرة منها لتبقى عزّة تونس ومناعتها أمانة مقدّسة لدى جميع أبنائها.وجدّد الرّئيس بن علي الشكر والتقدير للزعيم الليبي معمّر القذافي لمبادرته بتيسير تنقّل التونسيين وأعمالهم بليبيا ومعاملتهم مثلهم مثل أشقائهم الليبيين بما يجسّم صدق الأخوّة وقوّة المساندة.