بعد تولي عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية لمصر التي تعد أهم دولة علي المستويين العربي والإفريقي وعلي مستوي الشرق الاوسط، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتأكيد ستسعي لرسم العلاقة بينها وبين تلك الدولة . وأولي الخطوات الجديدة في العلاقة بين البلدين ستتمثل بحسب نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف ستتمثل في مكالمة هاتفية ستحدث عن قريب. وحول التفاصيل التي من الممكن التطرق إليها في تلك المكالمة ، قال السفير عبد الرؤوف الريدي، سفير مصر الأسبق بواشنطن، إن محتوي المكالمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، والمصري عبد الفتاح السيسي، يتوقف علي نوايا الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يخص مستقبل العلاقة . وأضاف الريدي أن تلك المكالمة إما ان تكون بروتوكولية فقط أو شكلية، وربما تكون فاتحة لحوار ومستقبل أفضل بين البلدين بالتدريج . وتابع فى " في كل الأحوال تعد خطوة وبداية جيدة نحو المرحلة القادمة ". واشار الريدي إلي ان أوباما قد لا يتطرق إلي الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلي ان ذلك إن حدث فإن الرئيس الأمريكي سيقول : " نتمني عدم الإقصاء لأي طرف وان يندمج الإخوان في الحياة السياسية ". وأكد اللواء كمال الدين حجاب، الخبير والباحث الاستراتيجي، أن الملف الاقتصادي التنموي والتعاون المصري الامريكي في هذا المجال سيكون من أهم الملفات المطروحة خلال المكالمة المتوقعة بين الرئيس الامريكي باراك أوباما، والرئيس المصري، خلال أيام . وأضاف حجاب في تصريحات خاصة ل "صدي البلد" أن "السيسي" سيتطرق خلالها للتحدث عن التعاون الاقتصادي خاصة أن مصر الآن تمر بمرحلة تنتظر فيها من كل الأصدقاء ان يقفوا بجانبها . وتابع : " كل من أمريكا ومصر تستفيدان بالتعاون الإقتصادي بينهما لذا لا يجب توصيف ما تقدمه مصر لامريكا بالمعونة لانها تسفيد بالمقابل مثلنا ". وحول إمكانية تطرق الرئيسين خلال المكالمة، قال حجاب: "لا يمكن أن تكون "جماعة " هي موضوع مهاتفة بين رئيسي دولتين بحجم مصر وأمريكا ولكن قد يتم التمهيد لها فيما بعد من خلال وزراء الخارجية ". كما قال الدكتور محمد محيي الدين، السياسي المصري، إن المكالمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكي، أوباما وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المتوقع ان تكون بروتوكولية ، وتبدأ بالتحية بين الرئيسين. وأضاف "محيى الدين" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" الرئيس الأمريكي قد يدعو السيسي لزيارة الولاياتالمتحدة، خاصة أن تلك الزيارة كانت تجري سنويًا وانقطعت لفترة. وتابع: "أنه حال تقدم أوباما بتلك الدعوة، فإن السيسي سيقبلها محددا وقتا يناسبه، خاصة أنه يسعي للتعامل مع أمريكا كحليف وليس تابع لها . وطالب الدكتور محمد السعدني، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والمفكر السياسي، الصحف العربية ألا تقع في فخ صناع السيساسة الأمريكية موضحا أنهم يريدون أن نبدو بإعلامنا كأننا ننتظر مكالمة أوباما الهاتفية . وأضاف السعدني في تصريحات خاصة ل "صدي البلد" اننا نملك إختيارنا وقرارنا وقد اخترنا الإستقلال ولسنا تابعين للأمريكان أو غيرهم ، وإنما مصر تسعي لأن تكون علاقاتنا حسنة بكافة الدول،". وتابع : " نحن نرفض التمثيل الأمركي الذي كان منخفضا في حفل تنصيب الرئيس، ونرفض إرسال مستشار الخارجية إلي دولة رائدة في الإقليم ، وإصرار أوباما علي إعاقة إيران من حضور حفل التنصيب ". وقال رؤوف سعد مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق بروسيا ان المكالمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والرئيس عبد الفتاح السيسي، لن تتسع لتفاصيل كثيرة، لأنها تأتي في إطار تهنئة الولاياتالمتحدة للرئيس، وعرض التعاون علي الحكومة الجديدة، والتأكيد علي العلاقة التاريخية المركبة بين البلدين. واضاف سعد : "أوباما سيقول للسيسي: "نقدر انك الرئيس المنتخب للمصريين، وأنك تبدي اهتماما واضحا بالحقوق والحريات ". وتابع: "السيسي سيرد: "سعيد بالمكالمة وأؤكد أن أيادينا مفتوحة للجميع ونقدر علاقتنا بالولاياتالمتحدة، ولا نرغب في أن يتم إصدار احكام مسبقة علينا، ونرغب في احترام الإرادة الشعبية للمصريين". وأشار سعد إلي ان المرحلة القادمة تتطلب التأكيد علي التعاون بين الرئيسين في ظل تطورات الغرهاب في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلي الحديث عن التعاون الإقتصادي والسياسي، والتأكيد علي ضرورة تجاوزالخلافات.