أثارت دعوة مستشار الكونجرس لشؤون الشرق الأوسط بواشنطن، الدكتور وليد فارس، بأن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سيتصل بنظيره المصري، عبدالفتاح السيسي لدعوته لزيارة واشنطن ردود فعل متباينة من قبل دبلوماسيين حيث وصفها البعض بأنها دعوة غير معترف بها ووصفها البعض الآخر ب"بالونة اختبار"، خصوصاً وأنها لم تصدر من رئيس الكونجرس نفسه. وأضاف فارس، في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة والناس" أن أوباما مُلزم بالاعتراف بالحكومة المصرية الجديدة، وأن الكونجرس سيوجه بعد بضعة أشهر، دعوة للرئيس السيسي كي يأتي ويتكلم أمام أعضائه كما تكلم كبار حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية". جدير بالذكر أن تلك الدعوة تأتي ضمن سلسلة دعوات أطلقها الجانب الأمريكي في سياق عودة العلاقات بين البلدين مرة أخرى خاصة بعد فوز المشير عبد الفتاح السيسي برئاسة الجمهورية. بداية قال السفير عبد الرؤوف الريدي، سفير مصر السابق في واشنطن، إن الدعوات ليست من قبيل "جس النبض" وإنما تأتي في إطار الاختلاف بين أوباما ودعمه للإخوان المسلمين من ناحية، وبين أعضاء في الكونجرس معارضين لسياسته. وأوضح الريدي، أن سلسة الدعوات التي تخرج من الولاياتالمتحدة ما هي إلا مؤشرات وبوادر تؤكد سعي الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تحسين علاقتها مع مصر، خاصة في ظل محاولات روسيا إلى ضم مصر إلى تحالفاتها لما لمصر من ثقل كبير في المنطقة، مؤكداً أن ذلك التحسن سيكون تدريجياً. من جانبه يقول السفير أحمد الغمراوي، السفير المصري السابق لدى السعودية، إن كلام نائب بالكونجرس الأمريكي ليس له سلطة وليس له قيمة وأنه إذا كانت هناك نية لذلك فإن الدعوة لابد وأن توجه من رئيس الكونجرس نفسه. وأضاف الغمراوي أن كلام النائب ماهو إلا "بالونة اختبار" ل"جس نبض" الشعب المصري أو قيادة السلطة الحالية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، فلا شك وأن أمريكا تسعى إلى تحسين العلاقات بين البلدين، خاصة بعدما تأكدت أن جميع محاولاتها باءت بالفشل ومن خلال دعمها الواضح لجماعات الإرهاب، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة التي كانت تضغط على صندوق النقد الدولي لعدم منح مصر تمويلا لبناء السد العالي وقتها هي التي تسعى الآن لإعطاء الضوء الأخضر لصندوق النقد الدولي لمساعدة مصر وهو ما بدا واضحا من خلال حرص الصندوق على مساعدة مصر الآن. وتابع الغمراوي، أن أمريكا تسعى إلى تحسين علاقتها بمصر لأن مخططهم باستخدام الصهيونية العالمية في تقسيم العالم العربي وآلته المتمثلة في جماعة الإخوان الإرهابية فشل تماماً، من خلال تمسك الشعب المصري والالتفاف حول قيادته في استكمال وتنفيذ خارطة الطريق، وما ظهر في حفل تنصيب الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي، من حلف اليمين وتسلم السلطة، وما بعث به الحفل من رسائل قوية للخارج والداخل تفيق بأن الشعب المصري ملتف خلف قياتدته، في استكمال خارطة الطريق. وأشار الغمراوي إلى أن عودة العلاقات بين البلدين لن تأتي مرة واحدة وإنما عن طريق التدرج بداية من تبادل الوفود على مستوى أعضاء الحكومة والبرلمان بين البلدين وكذلك السفراء إلى أن تنتهي زيارة رؤساء الدولتين إلى بعضهما مرة أخرى. كما أكد الغمراوي أن هناك تحول واضح جدا في السياسة الخارجية الأمريكية لدى مصر وهو ما ظهر من خلال برقية أوباما للرئيس عبد الفتاح السيسي والتي هنأه خلالها بفوزه، وكذلك تحول قطر ذراع أمريكا إلى قيام أميرها بتهنئة المشير السيسي، وهو الأمر الذي شعر به إخوان قطر بتغير السياسية الخارجية والأوروبية تجاه مصر وأصبحوا عراه من الاستقواء بهم. واختتم الغمراوي بأن "قوة أي حاكم تستمد من قوة شعبه وأرضه ووطنه، ومن لم يستقو بشعبه ووطنه فهو واهم". بينما قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أمين عام وحدة الشراكة المصرية الأوروبية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي، إن تصريحات المستشار بالكونجرس، ماهي الا مجرد اقتراحات، والأمر يتوقف علي ما إذا كانت تلك الدعوى حقيقية أم لا، أم أن أوباما سيرسل فعلاً دعوات للرئيس السيسي للذهاب الى الولاياتالمتحدة من عدمه. وقال إذا كانت تلك الدعوات صحيحة فإن ذلك يثبت تطور إيجابي في العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة القادمة.