ظل يراودها حلمها بأن تصبح مطربة كبيرة على الرغم من رفض عائلتها وزوجها وشقيقها محمد فوزي الذي كان أحد أكبر وأهم الفنانين في ذلك الوقت. إلا أن هدى سلطان حاربت تلك القيود التي فرضها عليها كل المقربين إليها، وقررت التضحية بزواجها، لتصبح أكبر المطربات وأهم الفنانات في مصر والوطن العربي. اكتشفها المنتج جبرائيل تلحمي، وقدمها في السينما في أول أدوراها في فيلم "ست الحسن" للمخرج نيازي مصطفى، وشاركها البطولة كمال الشناوي وليلي فوزي. ساعدها جمال وجهها وروعة صوتها في أن تكون أحد النجمات الكبار في السينما، لتقدم الكثير من الأدوار التي تتنوع بين أدوار الاغراء، والسيدة ذات الشخصية القوية، والمعلمة، والمرأة المغلوبة على أمرها، وغيرها. ومن أشهر أفلامها "امرأة في الطريق" مع رشدي أباظة، "حبيب قلبي" مع محسن سرحان، "نساء بلا رجال"، "تاكسي الغرام" مع عبد العزيز محمود، "السكرية" المأخوذ عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، وغيرها من الأفلام. وعلى الرغم من شهرتها ونجاحها الكبير كممثلة ومطربة، إلا أن حظها كان سيء لأقصى درجة في حياتها الزوجية، فبعد طلاقها من زوجها الأول محمد نجيب بعد أن أثمر هذا الزواج طفلتها الأولى نبيلة، تزوجت سلطان من المنتج والموزع السينمائي فؤاد الجزايرلي إلا أن زوجهما فشل بسبب غيرته الشديد عليها. وبعد طلاقها منه تزوجت فؤاد الأطرش شقيق فريد وأسمهان الأطرش، ألا أن زواجهما بسبب عدم توافق طباعهما، واختلاف شخصيتها عن شخصيته. وظلت هدى السلطان بعيدة عن الحب والزواج، حتى التقت بوحش الشاشة الفنان فريد الأطرش، في مكتب أحد المنتجين. تقول سلطان أنها شعرت باهتمام شوقي من أول مقابلة لهما، حتى شأت الأقدار أن تجمعهما معا في فيلم "الحكم القوي" ليتعرفا على بعضهما البعض أفضل، ويقع ملك الترسو في غرامها ويطلبها للزواج، فاستمر زواج سلطان بفريد شوقي حوالي 15 عاما، ونتج عن هذا الزواج بنتين هما ناهد ومها. وكما كانا حبيبان استثنائيان، كون شوقي وهدى سلطان ثنائي متميز في السينما فقدما معا أكثر من 20 فيلم سينمائي، من أشهرهم "رصيف نمرة خمسة"، "جعلوني مجرما"، "الأسطى حسن"، "بورسعيد"، "المحتال"، وغيرهم. وشكل خبر انفصال النجمين صدمة كبيرة لجمهورهما وكل المحيطين بهما، ذلك لتميزهما معا وعلاقتهما التي كانت من أقوى العلاقات. وبعد انفصالها عن فريد شوقي تزوجت من المخرج حسن عبد السلام، تغيرت نوعية أدوراها، لتقدم أدورا أكثر جدية عما سبق.
