كشف الموقع الإخباري الفرنسي "هافنجتون بوست" عن قيام رجال إيرانيين بإطلاق صفحة ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت عنوان "حريات مختلسة للرجال" على غرار صفحة "حريتي المختلسة"، التي أطلقتها صحافية إيرانية مقيمة في بريطانيا وتقوم بنشر صور لفتيات إيرانيات يكشفن شعرهن كنوع من التحدي للسلطات الإيرانية المتشددة. وبيّن الموقع أن الصفحة الجديدة التي أطلقها رجال إيرانيون تقوم بنشر صور ساخرة لرجال يرتدون أزياء نسائية، إضافة إلى حجاب، على عكس النساء اللاتي ينشرن صورهن بدون حجاب. ونقل الموقع عن الصحفية في قناة "بي بي سي" بنسختها الإيرانية مريم زهدي، أن إطلاق صفحة للرجال جاء من أجل التسلية، مشيرة إلى "أنهم مستخدمو إنترنت إيرانيون وغالبًا حينما يقع شيء هام على الإنترنت يحاولون أن يأخذوه بسخرية". من جانب آخر كشف الموقع عن إطلاق صفحة إنترنت أخرى تحت عنوان "الحرية الصحيحة للنساء الإيرانيات" وهي صفحة مختلفة عن الصفحات السابقة، إذ إنها تدعو النساء للحجاب من أجل الحماية الشخصية. وأوضح الموقع أن الصفحة الأخيرة تتداول صور ثلاث صحفيات إيرانيات يكشفن شعرهن، ويكتب على هذه الصور كلمة " تجاوز" باللون الأحمر، نظرًا لأنهن يظهرن في التلفاز بدون حجاب، موضحة أن هذه الصور يتم استخدامها أيضًا كدعاية للالتزام بالحجاب في إيران. وأشار الموقع إلى أن هناك تغيرًا واضحًا في أخلاقيات الإيرانيين الذين بدءوا يثورون على القواعد المتشددة التي تفرضها الحكومة الإسلامية، موضحًا أن هناك ثورة اجتماعية تتسع بقوة في إيران ضد النظام القمعي الذي تفرضه السلطات. وفي هذا السياق يوضح الموقع أن صفحة "حريتي المختلسة" استطاعت سريعًا أن تلقى إعجاب أكثر من 382 ألف مستخدم لموقع الفيس بوك، إضافة إلى أنها لاقت نجاحًا كبيرًا على المستوى الدولي. وبينت صحف فرنسية أنه خلال النسخة السابعة والستين من مهرجان "كان" الذي جرى خلال الأيام الماضية، قامت الممثلة الإيرانية والعضوة في لجنة التحكيم ليلى حاتمي بإثارة غضب السلطات الإيرانية بقيامها بتقبيل رئيس المهرجان جيل جاكوب، وهو فعل اعتبره نائب وزير الثقافة الإيراني "غير لائق". وأضاف نائب وزير الثقافة الإيراني حسين نوشابادي في تعليقه على هذا الفعل: " هؤلاء الذين يشاركن في أحداث دولية ينبغي أن يضعن في اعتبارهن مصداقية وعفة الإيرانيين وعدم إظهار صورة سيئة عن النساء الإيرانيات". وتابع: " مهما كانت فنانة أو لا، فالمرأة الإيرانية هي رمز العفة والبراءة، إذًا فمثل هذه المواقف الغير لائقة التي حدثت مؤخرًا في احتفال كان لا تتوافق مع مبادئنا الدينية". ولفت الموقع إلى أن السلطات الإيرانية ألقت القبض على ستة من شباب وفتيات إيرانيات بعد نشرهن لفيديو يرقصن فيه على أنغام أغنية " هابي " للمغني فاريل ويليامز. وفي هذا الفيديو تجرأ الستة الإيرانيون على الرقص وهم يرتدون ملابس حديثة بألوان زاهية، فالنساء كن حاسرات الرأس لا يرتدين الحجاب، وبدا في بعض مقاطع الفيديو الشباب والشابات وهم يرقصون معا، وهو أمر ممنوع ويعاقب عليه القانون الإيراني. وعلى الرغم من إطلاق سراح الستة إيرانيين إلا أنه لا يزال مخرج هذا الفيديو خلف القضبان، لاعتقاد السلطات أن هناك مغزى سياسيّا وراء قصد هذه الأغنية بالتحديد، والتي تعني بالعربية " سعادة"، حيث تعتقد السلطات أنه يقصد السعادة التي يحرم منها الشعب الإيراني بسبب القوانين الصارمة؛ إذ إن المخرج أصبح متهمًا بانتماءات سياسية تخريبية، خاصة وأنه كتب في نهاية الفيديو: السعادة هي ذريعة لتكون سعيدًا. وعلى الرغم من انتخاب الإيرانيين لرئيس معتدل، حسن روحاني، خلال الانتخابات الرئاسية في العام الماضي بعد حملة كبيرة ارتكزت على الحريات الثقافية والاجتماعية، إلا أن التعامل الصارم من قبل السلطات لم يخفت قليلًا، وهو ما يقود الشعب إلى انتهاج طرق أخرى غير معلنة لممارسة حريته. ففي شهر يناير الماضي، نشرت صحيفة " نيويورك تايمز" مقالًا تحت عنوان " الشباب الإيراني متحرر داخل البيت.. وتقي في الخارج!"، رصدت من خلاله الاختلاف الشديد بين الشباب الإيراني الذي يتمتع بكافة الحريات الشخصية، لكن داخل منزله، على عكس تواجده خارج المنزل حيث التواضع والتقوى. وبينت الصحيفة أن الشباب الإيراني يعاني من الازدواجية في طريقة معيشته، ففي الخارج نجد شبابًا تقيّا ومتواضعًا هربًا من عيون السلطة، بينما هم نفس الشباب الذي يعزف الموسيقى ويتناول الكحوليات والدخان والعديد من المتع الغربية، وهم أيضًا نفس الشباب الموجود على الإنترنت وعلى الفيس بوك ويتحدثون في السياسة كنوع من حرية التعبير في مواجهة التضييق الذي يفرضه عليهم آية الله خامنئي.