كتبت/ زينب عيسى:انتقد مثقفون مصريون ما يتعرضون له من استهداف من جانب المؤسسات والهيئات الدينية تحت حماية الدولة وفي ظل قوانينها، مطالبين بضرورة عقد مؤتمر عامٍ للمثقفين يطرح ميثاق شرفٍ يحدد أسس العلاقة بينهم وبين الدولة.وفي ندوة المصادرة وقضايا الحسبة التي نظمتها لجنة الحريات في اتحاد الكتاب، اعتبر نبيل عبد الفتاح الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ملاحقة المثقفين وتهديدهم الدائم بالجرجرة في المحاكم، وإعادة العمل بقانون الحسبة، حلقةً في سلسلة تجريف المثقفين لصالح مشروعٍ تبعي.واعتبر الروائي حسن هند أن حق التعبير والتفكير مكفول بالقانون والدستور، منتقدًا الوصاية التي تمارس على المثقفين وقضايا الحسبة التي ترفع ضدهم بين الحين والآخر.واشتهر الشيخ يوسف البدري برفع قضايا حسبة على مثقفين وشعراء بين حين وآخر ضد ما يعتبره تطاولاً على الدين والذات الإلهية أو تعكيرًا لصفو المجتمع وتهديدًا لأمنه. ويحكم القضاء عادةً بالغرامة كما حدث مع الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي والناقد جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة، أو بالتفريق عن الزوجة كما حدث مع نصر حامد أبو زيد، أو بإغلاق المطبوعة كلها كما حدث مع صحيفة إبداع بسبب نشرها قصيدة شرفة ليلى مراد للشاعر حلمي سالم.واستعرض مجدي الشافعي صاحب رواية مترو، أول رواية مصرية مصورّة (كوميكس) للكبار، والتي صادرتها مباحث الآداب، تجربته مع المحاكمة بتهمة نشر وتوزيع مطبوعات مخالفة للآداب، والتي أدين فيها مع دار ملامح للنشر بغرامة 5000 جنيه مصري. ورفض الشافعي أن يعامل الأدباء في هذا الوطن باعتبارهم مجرمون أو خونة.فيما ركز الناقد عبد المنعم تلية على دور المثقفين في خلق مرسسات تمثل قوى ضاغطة لصالح مبدأ حرية التفكير، مشيرًا إلى أن فكرة المثقفين الآحاد أو الأفراد تخلق أجيالاً ضعيفة لا تقوى على المواجهة. وطالب تليمة على الأثر بكيان يوحِّد المثقفين ويحميهم.ويرى السروي أن ثمة انحطاطًا تشهده الحالة الثقافية، إلى جانب تصاعد حالات التربص بالمثقفين. وطالب بعقد مؤتمر عام للمثقفين يتم من خلاله وضع ميثاق شرف ثقافي يحدد أطر العلاقة بين المثقف والدولة الدينية والمدنية وقال السروي: يجري الإعداد حاليًا لإصدار نشرة تتناول واقع الحريات وأوضاع المثقفين في مصر.