عقدت لجنة الحريات باتحاد الكتاب أمس الأول الاثنين ندوة بمقر الاتحاد حول الحريات ومصادرة الابداع شارك فيها الروائي ادريس علي الذي صودرت روايته الاخيرة الزعيم يجلق رأسه خلال معرض الكتاب في دورته الماضية لما اشيع عن تعرضها لحياة الرئيس الليبي معمر القذافي والفنان د. مجدي الشافعي مؤلف ورسام اول رواية مصورة مصرية مترو التي قضت محكمة الاستئناف قبل شهرين بمصادرتها وتغريم مؤلفها وناشرها بدعوي احتوائها علي الفاظ خادشة للحياء. ادار الندوة د. صلاح السروي وتحدث فيها كل من د. عبدالمنعم تليمة والروائي د. حسن هند الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الدولة, والكاتب الصحفي د. نبيل عبدالفتاح. في بداية الندوة ذكر د. صلاح السروي ان الابداع يواجه في مصر بحالة من التربص والادانة المسبقة, حيث تصادر اعمال قبل خروجها من المطبعة في اشارة لعدد مجلة ابداع الذي صودر بسبب قصيدة شرفة ليلي مراد لحلمي سالم, أو تصادر في معرض الكتاب قبل وصولها ليد القراء في اشارة لرواية إدريس علي حتي ان شاعرا كأحمد عبدالمعطي حجازي حكم عليه ببيع اثاث منزله لنشره لقصيدة في مجلة يرأس تحريرها, وعندما دافع عنه جابر عصفور هوجم وادين بالسب والقذف, فصرنا في دائرة مغلقة علي المبدعين من الادانة والحصار, كما صودرت رواية مترو وحوكم كاتبها وناشرها من قبل مباحث الاداب فصار الادب في مصر يعامل معاملة بيوت البغاء. أما د. حسن هند نائب رئيس مجلس الدولة فلفت إلي ان نصوص القوانين يتم استغلالها وتطبيقها بكيفية تضمن حصار الابداع والاساءة للمبدعين في نظر الجمهور بحيث يتقزم تأثيرهم بعد محاصرتهم بدعاوي الكفر والخروج علي الاداب العامة, وهذا هو الهدف الرئيسي لتلك الدعاوي القضائية التي صارت ترفع يوميا ضد المبدعين, فرغم ان الدستور ينص علي حرية التعبير دون ان يقيد تلك الحرية الا ان التطبيق يتجاهل الدستور وينافيه فصرنا نخالف الدستور المصري ونخالف القوانين والمواثيق الدولية وصا هذا هو المناخ الفكري والسياسي العام الذي يسقط القانون لصالح البطش وجماعات المصالح, اشار د. حسن هند إلي ان حالة حرية التعبير في مصر تتراجع يوما بعد يوم علي عكس ما يبدو علي السطح. في حين ابدي الروائي ادريس علي دهشته من مصادرة روايته لمجرد ترصد البطش بالمصريين العاملين في ليبيا دون ان تمس اشخاصا بعينهم حكاما كانوا أو محكومين, مشيرا إلي أن عدة دور نشر من بينها المجلس الاعلي للثقافة رفضت نشر الرواية خشية غضب الزعيم الليبي مع ان الرواية لا تتعرض له بشكل مباشر, في حين عرض د. مجدي الشافعي شهادته حول غموض ظروف مصادرة روايته مترو التي ترصد تجربة شاب نابغة ووجه بالفساد الذي ادي لفقده فرصة عمل شريفة فاضطر للسرقة لتقوده خطاه للكشف عن فساد اكبر ينهب اموال الناس ومقدراتهم, وتمت مصادرة الرواية في ظروف تشي بأن هناك يدا تقف وراء تحرك مباحث الاداب لمصادرتها, ومن الغريب ان عند استئناف الحكم تولي القضية قاض له موقف معاد من الرواية بسبب رؤيته الدينية والاخلاقية, لقد تأثر رجال القضاء بما لاقته الرواية من هجوم من اناس لم يقرأوها, وطالب مجدي الشافعي بأن تقوم مؤسسات اجتماعية بعملية التصنيف التي تتم في كل المجتمعات المتحضرة والتي تضمن ان تتعرض مجموعات القراء السنية المناسبة لكل عمل فني عبر تصنيفه سنيا كما يحدث مع السينما. وطالب د. عبدالمنعم تليمة بان يقوم المبدعون بتشكيل جمعيات مدنية تفضي إلي تكوين اتحادات تصنع منهم اداة ضغط تقف في وجه القوانين الجائرة علي حرياتهم, في حين طالب د. حسن هند بأن يقوم المثقفون بعمل مذكرة بقانون يتم رفعها لوزير الثقافة ليقدمها بصفته التنفيذية في مجلس الشعب كتحرك مشروع يضمن حماية حرياتهم ومصالحهم.