قال المستشار عدلي منصور ، رئيس الجمهورية في كلمة وجهها للشعب المصري بمناسبة بدء إستحقاق الإنتخابات الرئاسية.. بسم الله الرحمن الرحيم .. السيدات والسادة.. أنه بدءاً من غداً وبعد غدٍ سيشهد وطننا الحبيب يوماً هاماً من أيام ملحمة الديمقراطية الوطنية، من أجل مستقبل افضل لمصر وغدٍ مشرقٍ لابنائها.. ستعقد الانتخابات الرئاسية.. الاستحقاق الرئيسي الثاني لخارطة مستقبل هذا الوطن والذي صاغته القوى الوطنية في الثالث من يوليو 2013 والذي أثق أننا سنتمكن من إنجازها بعون من الله وتوفيقه. لقد قام هذا الشعب العظيم في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو بثورتين مجيدتين رفع فيهما راية الحق والعدل، الحق في عيش كريم وحريات مصانة وعدالة اجتماعية محققة ضرب هذا الشعب للعالم بأثره مثلا يحتذى فى معانى الوطنية والوحدة والدفاع عن قيم انسانية نبيلة والمطالبة بحقوق مشروعة طالما تم إهدارها وذهبت لمن لا يستحق لقد أثبت هذا الشعب وعياً سياسيا ونضجاً ديمقراطياً يتناسب مع عراقة هذا البلد وعظمة تاريخه وسجل كفاحه وانتصاراته. ابناء الشعب المصري العظيم .. هآنتم تشهدون ثمار كفاحكم الوطني عملكم الشريف وجهدكم المخلص لتهنأ ارواح شهدائنا ولتنعم فى علياء الجنان فنحن على العهد محافظون وعلى درب الوحدة سائرون انجزنا دستورنا الجديد وسننجز بإذن الله كافة استحقاقات خارطة المستقبل. الأخوة والأخوات إن مؤسسات الدولة الرسمية وفى القلب منها مؤسسة الرئاسة المصرية تقف على مسافات متساوية من مرشحي الرئاسة ولم ولن توجه مواطنة أو مواطنة لإختيار معين وانما نحرص جميعا على تأمين مشاركة شعبية واسعة تعمق معانى الديمقراطية وتسري العملية السياسية فى مصر وتتنتاسب مع حجم التضحيات والتطلعات التى قدمها وطالب بها الشعب المصرلاي في ثورتيه العظيمتين .. لقد ضرب شعبنا العظيم مثالاً فى التحضر والوعى السياسي وهذا المسلك الذي سلكه شعبنا الأبي وإن كان الأصعب إلا أنه المسار الصحيح الذي سيكتمل بإذن الله وسيتوج بالنجاح لتبدأ مرحلة جديدة من عمر هذه الامة مرحلة البناء والتمكين التى تتطلب عملاً جاداً دؤوبا متواصلا يحقق الصورة التي رسمناها لوطننا بمداد ثورتينا دماء شهدائنا وعرق شبابنا ودموع الأمهات المصريات. الأخوة والأخوات.. ان الديمقراطية عملية مستمرة متطورة لايمكن بأى حال من الأحوال أن يتم إخترالها إخترالاً مخلاً في إسقاط أنظمة الظلم والإستبداد وإنما يتعين أن تتطور وتنضج.. ليجنى الشعب ثمارها من خلال إختيار حر واع ومسئول لمن سيمثل رأس السلطة فى هذا البلد .. رئيس مصر القادم.. بكل ما تحوزه هذه الدولة من عظمة تاريخها وسمو حضارتها وبكل ما تواجهه من مشكلات حالية وبكل ما تتطلبه من إستراتيجيات لبناء مستقبلها فهلموا بنا نكمل البنيان نعمق معاني المشاركة السياسية ليس فقط بالتعبير عن أرائنا بحرية تأييدا او معارضة ولكن أيضا من خلال اصواتنا التى يتعين ان ندلى بها فهي امانة ومسئولية أردناها لانفسنا تحقيقاً لديمقراطية طالما نشنداها فليكن كل منا فاعلا في وطنه مشاركا ومؤثراً في مستقبله فمن يعزف عن المشاركة في الحياة السياسية سيكون عرضة لأن يحكم بمن لا يرعى مصالحه لننزل جميعاً غدأ وبعد غد لنعبر عن خيارنا الحر لنختار دون توجيه او املاء من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وادارة الدولة ايا كان هو لنحكم عقولنا ولستفتى قلوبنا ولنتوكل على الله أنه نعم المولى ونعم النصير. لقد كانت سعادتى غامرة وأنا أتابع أبناء مصر في الخارج.. وحرصضهم على الإدلاء بأصواتهم أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا المعاصر فشكراً لهم فقد أدوا الامانة تجاه وطنهم الأم ولم يتخلوا عنه وقت الحاجة واثق ان عطائهم سيثتمر وقت الحاجة في مرحلة البناء المقبلة. ان كل مصري ومصرية كل شاب وشابة كل أب وام مدعوون جميعا إلى الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية للمساهمة في صياغة مستقبل هذا الوطن فى تشييد بنائه الديمقراطي وإقامة قواعد حكمه على أسس من العدالة والمساواه والحقوق المشروعة للجميع، ولنبرهن لأنفسنا وللعالم ان ما شهدته مصر لم يكن ثورة مؤقتة إستهدفت إسقاط نظام مستبد أوفاشل إنما هي ثورة شعبية ناضجة ومكتملة تستهدف النجاح والبناء حفظ الله مصر ووفق أبنائها للعمل على رفعتها ومنَّ عليها بالأمن والرخاء.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .