بسبب الغيرة .. ربة منزل تقتل ضرتها وتدفنها بالمنزل

قضى معظم سنوات عمره فى الغربة، جمع أموالا طائلة سافر بها إلى القاهرة لاستثمارها فى مشروعات تجارية، عاش فى المرج، تزوج للمرة الثانية وأنجب طفلتين، بعد فترة خسر كل أمواله التى ادخرها، اسودت الدنيا فى وجهه ولم يجد أمامه سوى العودة إلى قريته وبعدها السفر إلى الخليج ليجنى أموالا أخرى تعيده إلى الحياة بعد أن زادت نفقات أسرته وعاد إلى قريته من جديد.
الغيرة سيطرت على عقل وقلب الزوجة الأولى، فكرت فى التخلص من ضرتها الجديدة بعد شهرين من زواجها، نفذت جريمتها ودفنت ضحيتها بمعاونة ابنتيها فى فناء المنزل، عاد الزوج يسأل عنها فأخبرته بأنها هربت من المنزل بعدما سرقت مصوغاتها الذهبية، خرج الزوج هائما على وجهه يبحث عنها فى كل مكان لكنه فارق الحياة فى حادث سيارة.
بدأت خيوط الجريمة تظهر لرجال المباحث وتم القبض على الزوجة فقضت المحكمة بإعدامها وتم قبول النقض فى الحكم لينتهى بها الحال إلى معاقبتها فى المرة الثانية بالسجن المؤبد.
وقائع القضية بدأت فى يناير عام 2011 عندما قرر عبدالناصر زوج المتهمة الزواج من «دعاء» ابنة خاله خريجة الجامعة رغم أنف الزوجة الأولى «هند» التى هددته بترك المنزل ولكنه أصر على موقفه، خاصة أن منزله يتسع لأكثر من زوجة فرضخت زوجته الأولى لفكرة الزواج الثانى، ويبدو أن أمرا ما قد أضمرته فى نفسها، وتظاهرت بأنها ليس لديها مانع طالما سيوفر لها ولابنتيها راندا 11 سنة وشيماء 9 سنوات عيشة كريمة، فتقدم لخطبة دعاء وما هى إلا أسابيع حتى تزوجا، وجعل لكل زوجة منهما شقة فى المنزل، ومضى شهران على زواجه الثانى والأمور كانت على ما يرام، وفى يوم توجه إلى منزل خاله لقضاء بعض الوقت، وبعد عودته سأل عن زوجته الثانية فأخبرته الأولى بأنها هربت من المنزل بعد أن سرقت مصوغاتها الذهبية، فراح يبحث عنها فى كل منازل أقاربها وأقاربه وذهب إلى مركز شرطة العسيرات ليحرر لها محضر غياب، ولم يكتف بذلك بل ذهب يبحث عنها فى كل مكان يدور بخلده أن تذهب إليه، ولأن المصائب لا تأتى فرادى فقد لقى الزوج مصرعه فى حادث سيارة بعد شهرين من غياب زوجته، فقام والده بتحمل المسؤولية بعد وفاة ابنه وأخذ على عاتقه كفالة زوجته وابنتيه، وذات ليلة طلب من حفيدته الصغيرة شيماء شراء شاى وسكر من محل البقالة المجاور للمنزل ولكن الصغيرة أخبرته بأنها لا تستطيع الخروج من المنزل خوفا من العفاريت، وعندما حاول جاهدا أن يزيل تلك الأساطير من عقلها أخبرته بأن أمها ضربت دعاء على رأسها بماسورة فسقطت على الأرض وطلبت منها ومن أختها مساعدتها فى دفنها فى حوش المنزل وكاد الجد أن يجن جنونه ولم يصدق ما سمع، فتوجه على الفور إلى اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج ليقدم بلاغا بالواقعة التى مر عليها أكثر من سبعة شهور، وتم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد حسين حامد مدير المباحث الجنائية وقيادة العميد عصمت أبورحمة، رئيس مباحث المديرية وتبين للعقيد محمد فريد مفتش مباحث المديرية أن الزوجة الأولى هند يسرى 38 سنة ربة منزل قامت بقتل ضرتها دعاء السيد 28 سنة بماسورة حديد على رأسها واستعانت بابنتيها فى دفنها وهددتهما بقتلهما لو أخبرتا أحدا بذلك، تم القبض على الزوجة المتهمة وابنتيها واعترفن بجريمتهن تفصيليا، وأرشدن عن مكان الجثة المدفونة، فأمرت النيابة العامة بحبس الزوجة وإيداع البنتين فى دار رعاية الأحداث، وأحالهن المستشار معتز بريرى المحامى العام لنيابات جنوب سوهاج إلى محكمة جنايات سوهاج فقضت بمعاقبة الزوجة بالإعدام شنقا، ثم تقدم دفاعها بمذكرة للطعن على الحكم أمام محكمة النقض التى رأت فسادا فى الاستدلال وقصورا فى التسبيب وإخلالا بحق الدفاع مما يوجب نقض الحكم وإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى برئاسة المستشار عبدالفتاح الصغير وعضوية المستشارين أحمد محروس مبارك وأحمد عزت أبوالفضل بأمانة سر محمود سيد وطه حسين فقضت المحكمة بمعاقبة المتهمة بالسجن المؤبد.