سونيا بوماد كاتبة لبنانية فى النمسا .. هاجرت من لبنان بعد سقوط «لارا» برصاصة طائشة، فتحولت من عازفة للبيانو الى جسد مشلول لا يرى سوى الظلام، سونيا خرجت علينا بكتابها «لاجئة الى الحرية .. لارا والرصاصة الصديقة» حتى يكون صرخة فى وجة الاختلافات السياسية فى بلادنا العربية، ونجحت روايتها الثانية «كايا» الأرض الحية فى معرض القاهرة للكتاب مؤخراً وقد كشفت ل«النهار» فى حوار معها رؤيتها للسياسة والأدب وحالهما فى الوطن العربى الآن ..التفاصيل فى السطور التالية :- بعد الكتاب الاول « لاجئة الى الحرية» ومضمونه المشوق حول اللجوء السياسى فى اوروبا الذى كان لنا وقفة مطولة معه ماذا تقول الكاتبة اللبنانية سونيا بوماد لنا اليوم عن كتابها الجديد « كايا» ولماذا اختارت مصر هذه المرة لانطلاقتها الجديدة؟ - إن سعادتى لا توصف وانا احتفل بولادة «كايا» روايتى هذه فى ربوع مصر الحبيبة كنت اسمع منذ نعومة اظافرى عن الفنانين العرب واللبنانيين بالأخص وهم يتكلمون عن مصر وحبهم لها وتبنيها لهم ولنجاحتهم بكل ما فيها من بشر وامكانيات.. واليوم اختبر بنفسى هذا الشعور لم استطع ان امنع دموعى عندما وجدت نفسى بين اصدقاء اخوة واخوات بعضهم لم اكن اعرفه وبعضهم كان ممن تبنوا نجاحى دعمونى شجعونى وواكبوا مسيرتى لكى اقطف ثمار نجاحى معهم ... فهذه هى مصر الارض الخيرة التى جمعها مع لبنان على مر العصور تاريخ واحد طموح واحد وحد شعبيهما سوية ومع باقى البلاد العربية وباقى الحضارات. عن ماذا تحكى الرواية ومن هى كايا؟ - كايا هى الارض الحية هى آلهة الارض مسرح اختبارنا المكان الذى تدور عليه تلك المسرحية الكونية والتى نحن فيها احيانا ابطال قصصنا واحيان نلعب ادوارا جانبية نكون اشراراً اما صالحين وكل تلك الظروف او معظمها نسبى حسب المبررات التى نختلقها لأنفسنا او قدرتنا على القاء اللوم على الحياة والأخرين وعلى الاقدار.. اوروبا هى الاميرة الفينيقية من سلالة الفراعنة والتى اعطت اسمها للقارة الاوروبية فيما بعد وصلت من عصورها تحمل الاله الواحد اله اخناتون فى قلبها وصلت الى عالمها الجديد والذى افرحها للوهلة الاولى لان فكرة الله قد تجسدت فيه ولكن عندما تعمقت فى تاريخنا الحديث عندما تقربت الى علاقتنا مع الله التى اصبحنا نديرها حسب مصالحنا كما كان يفعل الكهنة والارباب نقتل وندمر باسمه طبعا صعقت عندما شاهدت عن كثب وعايشت التكنولوجيا والتطور فرحة جدا فما كان لفلاسفة ومفكرى عصرها بالتخاطر وبسفر الروح اصبح واقعا ملموسا ولكنها بكت كثير عندا عايشت الحروب الانفجارات والموت ورخص الانسان بحثت عن الحب وكل ما وجدته حبا ممسوخا تحكمه المصالح والانانية اوروبا هى نحن منقسمون على ذاتنا بين حضارة عريقة تقيدونا وبين حاضر فضفاض نسعى لان نجد مكانا لنا فيه ... هل ستعود ام لا؟ سأترك النهاية لكى تكتشفوها بأنفسكم. وكيف كان تفاعل القراء مع هذا النوع من الروايات وهل مستوى القراءة مازال مشجعاً للكتاب؟ - لقد تفاجأت فعلا عندما شاهدت جمهور معرض الكتاب وكل يحمل معه لائحة بالكتب التى يسعى لقراتها وامهات يرشدن اطفالهن الى ما هو مناسب شباب جامعيون جمهور متنوع من كل الاعمار من كل الفئات الاجتماعية كان هذا رائعا وجعلنا أتفاءل بمستقبل البلاد الذى لن يبنيه غير من يسعى للعلم والمعرفة وبما ان روايتى تجمع بين الفنتازيا الاسطورية التاريخية الفلسفة العلم والدين الاثارة الحب والمجهول فلقد حصدت نجاح افرحنى وبدد خوفى من تقبل القارئ لهذا النوع من الروايات الذى يحمل بين سطوره حضارات بعضها قديم وبعضها عايشته عن قرب بسبب اسفارى وتنقلى بين معالمه ومجاهله. فى ظل حديثنا عن التقدم لقد لاحظت تخوف بعض الكتاب ودور النشر من انتشار الكتاب الإلكترونى فما رأيك بهذا الموضوع؟ - فى القرن الخامس عشر اكتشف يوهان غوتنبرغ الطباعة طبعا لم يرحب النساخون والمجتمع البرجوازى وحتى العام بالفكرة فى ذلك الوقت خوفا من انتشار العلم وتعميم فائدته على المجتمعات ولكى يبقى حصرا على النخبة واصحاب النفوذ والمال وبعد عدت سنوات عاد الجميع ليصفق له واثمر هذا إصدار 30 الف كتاب ساهمت بانتشار العلم وارتفاع نسبة المثقفين وها نحن اليوم نقف عند حد فاصل جديد.. عن ماذا يبحث الكاتب عن افادت المجتمع ام عن الثروة وعن ماذا تبحث دور النشر عن نشر العلم والمعرفة ام عن الافادة المادية؟ بالحقيقة فى بلادنا حماية الملكية الفكرية والادبية شبه مستحيلة وليس هناك ما يثنى السارق عن فعلته سواء اكان الكتاب ورقى ام الكترونى بالنسبة لى لا يقلقنى الموضوع فانا اعيش فى وسط اوروبا والكتاب الإلكترونى منتشر منذ زمن والتكنولوجيا متوفرة للجميع رغم هذا لازالت المطابع تنتج الكتب الورقية ولازالت المكتبات مزدحمة ولازال الكتاب الورقى فى ايدى الناس بل على العكس الكثير يصر بعد قراءة الكتاب الإلكترونى ان يعيد قراءته على الورق وان يحتفظ به فى مكتبته. هل سيشجع الكتاب الإلكترونى الشباب على النشر؟ - بظل تكلفة الطباعة المرتفعة وسعر الورق والتسويق اصبحت هذه العوامل عائقا امام الشباب الناشئ المبدع فربما سيقضى هذا التقدم على الاحتكار وسيفتح الباب واسعا امام اسماء جديدة تستحق ربما ان تاخذ فرصتها باثبات موهبتها وقدرتها على الخلق والابداع ولماذا لا من يحمل القلم خير ممن يحمل السلاح وانا اشجع كل كاتب او كاتبه ناشئه بخوض المغامرة واطالب كل المؤسسات بدعمهم ايضا . ما دور المؤسسات وكيف تستطيع ان تاخذ بأيد هؤلاء الكتاب وتسلط الضوء على أعمالهم؟ - سأتكلم عن جمعيتنا التى نعمل الآن على بعث الروح فيها فى النمسا فيينا البيت الثقافى العربى النمساوى وهى تضم العديد من المثقفين الكتاب العرب الفنانين والاعلامين المقيمين فى اوروبا وفيينا خاصة. نشاط هذه الجمعية قائم اولا على دعم الشباب المبدع العربى المهاجر وربط اوصاله بشباب اوطاننا العربية المبدعين ايضا وفى كل المجالات انشاء مكتبات تسوق اعمال الادباء والكتاب العرب فى اوروبا اقامة ندوات وقراءات معارض نشاطات بشت المجالات ففى فيينا وحدها هناك ما يقارب الخمسين الف عربى وسنكون انشا لله جسر العبور بين الابداع المقيم والمغترب بما فيه مصلحة الجميع. ونتأمل من الجميع فى بالد الاغتراب وفى الوطن بان لا يلقى مسؤولية وطنه واهله على عاتق الدولة فقط «كلكم راعى وكلكم مسؤول» واذا كان هناك ثورة فليكون هناك تغيير واذا اردنا التغيير فلنبدا من انفسنا اولا. وأين هى المرأة من هذه النشاطات؟ - ما يفاجئنى احيانا ان النسبة الاكبر من السيدات المقيمات فى الوطن هنا اكثر انتاجا تعلما وثقافة واكثرهن اصرارا على تبوء اعلى المراكز وارتقاء افضل المراتب رغم قسوة الحياة الاجتماعية والضغوط المادية التى يعانون منها فى تامين ما يحتاجون هم واولادهم ورغم التعسف القمع والكبت الذى يفرضه عليهم المجتمع باختصار انه ربيع المرأة العربية ولكى لا نفرط بالتفاؤل فلنقل سيكون ربيع المرأة العربية المزهر المثمر المنتج ورسالتى للمرأة العربية لا تكونى اقل من ملكة فأنت الأم الأرض التى فيك تغرس وتزع الأجيال كونى أنت. لا تقبلى بأن تكونى كما يريدونك فهم ليسوا أنت ودموعك أثمن من أن تذرف لمن لا يستحق!!