أكد الدكتور عادل المراغى، خطيب مسجد النور، أن مكانة العلم النافع غالية، ودرجة أهله عند الله عالية، وترتكز هذه العملية التربوية التعليمية على الإيمان بالله، الذى أراده الله لكل بنى البشر، فبالعلم والإيمان تستقيم أحوال الإنسان، وتصلح المجتمعات الإنسانية، والعلم وطلبه هو من أهم المقومات التى تحافظ على تماسك الشعب وصولا إلى غاياته ومتطلباته. وأضاف المراغى، خلال خطبته بمسجد النور بالعباسية، أن عملية التربية والتعليم، تحتاج إلى تكافل كل الجهود لإنجاحها وتقدمها وضبطها، فلا تقع المسئولية على عاتق المعلمين والمربين وحدهم، بل لا بد من مشاركة الأسرة والمجتمع بهذه المسئولية العظيمة، مشيرا إلى أن هذا ما يستوجب جهدا مضاعفا من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والمشرفين على العملية التعليمية بالوزارات والجامعات، فرسالة التربية والتعليم رسالة شريفة وغايتها نبيلة. ومن جانبه، أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أنه من دواعى الفخر، أن يكون ديننا الإسلامى، قد جاء برسالة العلم كخاتم الرسالات، مؤكدا أن الأمة أكرمت قامة العلم، مضيفا أن الأمة أريد لها أن تكون أمة علم، تدرك أحكام دينها، فى القرآن وهى أمة العلم والإيمان، كانت مقصودة بخطاب توجه إليها فى شخص أبيها، آدم حينما استخلفه الله على الأرض. وأضاف شومان من أعلى منبر الجامع الأزهر، فى خطبة موحدة بجميع مساجد مصر عن قيمة العلم والعلماء، أن آدم ما تفوق على الملائكة بكثرة قوة، أو عبادة لكنه فضل عليهم بالعلم الذى ارتقى به فوق الملائكة، وأمته ارتقت على الأمم بالعلم والإيمان اليقينى ... الأمم التى كفرت وعلمت ظنيا، بينما آمنت أمتنا يقينا حتى أصبحت أمتنا خير أمة أخرجت للناس، وحتى تعود إلى القيادة بعد أن أهملت العلم. وأشار شومان، إلى أنه لأهمية العلم جعله الله فريضة، من فرائضه حيث فرض الله العلم على كل مسلم ومسلمة، إقامة شعيرة الدين، مضيفا أنه يجب على ولى المرأة أن يمكنها من العلم، مشيرا إلى أنه إذا كان العلم متعلقا بأمور تتوقف بدونها الحياة، مثل الهندسة فتكون من فروض الكفايات دينيا. وقال شومان، إن فقه الدين، وعلمه هو كل علم تحتاج البشرية إليه كفرض كفاية أو فرض عين، مضيفا أن الله أراد للأمة الخروج من ظلمات الجهل، إلى نور الله بالعلم، مؤكدا أن بالعلم ترقى الأمم، مشيرا إلى أن العلم هو ميراث الأنبياء الذين لم يورثوا درهما أو دينارا. وأوضح شومان، أن الله فضل العالم على العابد، كفضل النبى على أقل المسلمين، مضيفا أن الأرض تحيا إذا عاش عالمها، كما يحييها الغيث، مؤكدا أن العلماء أكثر خشية لله لعلمهم بقدره، وبقدر رسوله، ودينه، ووضعهم للشىء فى موضعه، مضيفا أن العقل بلا علم، فإنه سيكون وبالا على الأمة، كالطفل الذى يمتلك سلاحا نوويا، سيدمر به الأمة، لأنه لا يعلم قيمته، ومؤكدا أن العقل بلا علم، كالإناء الفارغ، لا قيمة له، وإن ضاق العقل بالعلم فلا مكان له. وأردف شومان قائلا إن بعض العقول فى زماننا ضاقت بالعلم فلم تفهم معناه، برغم حفظها للعلم، لكنها ضاقت بعقلها مضيفا أنه يجب أن يكون هناك تلازم بين العلم والعقل، حتى لا يضيق العقل بالعقل، مضيفا أن نقصان العلماء كارثة لدورهم فى دفع مصالح الناس، وبموتهم تفتح الأبواب أمام فتوى الجهال، مؤكدا أن موت العلماء، يقضى على الدنيا بما فيها، مشيرا إلى أن موت ألف عابد أقل ضررا من موت عالم واحد. واستكمل: أن من بعض المصائب التى نعيشها انشغال بعض العلماء بالخوض فى أعراض بعض العلماء الآخرين، مستغربا من انشغال بعض علماء الأمة بذلك، وأنه سيؤدى إلى إضعافنا، أمام أعدائنا، مشيرا إلى أن المسلمين يعانون فى أفريقيا الوسطى والعراق ومينمار، مستغربا من انشغال علماء الأمة الإسلامية بالتعارك فيما بينهم، والابتعاد عن الأزهر مطالبا علماء المسلمين بالوقوف خلف شيخ الأزهر، والدفاع عن الأمة قبل أن يسألوا عن هذا أمام الله ومطالبا طلاب العلم بترك السياسة لروادها والانشغال بالعلم لتحرير القدس.