كلنا نحب ونعشق أرض بلدنا.. ومن منا لا يحبها !! ولكن من ذا الذى يترجم هذا الحب الدفين لما ينفع ويخدم البلد.. فالحب ليس مجرد كلمة أو إحساس داخلى !! الحب هو العطاء، والعطاء هو ترجمة هذا الإحساس إلى عمل واقعى.. وما أسمى من عمل فى سبيل هذه البلاد التى طالما أعطتنا الكثير والكثير. هناك من يدرك كل هذا ويحاول جاهدا أن يبذل قصارى جهده للنهوض بالمجتمع والبلاد اقتصاديا وأخلاقيا وفكريا، ولاسيما الشباب الذى أدرك معنى حب الوطن وعشقه وتقديره لهذا الوطن وإيمانا بدوره نحو تقدمه ورفعته. كثف بعض الشباب فى الآونة الأخيرة مجهوداته فى محاولات لاسترجاع السياحة وإنعاشها مرة أخرى، واختاروا بعض الأماكن التى لم تكن مشهورة أو معروفة بالنسبة للعالم فقاموا بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى يعرضون فيها تفاصيل هذه الرحلات، وانتشرت هذه الصفحات وكان عليها إقبال كبير من الشباب ونظموا رحلاتهم فتجد قبولا عاما فى هذه الرحلات منها على سبيل المثال رحلات لدير سانت كاترين وجبل الطور.. ورحلات الواحات البحرية الصحراء البيضاء وسيوة. وعندما ذهبوا إلى جبل الطور الذى يقع فى محافظة جنوبسيناء الواقع فى دير سانت كاترين، واجهاتهم الكثير من الصعاب، كان أولها المشوار فالطريق كان شاق وطويل للغايه وعندما ذهبوا إلى هناك كانت ثانى الصعاب فى انتظارهم، حيث إن تسلق الجبل ليس سهلا وهو عقبة حقيقية وصعبة تحتاج لجهد كبير وتركيز عال بحكم جغرافية المكان والصخور الضخمة التى تزيد مهمة المتسلق صعوبة، وطول الجبل البالغ 8 كيلو. ولم تنته العقبات إلى هنا فقط بل كان هناك قبل الوصول إلى القمة سلالم تقرب إلى 750 سلمة، وكانت فى غاية الصعوبة ولم يكن هناك أى وسيلة لتسلق الجبل سوى الجمل وهى وسيلة قديمة للغاية. بعد 5 ساعات من الصعود وتحدى وقهر كل الظروف الجغرافية والبيئة الصخرية، تمكنوا من الوصول إلى قمة الجبل وما أروع جمال المنظر من فوق الجبل وشكل الجليد وهو يغطى الجبل ومنظر الشروق، نسوا كل هذه المتاعب والصعاب التى واجهتهم. فعندما سألناهم مالذى يجبركم على المغامرة بحياتكم؟ فرد خالد على، وهو صاحب صفحة تنظيم هذه الرحلات على الفيس بوك والمشرف أيضا على هذه الرحلات قائلا: إنه يجد متعة حقيقية فى الذهاب إلى هذا المكان لأنه من أجمل وأروع الأماكن فى مصر ويجد متعه فى المغامرة، لتسلق الجبل فهو من أعلى القمم فى مصر وتسلقه مغامرة شيقة فى حد ذاتها، بالإضافة إلى روحانيات هذا المكان لأنه مكان مقدس فهذا الجبل الذى كلم الله من عليه سيدنا موسى، وأوضح أيضا أن السائحين من جميع بلدان العالم حتى كبار السن يأتون لصعود الجبل ورؤية هذه المناظر الرائعة. وتقول ايمان عبد الرؤف يعد هذا المكان من أجمل الأماكن التى رأيتها، وإنها لم تصدق أن هذا المكان يوجد فى مصر وكانت مندهشة من روعة المنظر من فوق الجبل ومنظر الجليد وأبدت عن سعادتها بتسلق الجبل وأنها مغامرة بالنسبة لها شيقة وجميلة وتشجع الشباب على الذهاب إلى هذا المكان . كما أضافت أمل محمد أن هذه ليست هى المرة الأولى لها، بل إنها جاءت إلى هذا المكان مرتين خلال شهر من جماله وروعته، وإنها كانت من أجمل التجارب فى حياتها، وكانت من أوائل الأشخاص فى صعود الجبل. ومن الواجب علينا كمصريين، نحب هذا الوطن ونريد انعاش اقتصاده وخاصه السياحة لأنها تشكل تانى أكبر الموارد فى بلدنا، فيجب علينا أن ننميه لكى ننعش السياحة الداخلية، وننميها وخاصة تلك الأماكن التى تكاد تكون أجمل من أماكن أخرى فى دول العالم، ولكن مهمشة من قبل الإعلام والدولة.