صدر مؤخرا للفنان التشكيلي العراقي المقيم في بريطانيا على حسين الودي كتاب أغاني أم كلثوم في لوحات فنية وذلك عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرةالكتاب يمزج بين قصائد وكلمات أغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وبين الفن التشكيلي، من خلال 30 لوحة فنية ملونة للفنان علي الودي تضمنها الكتابكما يتناول الكتاب حياة أم كلثوم، أو فاطمة إبراهيم البلتاجي وهو أسمها الحقيقي، عبر ميلادها ونشأتها، ونزوحها إلى القاهرة، ثم انطلاقتها الفنية، ومراحل تاريخها الفني الطويل، وكذا إنجازاتها والجوائز والأوسمة التي نالتهاثم كلمات 30 أغنية من أشهر أغنانيها، مترجمة إلى اللغات: الإنجليزية، الكردية، السويدية، بجانب اللغة العربية. بالإضافة إلى النوت الموسيقية لبعض هذه الأغنياتمن ضمن ما جاء في مقدمة الكتاب التي حملت عنوان لماذا أم كلثوم؟ ، يقول الفنان علي الودى: منذ أن أدركت أن الموسيقى غذاء الروح؛ تعلقت وجدانيًا بصوت أم كلثوم وموسيقى أغانيها الشجية، وكنت حريصًا وأنا فتى؛ أن استمع إلى حفلاتها الحية التي كانت تنقلها الإذاعة المصرية، وأسهر معها مثل بقية المعجبين الحالمين المنتشرين في أصقاع الأرض، وكنت أردد مع نفسي أغانيها بفرح غامر، وطرب لذيذ؛ أحسه وأعيشه برومانسية شكّلت في دواخلي شيئًا من عوالم كانت تحلق بي عاليًا في فضاء الروح وحين كنت أجد متسعًا من الوقت أيام الشباب؛ أقوم برسمها بقلم الرصاص على ورق أحمله معي، وأضعه بين طيات كتبي، وكانت تتملكني رغبة في أن أعبر عن محبتي لفنها الرائع بالكلام، لكنني لم أكن شاعرًا، ولا منشئًاومرت الأيام، وزاد تعلقي بأدائها على نحو أصبح يلازمني في غرفتي، ومرسمي، وسفرياتيلذا، حين أردت تكريم صوت من علمتني حب الجمال؛ وجدتني أقدم هذه اللوحات التشكيلية مقرونة بأسماء صانعي الشعر والألحان، وبترجمات أربع؛ وفاءً لها، وإشادة بالكلام والألحانولعلي قدمت في ذكرى رحيل كوكب الشرق وسفيرة غنائه العربي لوحات وفاء إعترافًا بما لفنها على ذائقتي التشكيلية والموسيقية من أثرمن ناحيته يقول الناقد والأكاديمي الأستاذ الدكتورعبد الرضا عليّ إن أغاني أم كلثوم التي جسّدها الفنان عليّ الودّي على نحوِ لوحاتٍ تشكيلية، لم تكن محاولة لمجاراة معنى الشعر المغنى حسب، إنما أضفى عليها ما أضفاه من رؤاه الرمزية الفلسفية عند تلقيه الكلمة المموسقة لحنيًا، فحاول أن يُظهر المسكوت عنه فيما وراء الشعر واللحن والأداء، فعكست لوحاته ما كان يدور في وعيه ولا وعيه من حوارٍ فلسفي كوّنهُ توحّدُ الكلام بالصوت الذي عشقه منذ صباه، وردده مع ذاته دائمًا في مرسمه، وحله وترحاله فلا غرو إذن أن يجد القارئ أكثر من متعة في كتاب عليّ الودّي كما وجدنا، فهو كتاب ممتع مميز في لوحاته التشكيلية الرمزية، وقيمته الفنية، وأمانته المرجعية