كتبت : نورهان عبداللهحظيت الروائية والكاتبة ميرال الطحاوي بجائزة نجيب محفوظ في دورتها الخامسة عشر للأدب الروائي عن رواية بروكلين هايتس والتي تمنحها الجامعة الأمريكية كل عام لكتاب مبدعين .وتسلمت ميرال الجائزة وسط حشد من الكتاب والادباء على رأسهم الشاعر احمد الشهاوي والإعلامي مفيد فوزي ولجنة التحكيم المتمثلة في د / جابر عصفور , وسامية محرز أستاذة الأدب العربي ومديرة قسم دراسات الترجمة , ومارك لينز مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية .واعربت الطحاوي عن سعادتها بهذه الجائزة مؤكدة بأن أعمالها الأولى نشرت تحت مظلة نجيب محفوظ في مشروع ترجمة الأدب العربي , فتعد روايتها بروكلين هايتس هي العمل الرابع بعد روايتيها الخباء و الباذنجانة الزرقاء و نقرات الظباء .ووصفت في كلمتها نجيب محفوظ بالأب الروحي للكتابة حيث انها لم تقابله في حياتها لكنها تتذكره عندما تبحث عن الهوية وختمت كلمتها بسعادة وامتنان لكل الحاضرين وكل الشكر للجنة التحكيم التي اعطتها فرصة الفوز بالجائزة نظيراً لعملها الروائي .والجدير بالذكر ان بروكلين هايتس تحكي عن أم تعيش مع ولدها البالغ من العمر سبع سنوات وتترك وطنها وتهاجر الى بروكلين لتعيش جو اللاجئين فالرواية هي رحلة البحث عن الذات والعناية بالتفاصيل المرتبطة بالطفولة .وتابعها د/ جابر عصفور متحدثاً عن زمن الرواية وتحولاته فزمن الرواية عبارة عن منظومة تتكون من خطين أفقيين ,الخط الأول طرفه الأيمن هو القصة القصيرة والايسر هو الرواية واذا كان الطرف متمتع بالسرد والتكثيف واختزال الشخصيات فإنه يعد نوع من انواع القصة القصيرة , ولكن اذا تعددت شخصياته واماكنه فبذلك يكون تحت مسمى الرواية .واستهل في حديثه قائلاً ان هذة المنظومة نشأت في الأدب العربي في القرن التاسع عشر وبطبيعة هذة النشأة حدث تداخل بين هذة الأنواع فالرواية يمكن أن تأخذ شكل سيرة ذاتية او متوالية في شكل قصص قصيرة واكتملت هذه البداية برواية هيكل ذينب لكنها بداية ضعيفة للرواية لم تكتمل .لكنها كانت استنبات لبذرة هذا التنوع حتى استمر الأمر حتى عام 1945 وبدأ التحول في الرواية ,وكتب العقاد روايته سارة في هذه الفترة ويبدو أن احساسه بهذه الرواية جعله يكتب مايسئ لها وللرواية بشكل عام حتى وصفها بفن الغوغاء ولكن تصدى لهذا النقد والإساءة شاب في الثلاثين وهو نجيب محفوظ مدافعاً عن فن الرواية بعد ان صدر له مجموعة قصصية وروايتين تاريخيتين وانتهى محفوظ بوصفه للرواية بأنها شعر الدنيا .ومن منطلق هذا الدفاع عن الرواية بدأت تشق طريقها في بداية الستينات حيث اقدم جيل من الشباب للكتابة عن الأحداث الداخلية والخارجية كنكسة 67 وارتباطها بثورة الطلاب واشياء كثيرة .وتوالت الكتابة للرواية في الثمانينات والتي احتلت مكانة الصدارة حينذاك وبما انها فرضت تغيراً جذرياً على جيل الستينات ففرضت ايضاَ تغير مواز على كتابات نجيب محفوظ , واستشهد عصفور في محاضرته برأي يحى حقي عن نجيب محفوظ حيث قال ان نجيب محفوظ تحول من الشكل الإستاتيكي إلى الشكل الديناميكي في كتاباته .ووصف جابر عصفور الرواية في جبل الستينات بأنها بدأت بحلم عظيم لكنها في التسعينات لا ترتبط بطموح أو حلم لأنها لم تكتمل من ملامح الكتابة التسعينية .وأرجع عدم الإكتمال لسبب ان تاب جيل التسعينات لم يكن لديهم حلم ولا أمل ولكنهم عاشوا مرحلة متأخرة فهم لم يحلموا بدولة قومية ولا بعدالة اجتماعية مما أثر على الرواية حيث انها تصنف تحت مسمى الرواية المستهلكة لأن الكتاب في فترة التسعينات كل اهتمامهم ينحصر في مواضيع ابراز الجسد والاهتمام بالعشوائيات والمهمشين في روائياتهم .فجيل التسعينات جيل مفارقات مدهشة لأنه نشأ في عصر الإستهلاك الذي تسببت فيه العولمة .وتساءل عصفور هل سيتغير مسار الرواية فيما بعد واجاب بأنه سيتغير ولكن كل ماعلينا أن نرصد فقط ظهورهم ونتوقف على تكريم نموذجين من جيل التسعينات مشيراً الى نموذج منهم وهي ميرال الطحاوي عن روايتها بروكلين هيتس .