في احتفالية كبيرة بالقاعة الشرقية بالجامعة، أعلن قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة فوز الأديبة والروائية ميرال الطحاوي، بجائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي لعام 2010، عن روايتها "مرتفعات بروكلين" أو«بروكلين هايتس»، وهي الرواية الرابعة لها بعد «الخباء» و«الباذنجانة الزرقاء» و«نقرات الظباء». حضر الحفل لفيف من الإعلاميين والمثقفين، بجانب مارك لينز مدير قسم النشر، وديفيد أرنولد رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الذي سلم الجائزة لميرال الطحاوي بناء على اجماع لجنة تحكيم الجائزة. ويأتي فوز رواية "مرتفعات بروكلين"، بعد ساعات من إعلان وصولها للقائمة القصيرة لترشيحات جائزة البوكر العربية. وقد فسر أعضاء لجنة التحكيم التي تمنح جائزة الجامعة الأمريكية؛ فوز رواية ميرال الطحاوي بالجائزة بأنها "رواية غربة واغتراب بامتياز، وهي تجربة متميزة عن العلاقة بين الشرق والغرب، خصوصا أنها لم تسر على التقاليد المسبوقة". وأوضحت اللجنة أن "مرتفعات بروكلين" "رواية ذات أبعاد إنسانية لأنها تستوحي التجربة الفردية وهي تلامس فساحة العالم ومتهاهته، كما أنها رواية المسكوت عنه وتجلي ثقاقب في إشكاليات الزمان والمكان والتسامح والتعصب، وأن التفات الكاتبة للتفاصيل على مستوى رسم الشخصية واستخدام اللغة وتوظيفها واختيار النبرة والإيقاع، كلها عناصر ساهمت في إخراج هذا العمل شديد التميز". وقالت د. هدى وصفي عضو اللجنة، إن "ميرال الطحاوي استطاعت أن ترسم خريطة دقيقة لواقع مشحون بالخيانة والتفسخ والجحود، وأن تقتحم عوالم متعددة تصفها بأدق المشاعر والانفعالات، وتلج عالما روائيا جديدة ومختلفا من منظور ثقافي وأنثروبولوجي". فيما قال الناقد محمد برادة: إن "مرتفعات بروكلين" "شكلت رحلة مزدوجة إلى خارج الوطن والمنفى والمهجر، وفي الوقت نفسه رحلة في أعماق النفس والطفولة والمراهقة وبداية الشباب". ومن جانبها قالت ميرال الطحاوي الفائزة بالجائزة، "إن الكتابة أهدتها نعمة التطلع والحلم والبحث عن أفق أرحب للتحقق". وقالت الطحاوي: إنها "ابنة الأغاني والمواجد والحكايات والتلصص على عالم الرجال.. وآمنت بأن الكتابة الحقيقية هي القدرة على بناء عوالم تخصها وتختصر وجودها.. وأيضا آمنت بأن الحكي أنثى وأن الكتابة رحم". وقالت الطحاوي إنها "تحت مظلة نجيب محفوظ ولدت ككاتبة ونشرت أعمالي المترجمة، وكان الأديب العالمي وسيظل لي المثال والنموذج إخلاصا للكتابة، والتجربة الأكثر امتدادا، والأب الذي يجسد الدأب والتواضع والاحتواء والاحتجاج؛ نتمرد على كتاباته لكننا كل مرة نعود إليه بقوة أكبر إلى الإعجاب". وقالت: "إننا نتذكر نجيب محفوظ حين نبحث عن هوية وشكل لتجاربنا المتعددة في الكتابة، وحين نذكر كلمة رواية نتدثر بعباءته الروائية محكمة النسيج والتي تتسع لكل الباحثين عن موقع للكتابة". وقد وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ميرال الطحاوي بأنها أول روائية تقدم الحياة البدوية المصرية لما بعد الحياة النمطية، وتصور المرأة البدوية وحاجاتها للتحرر، وذلك بعد روياتها "الخباء" التي ترجمتها الجامعة الأمريكية إلى الإنجليزية عام 1996. ودخلت ميرال الطحاوي برواية «بروكلين هايتس» سباق جائزة البوكر العربية مع ست روايات منها اثنتان من مصر بجانب رواية «رقصة شرقية» لخالد البري، واثنتان من المغرب، ورواية من كل من السودان والسعودية، للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) لعام 2011، من بين 16 عملا في القائمة الطويلة التي أعلن عنها الشهر الماضي.