بمناسبة الدورة الأولي لملتقي القاهرة السينمائي الدولي أقيمت مؤخرا على هامش الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى محاضرة عن السينما والثقافة البصرية التى إستضافت جوليانا برونو أستاذة الدراسات البيئية والبصرية بجامعة هارفاردوقد بدأت السيدة ماريان خورى ممثلة شركة مصر العالمية حديثها بأن هذه المحاضرة هى الوحيدة من نوعها التى حرصت على تقديمها على هامش ملتقى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى نظرا لأهمية الضيفة جوليانا برونو التى قدمت دراسات كثيرة فى مجال علاقة السينما بالرؤية البصرية وكلها دراسات على قدر كبير من الأهمية والتخصصوبعدها قامت الباحثة جوليانا برونو بتعريف نفسها قائلة: لي العديد من المؤلفات الهامة، وحصلت على جوائز كثيرة كما ألقيت الكثير من المحاضرات في عدد من الجامعات في أوروبا وأسيا وكذلك في مركز ديا للفنون في نيويورك، ومتحف الفن الحديث في برشلونه، ومتحف اللوفر، ومتحف الفن للقرن الحادي والعشرون في روما، ومعرض تيت للفن الحديثوفي البداية أحب أن أوضح أن مدلول كلمة السينما يعني الصور المتحركة التي تحرك فينا المشاعر وأعتبرها وسيط الحداثة الذي غير شكل الحضارة فهو يتحرك بسرعة في 24 كادر وأنا أري أن هناك علاقة بين الحركة والعاطفة فالفيلم هو وسيط محرك ومتحرك فعندما يمس فيلم مشاعرنا فهناك حركة تحدث والحركة لاتعني أننا نتحرك بدنياً ولكن بمشاعرنا إذن الفيلم هو النقطة التي من خلالها يحدث الإلتقاءوأضافت أن الفيلم ظهر في نفس الوقت الذي ظهر فيه القطار وبالطبع حركة القطار تحدث لدينا نوعا من الصدمة نظرا لأن القطار يجري بسرعة رهيبه ورؤيتنا للمناظر الطبيعيه التي نراها ونحن في هذا القطار تتحرك بسرعه أيضا إذا فالفيلم ليس وسيطا فقط يتحرك ولكنه يجعلنا نتغير في أفكارنا، كما أن لايعتبر وحدة منفصلة عن العالم ودائما ما أقول لطلابي هذا، وأجعلهم يفكرون في ربط السينما بأشياء مختلفةكما أوضحت أن هناك باحثين يقولون بأن السينما لفظت أنفاسها الأخيرة وهذا خطأ كبير فالسينما لم تموت أبدا فهي تعيش في الأفلام الروائية، وموت السينما أدي إلي ظهور أشكال فنيه جديدة متطورة بنيت علي أنقاض السينما القديمة، فإن السينما تؤدي إلي إيجاد فجوة في الحياة العامة لأننا نعيش حياة خاصة وأخري عامة وعندما نشاهد فيلما سنري العمومية والخصوصية، والفيلم هو الذي يجعلنا نشاهد خبرات خاصة جدافعند زيارتى للمتحف المصري رأيت المومياوات التى بالرغم من أنها ماتت منذ آلاف السنين إلا أنني عندما شاهدتها أعادت إلي ذهني القصص والحكايات وكذلك السينما إذا نظرنا إليها بشكل مختلف سنجدها تعيد إلي أذهاننا الخبرات والرواياتومن ناحيته، أشاد المنتج والمخرج ميلاد بسادة بالباحثة وقال لها: لقد رأيت عملك مثيرا للذهن فأنت تتحدثين عن موت فن، وظهور فن آخر علي أنقاضه وكأنك تتحدثين عن العنقاء فلك مني كل تحية وتقديروهنا علقت جوليانا ضاحكة: من حسن حظي أنني تزوجت من منتج كل مهمته هي صناعة فن السينما مما جعلني أكون قريبة جدا من هذه الصناعة التي أعشقهاو نفس الإشادة جاءت أيضا من الضيف فيكتور أوخاى الذى أعجب إعجابا كبيرا بموضوع المحاضرة وقال إنه يتمنى وجود المزيد من هذه الدراسات