اتسمت ندوة «السينما والثقافة البصرية» التي عقدت الثلاثاء الماضي وأدارتها المنتجة ماريان خوري بالهدوء والإنصات للمحاضرة «جوليا برونو» أستاذة الدراسات البيئية والبصرية بجامعة «هارفورد» فبالرغم من وجود المخرج المصري المكرم «ميلاد بسادة» و«فيكتور يوخاي» رئيس اتحاد الموزعين بجنوب أفريقيا، إلا أنهم آثروا عدم إلقاء كلمتهم للاستفادة والاستماع من علم جوليا برونو والتي أعربت عن فخرها لوجودها في مصر للتحدث حول الثقافة البصرية في السينما بشكل عام. قالت برونو: إنها تعتبر هذه المحاضرة نوعًا من تبادل المعرفة والتحدث عن السينما وتحدثت عن العلاقة بين الحركة والعاطفة فقالت: إن العواطف والمشاعر تتحرك وبالتالي عندما يمس فيلم مشاعرنا فهي تحركنا حتي لو لم يكن هناك شيء مادي، وأضافت: إن أهمية الفيلم من أهمية القطار فهو ظهر في نفس الوقت الذي اخترع فيه القطار كوسيلة مهمة للمواصلات! وهو دليل علي أهمية الاثنين كما أننا لا يمكن أن نحيا بدون أفلام تحرك مشاعرنا.. ولهذا كان كتابها «مستقبل السينما» وما يحدث من تغيرات في العصر الرقمي أشار إلي هذه النقطة. وأضافت أن السينما أوجدت وسيلة للتفكير المرئي فلا يمكن أن يمر علينا فيلم نشاهده دون أن نفكر في الصور والموسيقي والحركات داخل العمل. لذلك فالسينما هي لغة تسيطر علي باقي اللغات الأخري وما يحدث في الغرب أنه مع موت السينما التقليدية أدي إلي ظهور أشكال متطورة من الفن القائم علي السينما. وقالت برونو: «عندما قمت بزيارة المتحف المصري وجدت المومياوات المحنطة في غاية الروعة وهي تشبه الأفلام المصرية القديمة فالاثنان رغم موتهما إلا أنهما باقيان بما تركاه من بصمة في نفوس الجميع». وقال فيكتور يوخاي: إن السينما بدأت مع عقول البشر منذ السينما الصامتة مرورا بالسينما الرقمية وأخيرا سينما التركيب وهي مراحل مهمة في صناعة السينما. ونحن الآن بصدد سينما التركيب أو ما يسمي ب«عملية التركيب الرقمي» وقد استخدم الفنانون هذا التركيب للتعبير عن فنهم وأفلامهم.