رغم أن خطة حرق مصر يقوم بتنفيذها علي الأرض عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية إلا أن المخطط والمدبر والقائد الميداني هو الجماعة الإسلامية بقيادة عدد من الإرهابيين مثل مصطفي حمزة الذي خرج من سجنه قبل عدة أشهر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي حيث كان محكوما عليه بحكمي إعدام وكان المتهم الأول في محاولة إغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك في أديس أبابا إضافة إلى ممدوح علي يوسف قائد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في التسعينيات وكذلك حسين شميط أحد المشاركين في محاولة إغتيال مبارك. وننشر تفاصيل هذه العملية التى وضعها قيادات الجماعة الإسلامية فى تسعينيات القرن الماضى إلا أنهم لم ينجحوا فى تنفيذها فى ذلك الوقت إلا أنهم عادوا بعد نحو عشرين عاما ليحاولوا تنفيذ مخططهم هذه الأيام بعد عزل "مرسى".. ووفقا للمصادر فقد تم الاتفاق على هذه إعادة تنفيذ هذه الخطة فى رابعة العدوية قبل فض اعتصام المؤيدين للمعزول بين قيادات الجماعة الإسلامية المتطرفة بقيادة الإرهابي عاصم عبد الماجد وقيادات جماعة الإخوان المسلمين حيث تم الاتفاق علي تنفيذ خطة حرق مصر والتي كانت تسميها الجماعة الإسلامية فى التسعينيات من القرن الماضى "الإنقلاب الكبير" وهى خطة وضعت في أفغانستان وتحديدا في معسكر أسد الله حمزة الذي كان تابعا لأسامة بن لادن. معسكرات أفغانية الجدير بالذكر أن العناصر التي تدربت علي هذه الخطة في أفغانستان وفشلت تنفيذها في عهد مبارك وتم القبض عليهم وحكم عليهم بأحكام تتفاوت بين المؤبد أو اقل معظم هؤلاء خرجوا من السجن في عهد رئاسة "مرسي" ليجتمعوا مرة أخري حول قائدهم مصطفي حمزة.. ومع تصاعد الأزمة السياسية في مصر عرضت قيادات الجماعة خطتهم علي الإخوان وتم الاتفاق علي تنفيذها بحيث يتولي قيادة الميادين هؤلاء الأفراد الذين تدربوا علي هذه الخطة في أفغانستان علي أن تمدهم جماعة الإخوان بعناصر إخوانية ليتمكنوا من اقتحام مباني المحافظات ومراكز الشرطة. ومع تصاعد الإرهاب المسلح من الجماعة الإسلامية ضد الدولة فى التسعينيات وقيامها بتنفيذ عدة اغتيالات ومع رد الدولة بقوة علي هذا الإرهاب بدأت قيادات الجماعة تفر إلي الخارج تاركين أتباعهم لمصيرهم كما هو المعتاد في هذه الجماعات الإرهابية.. وكان أول الفارين إلي أفغانستان هو محمد شوقي الاسلامبولي شقيق خالد الاسلامبولي قاتل السادات ثم تبعه العديد من القيادات كان أبرزهم مصطفي حمزة المسئول الأول عن خطة حرق مصر أو كما يسمونها "الانقلاب الكبير" فهو والذي وضعها وأشرف عليها بنفسه وقام بتدريب أعضاء من الجماعة على تنفيذها فى افغانستان والسودان وعاونه في تدريب أفراد الجماعة الإسلامية الموجودين بأفغانستان كل من حسين شميط وعصام عبد الجواد الذي قتل وكان ضمن المتهمين في قضية قتل رفعت المحجوب واشرف الشمشتلي وكنيته أبو بكر عقيدة الذي قتل في الشيشان. يذكر أن أفغانستان كان بها عدة معسكرات جهادية عديدة منها معسكرى "الصديق" و"الفاروق" وكانا تابعين لأسامة بن لادن بينما كان المعسكر الخاص بالجماعة الإسلامية يسمي ب"الخلافة" وكان المسئول عنه هو محمد شوقي الإسلامبولي وألذي قام بتدريب أعضاء الجماعة علي كل الأسلحة الخفيفة والثقيلة وعلي التكتيك العسكري وعلي استخدام المتفجرات إضافة إلي دورات خاصة علي الاغتيالات. وقد تدرب أعضاء الجماعة الإسلامية في الأماكن الحدودية بين أفغانستان وباكستان وعندما كانت تسنح لهم الفرصة كانوا يتدربون في الخطوط الخلفية لجبهات القتال بأفغانستان علي بعض الأسلحة غير الموجودة لديهم في المعسكر.. كما تدربوا لفترة طويلة علي الاغتيالات والحرب الالكترونية والتكتيك العسكري وكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمدفعية وتدربوا أيضا على تزوير الأوراق.. وتدرب أعضاء الجماعة أيضا علي حراسة القيادات بعد تعرض عبد الأخر حماد لمحاولة اغتيال وكذلك استهداف طلعت فؤاد قاسم والشيخ مصطفي حمزة والشيخ رفاعي طه. وقد انتقلت هذه العناصر إلي "جلال آباد" فى افغانستان حيث مكثوا فترة في معسكر أسد الله حمزة الذي كان تابعا لأسامة بن لادن حيث عرض عليهم ان يكون أميرا للمجاهدين العرب بعد مقتل عبد الله عزام وطلب منهم الدخول تحت رايته ورفض محمد شوقي الإسلامبولي ومن معه لأنهم كانوا يضعون خطة حرق مصر أمام أعينهم وكانوا يقولون دائما إننا في أفغانستان من اجل أن نحرق مصر. والملاحظ أن أعضاء الجماعة الإسلامية كانوا ينسقون مع الأفغان فقط وليس مع العرب وذلك لأسباب كثيرة منها أن أعضاء الحركات العربية كانوا يقومون بتصوير العمليات واللقاءات بالفيديو وهو ما لم يكن يلقى موافقة وقبولا من أعضاء الجماعة الإسلامية.. كما أن الجماعة كان لها توجه حركي سري وإذا دخلت تحت إمرة بن لادن فلابد وأن يطلع علي كل شئ وهذا لم يكن ليحدث خاصة أن عمر عبد الرحمن كان قد افتي لهم بأنه طالما جاءوا بأموال المجاهدين إلي أفغانستان ينبغي أن يستنفذ كل قواهم وما يتبقي منهم يذهب إلي مصر. السودان واليمن كان الهدف من كل هذه التدريبات هو النزول إلي مصر لاستهداف الحكومة المصرية فى ذلك الوقت بكل رموزها حيث انتقلت تلك المجموعة إلي السودان قبل أن يمروا بالسعودية واليمن في طريق العودة كترانزيت حيث فتحت السودان ذراعيها لهذه المجموعة التي تعيث فسادا الآن في أرض مصر وعاشوا في مزارعها وتدربوا علي كيفية التحرك داخل الدولة وحرب المدن والتدريب علي التزوير والأكليشيهات التي من الممكن أن يحتاجونها في تزوير الأوراق الرسمية.. وكان من بين أهداف هذه الخطة ضرب قناة السويس والمتحف المصري والبنوك والسياحة إضافة إلى استهداف قائمة طويلة من الأسماء مطلوب تصفيتهم جسديا علي رأسها الرئيس الأسبق حسنى مبارك ووزراء الدفاع والداخلية ورئيس الوزراء ولواءات الشرطة والأمن الوطني وبعض الإعلاميين والفنانين. يذكر أن المسئولين السودانيين كانوا يرون فى وجود هذه العناصر الإرهابية مصلحة كبيرة في هذا التوقيت عام 1994 والذي ضرب فيه مصنع الأدوية الأمريكي علي يد أسامة بن لادن وكان هناك حظر اقتصادي علي السودان التي كانت تحاول أن تظهر وكأنها هي التي تأوي الإرهابيين وتجمعهم عندها حتي تخيف بهم النظامين الأمريكي والمصري حيث كانت الجماعة الإسلامية بمثابة "البعبع" لهذين النظامين وان كان هذا من الناحية السياسية أما علي ارض الواقع كانت الحقيقة غير ذلك. فقد كان هناك تنسيق بين ارهابي الجماعة الاسلامية وبين النظام السوداني وبالأخص المخابرات السودانية فى ذلك الوقت حيث كانوا أداة طيعة في يد السودان وكانوا موجودين بالتنسيق مع المخابرات السودانية وتحت مراقبة المخابرات المصرية والسفارة المصرية في السودان.. وكان هناك اتفاق بين عناصر الجماعة الإسلامية وبين المسئولين السودانيين يقضى بإخبارهم بأى عملية تنوى الجماعة القيام بها سواء كانت علي ارض السودان أو خارجها وذلك مقابل تقديم المساعدات المطلوبة من أسلحة ومعلومات مخابراتية عن الهدف وهذا ما حدث بالفعل في عملية أديس أبابا وعمليات إرهابية أخري. صاحب القرار ويمكن القول أن صاحب القرار في هذه الخطة التي تنفذ الآن علي الأرض هو مصطفي حمزة وكانت تعليماته لأعضاء مجموعاته فى ذلك الوقت برصد بعض الأماكن وتجميع المعلومات عن الأهداف.. وتشير الخطة إلى وجود صفقة أسلحة كبيرة تم الاتفاق عليها وجلبها من اريتريا وإدخالها إلي مصر عن طريق السودان وقد تم تخزين الأسلحة في كوم امبو بأسوان.. وكان من المفترض توزيع هذه الأسلحة علي كل المجموعات المنتشرة بالمحافظات على أن تخرج هذه المجموعات في وقت واحد وتقوم باحتلال المباني الحكومية تمهيدا لقلب نظام الحكم وكان القائد العسكري لهذه العملية هو احمد حسن عبد الجليل البحيري والقادة الميدانيين هم إسلام الغمري وأبو عمر المصري وشريف عبد الرحمن الذي نفذ عملية أديس أبابا وقتل فيها.. والمجموعة التي استطاعت تنفيذ مهمتها هي مجموعة احمد حسن عبد الجليل علي البنوك والسياحة وباقي المجموعات كانت تتساقط واحدة تلو الأخري. أما عن الخطط التي تم التدريب عليها فقد تراوحت بين اختطاف الشخصيات أو الاستيلاء على وثائق مهمة أو الهجوم علي مبني معين.. وكان يدربهم علي هذه العمليات عثمان صديق شوقي الذى قام بتدريبهم على عمليات اغتيالية مثل عملية اغتيال رفعت المحجوب التي أصبحت بعد نجاحها نموذجا للتدريب وكذلك عملية اغتيال فرج فودة. وقد انقسم هؤلاء الأعضاء إلي مجموعتين في التدريب مجموعة "لا الله إلا الله محمد رسول الله" ومجموعة "الشرطة".. وتركزت المهمة الرئيسية فى اختطاف أو تامين شخصية والمجموعة التي كانت تفشل في مهمتها كانت "تُكدر وتُعذر" وتحرم من أشياء كثيرة.. أما المجموعة الأخرى التي كانت تنجح فكانت تحصل علي ذخيرة أكثر وتذهب إلي الجبهات من باب التحفيز حيث يتم تدريبها علي عمليات وحرب قتالية واسعة وأعمال ميدانية. ساعة الصفر وعندما قرر مصطفي حمزة مغادرة أفغانستان في رحلة العودة إلي مصر تفرق أعضاء الجماعة إلى مجموعات صغيرة في بعض الدولة الأوربية والخليجية انتظارا لتلقي الأوامر والتعليمات منه بالتحرك فمنهم من ذهب إلي البوسنة والهرسك ومنهم من ذهب إلي الشيشان ومنهم من انتظر في السعودية واليمن قبل التجمع الأخير في السودان والعودة إلي مصر بعد ذلك لاستهدافها.. وكانت الأوامر بالنسبة لكل فرد أن يقوم بتزوير أوراقه الشخصية ثم يتزوج وينتظر ساعة الصفر وكانت تعليمات مصطفي حمزة لهم هى التخفي والانتظار مع المحافظة علي اللياقة البدنية. وبالتوازى مع هذه التعليمات كانت هناك تقارير مستمرة عن كل فرد فيهم سواء فيما يتعلق بالأخلاق والتعاملات والولاء والتعامل مع الأموال.. ومن خلال هذه التقارير يتم تحديد نسبة مئوية عن الشخص ويؤخذ القرار بشأن مشاركته أو عدم مشاركته فى عمليات الجماعة. وعندما نزلت تلك المجموعات إلي مصر تم تسكينهم في شقق وإحضار زوجة إلي كل فرد منهم إلي أن يأتي التكليف بتنفيذ العملية.. وكان يعيش هؤلاء الإرهابيون هاربين متخفيين في شخصيات أخري غير شخصياتهم الحقيقية.. وظلت هذه المجموعات تتابع وترصد وتنقل المعلومات إلي مصطفي حمزة في أفغانستان انتظارا لأوامره بتنفيذ الخطة. مصادر من داخل الجماعة الإسلامية أكدت ل"الموجز" أن فشل خطة "الانقلاب الكبير" وعجز الجماعة الإسلامية عن تنفيذها يرجع إلى سببين.. الأول هو قوة الدولة وجهازها الأمني فى ذلك الوقت.. والثانى أن الخطة كانت تحتاج إلي دعم شعبي وهذا ما كانت تفتقده الجماعة التي كان يتعامل معها الشعب باعتبارها جماعة إرهابية. ضابط احتياطى ويعد مصطفي حمزة احد ابرز الإرهابيين المنتمين للجماعة الإسلامية والذي كان مسجونا داخل سجن العقرب وكان ضابطا احتياطيا في الجيش المصري وهو من مواليد مركز ببا بمحافظة بني سويف عام 1985 حصل علي بكالوريوس الزراعة.. وقد تم القبض عليه ضمن قضية الجهاد حيث كان أمير الجماعة ببني سويف وحكم عليه بالسجن سبع سنوات. وقد تم إعداد "حمزة" داخل السجن علي يد القيادات التاريخية للجماعة ليقود الجماعة في الخارج حيث كان مكلفا بإعداد وتجهيز أفراد الجماعة للسفر إلي أفغانستان ومع تطور الأحداث قام بإحياء الجناح العسكري للجماعة الإسلامية مرة أخري.. وكان "حمزة" هو صاحب تكليف محاولة اغتيال عبد الحليم موسي وزير الداخلية التي فشلت وراح ضحيتها رفعت المحجوب. سافر "حمزة" إلي أفغانستان وكان قد سبقه محمد شوقي الإسلامبولي.. وقد تولي حمزة قيادة معسكر الجماعة هناك ودرب أبناء الجماعة علي القتال.. كما تولي رئاسة مجلس شوري الجماعة الإسلامية في الخارج بعد استقالة رفاعي طه.. وكان المخطط الرئيسي للجماعة فى ذلك الوقت هو محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك في أديس أبابا عام 1995 حيث قام بتدريب المجموعة التي نفذت العملية. استقر الأمر بحمزة في السودان قبل أن تقوم بتسليمه إلي مصر بعد تحسن العلاقات بين مصر والسودان وان كان البشير قد حصل علي وعد بعدم تنفيذ حكم الإعدام أو تعذيبه.