وسط ترقب إسرائيلى وقلق خليجى ..تشهد الأيام المقبلة لقاءات مكثفة بين مسؤولين من إيران والقوى الست الكبرى لبدء تنفيذ الاتفاق الذى تم التوصل إليه أواخر نوفمبرالماضى بجنيف بشأن البرنامج النووى . وفى غضون ذلك تسعى طهران لطمأنة دول الخليج وتوطيد علاقاتها مع السعودية، أما إسرائيل فتكرر عزمها على منع إيران من صنع سلاح نووي. وفى تصريحات لوكيل وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى قال إن طهران تتوقع اتصالا من المسؤولة الأوروبية الرفيعة المستوى «هيلغا شميد» لبدء اجتماع الخبراء خلال الايام القليلة القادمة. غير أن بعض التصريحات الإيرانية تثير قلق الدول الغربية، لا سيما تأكيد طهران بأن مفاعل المياه الثقيلة فى أراك من «الخطوط الحمراء»، وتصريحات رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية «على أكبر صالحي» التى قال فيها «سنشهد السنة المقبلة بداية أعمال لبناء محطة نووية جديدة فى بوشهر» على ساحل الخليج. وكانت طهران قد وافقت فى إطار اتفاق جنيف المبرم مع دول مجموعة (5+1)، وهى الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا بالإضافة إلى ألمانيا، على عدم إحراز تقدم فى أعمال مفاعل أراك الذى قد يعطيها نظريا مادة البلوتونيوم التى يمكن استخدامها بعد معالجتها لانتاج قنبلة ذرية، وذلك نظير تخفيف العقوبات المفروضة على إيران. وبمقتضى الاتفاق، يقوم الغرب بتعليق جزئى للعقوبات الدولية المفروضة على إيران، بينما تتعهد طهران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 5% طوال ستة أشهر، وتعليق بناء مفاعل أراك والسماح بوصول المفتشين الدوليين إلى المواقع الحساسة. و من جهته أكد وزير الخارجية الإيرانى «محمد جواد ظريف» أن بلاده تسعى لتوطيد التعاون مع المملكة العربية السعودية التى تشعر بالقلق إزاء برنامج إيران النووى ونفوذ طهران فى المنطقة. وقال ظريف الذى يقوم بجولة خليجية بدأها بالكويت، إنه لم يجر تحديد موعد لزيارة مرتقبة للسعودية، لكنه أكد أنه سيزورها. ونبه إلى أن الاتفاق النووى فى جنيف لن يكون على حساب أى من دول المنطقة، وأنه لن يكون مصدرا للخطر. وأشار فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الكويتى «صباح خالد الصباح» إلى أن الاتفاق النووى يخدم مصالح جميع الدول فى المنطقة. وكان وزير الخارجية الإماراتى عبد الله بن زايد -الذى كان أول مسؤول من المنطقة يزور طهران بعد الاتفاق- قد دعا الأسبوع الماضى لشراكة مع إيران. إسرائيل تشعر بالخطر أما إسرائيل التى تشك أيضا -شأنها فى ذلك شأن الدول الغربية فى أن البرنامج النووى الإيرانى يحتوى على شق عسكرى فقد جددت موقفها الرافض للاتفاق الإيرانى مع القوى الست، واتهمت طهران بأنها ما زالت تسعى لامتلاك السلاح النووى وتدعم الإرهاب. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى تصريح له فى كنيس روما محذرا الغرب «تخلوا عن أوهامكم: إيران تسعى وراء القنبلة الذرية، وهذا نظام يدعم الإرهاب». وقال نتنياهو : لن نسمح لإيران بأن تكون لديها قوة ذرية تتمكن من استخدامها ضدنا، وأمام التهديد سنرد عندما سيكون ذلك ضروريا ولن ألتزم الصمت إذا كانت مصالح إسرائيل فى خطر .