هل تتحول قطر لمأوى للإرهابين الهاربين من العدالة فى مصر ؟ وما هو رد الفعل الرسمى والشعبى لللمصريين إزاء هذا التطور ؟ وهل ما يتردد عن دور لسفارة قطر فى هروب عاصم عبد الماجد له ظل من الحقيقة ؟ أسئلة عديدة مطروحة بقوة بعد أن ظهر الإرهابى عاصم عبد الماجد فى الدوحة ليطل عبر قناة الجزيرة مطلقاً رصاصاته ضد مصر والمصريين مع إشارة من المذيع جمال ريان على أن عاصم سيحل ضيفاً على القناة فى برامج أخرى عديدة يترافق هذا مع دعوى قضائية أقيمت أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة تطالب بطرد السفير القطرى من الأراضى المصرية بشخصه وصفته، وتخفيض التمثيل الدبلوماسى لدرجة قائم بالأعمال. واختصمت الدعوى التى أقامها «ضياء الدين الجارحى» كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بصفتهم. وقالت الدعوي: إن السفارة القطرية بالأراضى المصرية قد صدر منها تصرفات غير مسئولة تنم عن عداء عام من حكومة دولة قطر ممثلة فى مسئوليها فى السفارة القطرية، والتى تساند وتؤيد جماعة الإخوان المحظورة، وبمعاونة بعض الدول التى تحمل نفس الأجندة ونفس المخطط مثل تركيا ممثلة فى زعيم الإخوان فى العالم «أردوغان». وطالبت الدعوى الحكومة المصرية بالامتثال بطرد السفير التركى وطرد القطرى أيضا لتوحد سياسة الدولتين على هدف واحد وهو الإضرار بمصر جيشًا وشعبًا وتهديد أمنها القومي. فى البداية نشير إلى أن العلاقة بين قطر ومصر أخذت فى الإنحدار منذ 30 يونية، نظراً للدور الذى تلعبه الجزيرة لصالح الإخوان ضد الأمن القومى لمصر ثم تحولها لمأوى للهاربين من الإرهابيين مثل عاصم عبد الماجد و قد اعترف السفير «نبيل فهمي» وزير الخارجية المصري، إن العلاقات بين مصر وقطر يسودها قدر كبير من الضبابية. وفى خطوة اعتراضية على سياسة قطر، أعادت مصر مليارى دولار قيمة الوديعة القطرية، ورغم ذلك أكدت الخارجية المصرية أنها لن تتعامل مع قطر مثل تركيا، رغم تقارب موقف البلدين من الأحداث السياسية التى تشهدها مصر منذ 30 يونية الماضي. حيث قال السفير «بدر عبد العاطي»، المتحدث باسم وزارة الخارجية، فى تصريح له إن «قطر دولة عربية شقيقة، ورغم أنها تعارض ثورة 30 يونية، وتسلط قناة الجزيرة على مصر، إلا أننا سنبقى على العلاقات معها، ما لم يحدث ما يدع لقطعها». و لكن الأيام والمواقف أكدت عكس ذلك لدرجة تظاهر المصريون أمام السفارة القطرية فى مصر للمطالبة بطرد السفير القطرى من أراضيها و إحراق العلم القطرى بما يؤكد أن الوضع أصبح صعبا و تجاوز قطر المدى . رفعت سيد أحمد : للصبر حدود وقطر تنفذ مخطط دولى لتخريب المرحلة الانتقالية فى البداية توقع الدكتور «رفعت سيد أحمد»، المحلل السياسى ومدير مركز يافا للدراسات السياسية والاستراتيجية. أن يتكرر سيناريو تركيا مع قطر، ويكون هناك تخفيض للتمثيل الدبلوماسى يصل لمرحلة طرد السفير وقطع العلاقات بين البلدين، معتبرا أن هذا سيحدث نتيجة حماقة واندفاع القطريين نحو مخطط دولى أمريكى إخوانى لتخريب المرحلة الانتقالية. واعتبر «رفعت سيد أحمد» أن قطر تدفع مصر دفعا لحد طرد السفير وقطع العلاقات، خاصة بعد احتضانها لمطلوبيين للعدالة وجهات التحقيق مثل عاصم عبد الماجد مضيفا أن قطر تحارب مصر بسلاح اقتصادى من خلال تمويل جماعة الإخوان المسلمين، ووجود عدد من قيادات التنظيم الدولى للإخوان فى قطر وعلى رأسهم يوسف القرضاوى وأخيرا و ليس أخرا هروب «عاصم عبد الماجد» إليها . مؤكدا أنه كان من المتوقع أن تتغير سياسية قطر بعد تولى «تميم» الحكم، لكن ضغوط الحرس القديم والتنظيم الدولى برعاية القرضاوى حالت دون ذلك. وأكد أن الموقف يتوقف على «صبر مصر»، ليعود ويشير إلى أن «للصبر حدود»، مطالبا الدولة المصرية استخدام «العين الحمراء» مع قطر. مشيرا إلى أن انحدار شعبية قناة «الجزيرة» القطرية لدى الجمهور المصرى يعكس التحولات فى العلاقة القطرية - المصرية. مشيرا إلى أن قطر أطلقت قناتها المسعورة لإشاعة الفتنة وبث الأكاذيب واعترض على اعتبار الجزيرة قناة مستقلة كما أعلنت الحكومة القطرية ، مدللا على ذلك بعدم تغطيتها لحدث ضخم وهو نقل السلطة من الأب لابنه، ولم تشر إلى صراع بين ال18 أمير من الأسرة الحاكمة على المنصب. ويتساءل مستنكرا، لماذا لم تهاجم الجزيرة وجود أهم قاعدتين أمريكيتين فى المنطقة، وهى القواعد التى قتل من خلالها أهلنا فى العراق ولبنان وغزة ليصف قناة الجزيرة بأنها سلاح إعلامى لتزييف وتشويه الحقائق. محمود محى الدين : الدوحة تعانى من عقدة «الضآلة» وتحاول أن تجد لنفسها مكاناً انتقد الدكتور «محمود محى الدين» الخبير الاستراتيجى الدور الذى تلعبه دولة قطر فى حماية قيادات الإسلام السياسى فى مصر، بعد هروبهم إليها والذى برز فى احتضانها «لعاصم عبد الماجد» بتاريخه الدموى المعروف ، مؤكدا أن قطر أصبحت تعانى من مرض «الضآلة»، وتحاول أن تجد لنفسها مكاناً فى الخريطة، تحت الرعاية الأمريكية. مشيرا إلى أن أفعال قطر الأخيرة تؤكّد عمق التقارب فى وجهات النظر الإخوانية الأمريكية، وتشير إلى أنها تعتقد أنها ستحكم مصر من خلال هذا الوكيل الإخوانى. وأكد محى الدين أن قطر تقوم بهذا الدور الانتقامى تجاه مصر بعد فشل مخططها، مشيراً إلى أنها تنفق الآن مليارات الدولارات لدعم ما يسمّى ب»تحالف دعم الشرعية». أحمد عز العرب: الدويلة الخليجية تحولت ل «مخلب القط الأمريكي» فى المنطقة من جانبه أوضح «أحمد عز العرب»، نائب رئيس حزب الوفد للشؤون الخارجية، إن قطر تتآمر على مصر، وتدفع الأموال من أجل ذلك وها هى تحتضن ارهابى هارب من العدالة وتفتح له نوافذ اعلامية ليهاجم مصر ، وتُعدّ هى مخلب القط الأمريكى فى المنطقة مع تركيا مشيرا أن البقاء فى «فلك» أمريكا هو الأفضل لبقاء الحكم فى براثن تلك الأسرة الحاكمة، والتى تعيش على الانقلاب تلو الإنقلاب، وأن خطة أمريكا «المعلنة» منذ سنوات، بالوقوف مع الأيديولوجيات الدينية المتطرّفة، لتقسيم دول الشرق الأوسط، تطوعت قطر بضخ الأموال لتنفيذها حرفيًا، وهذا ما يحدث من استضافة قطر لرموز التيارات المتطرفة لأنها «دولة ضئيلة التاريخ والمساحة والتأثير، وأيضا النفوذ العسكري، وليس لديها مجال إذا رغبت أن تستقوي، سوى بالتحالف والتعاون العربي، والذى من المستحيل أن تكون زعيمته لفقر تاريخها لذلك اختارت أن تكون ذراعا أمريكية فى المنطقة، وأصبحت بينهما مصالح مشتركة، ولذلك فإن قطر هى المساحة الآمنة والمخلصة لحلفاء أمريكا، من قيادات الإسلام السياسى فى مصر، لافتا أن المؤلم فى الموضوع، هو خروج قيادات الإخوان من مصر بهذه الصورة ، مطالبًا بفتح تحقيق فى هذه الواقعة. عماد جاد : القطريون يستقطبون الإرهابين الهاربين بعد استقطاب بعض المثقفين وأكد الدكتور «عماد جاد» نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى أن ممارسات قطر و دعمها الإخوان المسلمين وعدم اعترافها بالواقع السياسى بعد ثورة 30 يونية و استمرارهم فى ممارساتهم العدوانية ضد المجتمع المصرى يؤكد أن «الدولة المصرية تم اختراقها قبل ثورة 30 يونية من قبل أجهزة مخابرات دولية ومازالت هذه الاختراقات مستمرة حتى هذا الوقت» . وأشار إلى أن «أجهزة المخابرات الدولية نجحت بالفعل فى جذب عدد من المثقفين المصريين الذين يدلون بآراء ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب حيث ينادون بحقوق الإنسان والدولة المدنية بينما هم يعملون لصالح جهات أجنبية» .مدللا على ذلك بهذه التظاهرات وما يصاحبها من أعمال عنف واعتداءات من شأنها التأثير سلبا على خارطة الطريق وعرقلة خطواتها خاصة فيما يتعلق بالاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية». ثم أخيرا احتضان الإرهاب ممثلا فى عاصم عبد الماجد بتاريخه الموى المعروف وأكد جاد أن ما يقلق قطر هو استعادة مصر لدورها، وما فى ذلك من ضرب لدور قطر التى تسعى لتزعم الأمة العربية بدعم أمريكى إسرائيلي، لذلك، تقف قطر اليوم وراء المؤامرة الخطيرة على مصر وشعبها، ودورها بتنسيق إسرائيلى وترتيب مع دوائر أمريكية .محذرا من مخططات قطرية تخريبية مشابهة ضد الأردن وفلسطين ولبنان. وأكد على أن المجلس العسكرى المصرى ممسك بخيوط المؤامرة القطرية وهو يقوم بالخطوات المناسبة، واتخاذ القرارات التى من شأنها إفشال المؤامرة المذكورة، وأن الأيام القادمة ستكشف تفاصيلها، وستقوم السلطات المصرية بنشر وثائق وتسجيلات واعترافات تؤكد التدخل القطرى ووضع كل ذلك بين أيدى أبناء مصر . اللواء «حمدى شعراوى» : طرد السفير القطرى مطلب شعبى يرى اللواء «حمدى شعراوى» الخبير الاستراتيجى إنه لابد على الحكومة المصرية اتخاذ قراراً بطرد السفير القطرى من مصر، سيف بن مقدم صقر، نتيجة استمرار تدخل الدوحة «السافر» فى الشأن المصرى ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى أسوة بالسفير التركى لتكون رسالة «لكل من تسول له نفسه التدخل فى شئون مصر، وإعلاناً واضحاً بأن مصر هى صاحبة القرار والسيادة المطلقة فى ما يخص شؤونها». مؤكدا أن جموع الشعب المصرى فى انتظار هذا القرار الأقوى والأكثر تأثيراً، والذى يعتبر بمثابة الضربة القاضية للإخوان وهو طرد السفير القطرى وقطع العلاقات مع دولة قطر و أن لا تكتفى الحكومة بذلك بل عليها إعلان جماعة الإخوان «تنظيماً إرهابياً» . مؤكد أن قطر بإصرارها على إيواء الإرهابيين الهاربين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها و حمايتهم يجعل منها «دولة تحث على نشر الإرهاب داخل مصر لتخريبها مثل سوريا وليبيا وفقا لمخططها مع أميركا». اللواء «كمال صيام» : قطرتدفع بكل طاقاتها كى تسيطر الجماعة على حكم مصر مرة أخرى أكد اللواء كمال صيام الخبير الأمنى أن قطر تعبث بالساحة المصرية عبر ضخ أموال طائلة لجماعات تمولها مقابل تنفيذها لما تخطط له الدوحة بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل. مشيرا إلى أن هناك مجموعات تخريبية مسلحة من جنسيات مختلفة تلقت تعليمات من مموليها القطريين بتنفيذ عمليات إرهابية لإشعال الشارع المصرى وإشغال الجيش المصرى وصولا إلى ضرب دور مصر بالكامل. وأضاف صيام أن قطر ابتاعت أسلحة متطورة فى الفترة الأخيرة، وقامت بتوزيعها على الجماعات التى تمولها خدمة لتوجه جماعة الإخوان المسلمين وضرب ركائز الدولة ومؤسساتها والسيطرة على الحكم بالقوة. مشيرا أن هذه الخلايا متواجدة فى سيناء والمدن المصرية الكبرى، وهى تتلقى تمويلا ماليا قطريا ضخماً ، فى محاولة لتحويل مصر إلى بلد مشتعل يتعرض لهجمات الإرهابيين كما يحدث اليوم فى الساحة السورية. فقطر تقوم بتمويل خطط وتحركات جماعة الإخوان فى مصر، وتدفع بكل طاقاتها كى تسيطر الجماعة على حكم مصر مرة أخرى ولو أدى ذلك إلى وقوع صدامات مع الجيش. وهو ما يعيد إلى الأذهان الأموال النقدية الضخمة التى حملها معه رئيس استخبارات قطر عند زيارته لمصر عشية إجراء الانتخابات وتقديمها إلى الجماعة والخلايا الإرهابية وسعى الدوحة لاحتضان التيار السلفى أيضا. مؤكدا أن السلطات المصرية تملك وثائق كاملة تدين الدور القطرى المشبوه لضرب الساحة المصرية، وعلى علم كامل بالاموال التى تضخها قطر لبعض الجماعات والمجموعات فى مصر، وعمليات تخزين السلاح فى المدن المصرية، وكذلك، بحوزة السلطات المصرية التعليمات القطرية بتنفيذ عمليات إرهابية على امتداد ساحة مصر. د. طارق فهمى : «حمد» موَّل تنظيم الإخوان المسلمين بالأموال والسلاح قال دكتور «طارق فهمي» -أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إنه توجد العديد من علامات الاستفهام حول الموقف القطرى تجاه ثورة يونية و الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى مشيرا إلى أن حقيقة الدور القطرى فى مصر تجاوز مفهوم التدخل الاقتصادى فقط بل امتد إلى التدخل فى مجال التحول السياسى المصري». عبر اتصالات المخابرات القطرية المكثفة بقيادات الإخوان، والمشاورات التى تتم خلف الكواليس مؤكدا أن قطر هى التى مولت تنظيم الإخوان المسلمين فى ليبيا بالأموال والسلاح، لإسقاط النظام الليبي، ومحاولتها لاحتواء الجيش السورى الحر حتى سيطر الإخوان على السلطة بليبيا بقوة السلاح، إضافة إلى العلاقة الوثيقة والتاريخية بين إخوان مصر وليبيا وعلاقتهم بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمون بلندن . وحذر فهمى من أن هناك مخططًا يدار خلف الكواليس تشترك فيه قوى إقليمية، وعلى رأسها قطر لإسقاط الدولة المصرية من خلال الدور القطرى الخفى فى تهريب وتدفق الأسلحة الثقيلة من داخل الأراضى الليبية إلى مصر وإلى شبه جزيرة سيناء، وكذلك علاقة الإخوان المسلمين فى مصر بقطر وبالإخوان فى ليبيا، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول هروب قيادات الإخوان إلى قطر، وكذلك خريطة القوى الإقليمية فى المنطقة والتى تتزعمها قطر حال نجاح تلك الخلايا النائمة فى إحداث مواجهات مسلحة مع الجيش المصرى لإسقاط الدولة تماماً.